في الزمن الصعب.. وعي المصريين بخير - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في الزمن الصعب.. وعي المصريين بخير

نشر فى : الجمعة 5 يونيو 2020 - 7:00 م | آخر تحديث : الجمعة 5 يونيو 2020 - 7:00 م

تاريخ الإنسان تسجله أيام الشدة، كلنا يعرف أن ما يحدث الآن من وقائع فى أيام قاسية إنما يسجل ملامح جديدة مختلفة لعالم بلا شك انتهى ليحل محله عالم آخر وسلوكيات جديدة.

رغم قسوة الأحداث لم يتوقف الشعب المصرى عن إطلاق النكات والسخرية من نفسه بكل الوسائل. شبكات التواصل الاجتماعى لا حديث لها إلا على ذلك الرهان الذى خسرته الحكومة حينما راهنت على وعى الشعب!

الواقع أن لى رأيا مخالفا فى هذا الشأن، فنحن لا نرى ولا نلقى الضوء إلا على كل ما هو غير طبيعى، توقفت هذا الأسبوع عند تلك المشاهد الآسرة التى تعددت فى مدن العالم قاطبة للمظاهرات التى خرجت لتناهض العنصرية إثر وفاة الأمريكى من أصول إفريقية إثر الاعتداد عليه بصورة وحشية غير مبررة من رجل البوليس الأبيض حتى لفظ أنفاسه. أعداد ضخمة من البشر للحظة تجاهلوا تماما خطورة العدوى وتجمعوا بالآلاف دون كمامات لدى الأغلبية منهم بصورة تلقائية تهز الوجدان.

القياس بالطبع مع الفارق مع تلك الصور التى نراها هنا فنستعرضها للدلالة على أننا شعب غائب الوعى.

من راهن على وعى الشعب لم يخطئ لكنه فى الواقع لم يبذل الجهد الفاعل الذى كان عليه بذله ليدعم هذا الوعى ويستنفره على ردود أفعال تتوافق ومصلحة قومية فى موقف صعب.

مازلت أؤكد أن ما نواجهه فى مصر يواجهه العالم بأسره وأن الموقف أكبر من مقدرات الجميع ونحن منهم وأن الأخطاء واردة لا ريب فى ذلك، إنما المطلوب وبحزم هو محاولة عدم تكرارها.

المثل الذى أقصده اليوم هو غياب معظم الأدوية التى تستخدم فى علاج والوقاية من عدوى الفيروس التاجى نتيجة لاندفاع المواطنين لشرائها وربما لتخزينها تحسبا لمداهمة المرض لهم فى ظل ظروف لا يأمن الإنسان فيها إلى وجود مكان له فى مستشفيات الدولة أو مستشفيات العالم الموازى الفلكية النفقات. وهذا أيضا أمر وارد نظرا لأننا فيما يبدو قد دخلنا دائرة قمة منحنى خارطة الوباء.

اختفت الأدوية تماما من الصيدليات، وأحدث ذلك ارتباكا شديدا، الأمر الذى استدعى هيئة الدواء إلى إصدار بيان تحت عنوان «لا بروتوكول للوقاية من الفيروس»، أكدت فيه أنه لا يوجد حاليا أدوية ثبت أنها تقى من الفيروس المتفشى ولا توصى الهيئة بأى أدوية وتطالب المواطنين بعدم شراء وتخزين الأدوية!

دعوة المواطنين لعدم شراء ما يزيد عن حاجتهم من الأدوية لادخارها لوقت الحاجة أمر مشروع بالطبع، أما أنه لا يوجد بروتوكول للوقاية فهذا هو مربط الفرس.

من سيصدق أن الفيتامين ج، د مع الزنك وفيتامين ب إنما هى مكملات غذائية ومضادات للأكسدة تدعم مناعة الإنسان لكن لا علاقة لها بالوقاية من فيروس كوفيدــ١٩ تحديدا لأنه ليس هناك بروتوكول للوقاية؟

من أكثر ما اعتبرته مفيدا للناس على وسائل التواصل الاجتماعى هو حديث المتخصصين عن الأزمة بصدق ووعى وعلم: طرق العدوى ووسائل مكافحتها. طبيعة الفيروس وقدر لا بأس به يصل لكل الناس من المعلومات عن كيف يعمل وكيف تتطور الأعراض. التوعية بكل ما يهيئ بيئة صحية تكافح تكاثر الفيروس بل وتقضى عليه. العلاج لا يمكن مناقشته على وسائل التواصل الاجتماعى، لكن الوقاية هى أهم ما يمكن أن يتولى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى شرحه وتأكيد وصوله لأذهان الناس.

أعتقد أن ذلك البيان لم يكن موفقا فأنا وحتى اللحظة سأظل أتحدث لكل من يسمعنى عن أن الوقاية من الإصابة بعدوى كوفيدــ١٩ تبدأ بغسل اليدين وتطهير كل ما تقع يدك عليه واحترام التباعد الاجتماعى وإن كرهناه، والحرص على تناول المفيد من الطعام والمكملات الغذائية خاصة لكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة فى جرعاتها المحددة.

ليس الحل أن يطلع علينا من ينفى حقائق علمية لأن الواقع أن وعى المصريين بخير، إنه بذلك الذى يخسر الرهان. الثقة بين الناس والحكومة هو الجسر الذى سنعبر عليه إلى ضفة الأمان فاحرصوا على سلامته، هدانا وإياكم سبحانه.

التعليقات