الإسلام كما أدين به 5 ـ الإيمان بمحمد - جمال قطب - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام كما أدين به 5 ـ الإيمان بمحمد

نشر فى : الخميس 7 يناير 2016 - 10:35 م | آخر تحديث : الخميس 7 يناير 2016 - 10:35 م
ذكرنا قبلا، أن المسلم يوقن بوحدة الدين الإلهى، ووحدة أصل النبوة والرسالة، منذ آدم ومرورا بإبراهيم وعيسى وموسى وانتهاء بمحمد عليهم جميعا الصلاة والسلام. وفوق ذلك فلا يكمل إيمان المسلم حتى يقر بأن محمدا هو الرسول الخاتم لسلسلة النبوات، كما بين القرآن ((مَا كَانَ مُحَمَدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَهِ وَخَاتَمَ النَبِيِينَ..))، كما يؤمن المسلم ويعتقد أن القرآن الكريم، هو الرسالة الخاتمة للوحى قد أنزلها على رسوله محمد فتلقاها وحفظها وحافظ عليها وسلفها للجميع قولا وعملا بوضوح وشفافية وأمانة مطلقة لم يخف منها شيئا أو لم يزد فيها حرفا، والأدلة القرآنية والعقلية على ذلك أكثر من أن تحصى.

ــ 2 ــ
وقد استمر الرسول قرابة 23 عاما يتلقى القرآن ويبلغه للناس ويلتزم بأحكامه. وبقى صابرا على سلبيات المشركين المنتفعين بالجاهلية وما فيها من شرور وفجور وميسر وخمور، بل إنهم حاربوه وقاتلوه واضطروه لحربهم وقتالهم دفاعا عن الحق، وردعا للعدوان لا غير، حيث إن الله قد بعثه للبلاغ دون إكراه لأحد، كما قال تعالى ((لَا إِكْرَاهَ فِى الدِينِ...))، فقد صبر لينشر السلام والأمن وكرامة الإنسان وحقه فى حياة آمنة وهادئة، وحقه فى خيرات الله المتاحة فى الكون، وحقه فى المشاركة فى شئون مجتمعه على قدر فهمه.
ــ 3 ــ
وقد اتصف رسول الله محمد بالصفات العامة المتوافرة فى جميع الأنبياء والمرسلين، وأبرزها صحة العقل والذكاء، والأمانة وصدق القول، والقدرة الفائقة على التوضيح والبلاغ والإقناع، والقدر الكبير من الحلم والصبر، كذلك فهو معصوم – مثل جميع النبيين – من مخالفة ما جاء به، لا يستثنى نفسه من التكاليف إلا أن يكون زيادة فى تحمله ومسئولياته. وقد شهد المنصفون من غير المسلمين له بحسن الخلق، كما أكد ذلك القرآن بشهادة الله له حيث يقول ((وَإِنَكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)).
ــ 4 ــ
ولا يبلغ إيمان المؤمن تمامه حتى يؤدى واجباته نحو الرسول محمد، وأولها الإيمان به، وطاعته ((قُلْ أَطِيعُوا اللَهَ وَالرَسُولَ))، وقال تعالى ((مَن يُطِعِ الرَسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَهَ..))..كذلك يجب على المؤمن إتباعه فى كل أمر ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُونَ اللَهَ فَاتَبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَهُ..))، كذلك فالمؤمن مكلف بالاستجابة لكل تكليفات الرسول ((يَاأَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَهِ وَلِلرَسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ..))، والشهادة له بأنه حق ((.. وَشَهِدُوا أَنَ الرَسُولَ حَقٌ..)) كما يجب الالتزام بقضائه وحكمه ((..فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِى شَيْءٍ فَرُدُوهُ إِلَى اللَهِ وَالرَسُولِ..))، كذلك فرض الله الالتزام بتعاليمه ((وَمَا آَتَاكُمُ الرَسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا..))

ــ 5 ــ
كما أن المؤمن يلتزم بترك جميع السلبيات فى حقه ، فقد نهى الله عن رفع الصوت عنده ((.. لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَبِيِ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ..))، ونهى عن معصية الرسول ((فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَان وَمَعْصِيَة الرَسُول..))، ونهى الله عن مشاققة الرسول ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَسُولَ مِن بَعْدِ..))، ونهى الله عن خيانة الناس للرسول (( يَا أَيُهَا الَذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَهَ وَالرَسُولَ..)) ونهى عن إيذاء الرسول ((الَذِينَ يُؤْذُونَ اللَهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَهُ..)).
هكذا يتم إيمان المؤمن بأن الله بعث الأنبياء وأرسل الرسل وأنزل عليهم الكتب وكان آخر وخاتم الرسل محمد بعثه ربه إلى جميع البشرية ((قُلْ يَا أَيُهَا النَاسُ إِنِى رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعا..))، أما ختام الوحى فهو القرآن الكريم ولقاؤنا معه هو القادم إن شاء الله.
جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات