مرحبًا رمضان - جمال قطب - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 11:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مرحبًا رمضان

نشر فى : الخميس 2 مايو 2019 - 8:35 م | آخر تحديث : الخميس 2 مايو 2019 - 8:35 م

ــ1ــ
مرحبا رمضان طبيب الإنسانية ودواؤها. ففى رمضان بدأ نزول القرآن الكريم. وما هو القرآن الكريم؟ إنه «الدواء الشافى» من أمراض النفوس، والغذاء المتكامل لجميع العلاقات، بداية من علاقة الأم والأب بـ«الجنين» قبل أن يولد، ثم بعد أن يولد، وكيف تتوالى تربيته وإعداده لدورة بشرية جديدة. وعلاقة الزوجية كيف تنشأ وكيف تستمر وكيف تكون قوية تستطيع مواجهة الأزمات. وعلاقات الجوار القريب والبعيد، والدائم والنسبى.

ــ2ــ
كذلك فهو تدريب وتجديد لعلاقة النفس بخالقها، فها هى النفس تترك شهوات الجسد طوال النهار، وتهجر الراحة طوال الليل، وتهاجر مناجاة البشر وتتعلق بمناجاة الله عز وجل بقراءة القرآن والتسبيح والاستغفار وقيام الليل.

ــ3ــ
ورمضان أيضا شهر التعاون والتكامل بين أصحاب الأموال، وأصحاب الحقوق، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع «وعاء زكويا» خاصا بصدقة الفطر فلم يربطها بنسبة المال المملوك، بل جعل الوعاء الرمضانى لصدقة الفطر هو: ملك طعام يوم العيد، فكل من يملك طعام العيد وجب عليه إخراج صدقة الفطر على من لا يملك. كما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم هدفا لهذه الصدقة بقوله الشريف: «اغنوهم عن السؤال ذلك اليوم».

ــ4ــ
وحينما يخبرنا الرسول عن بركات رمضان يعلمنا أن مواصلة الطاعات وتكاملها (الصيام – القيام – القرآن – الزكاة) كل ذلك من ناحية العيد، بالإضافة إلى مضاعفة الأجر من عند الله، فينشأ من تكامل الطاعات مع زيادة البركات سور حديدى متين يحول بين الشياطين وبين أهل الطاعة فهذا السور المسلسل للشياطين هو الذى عناه الرسول صلى الله عليه وسلم.

ــ5ــ
نعم فإن البيان النبوى الكريم يوضح لنا ثمرات هذا الشهر الكريم، فيقول: «قد أظلكم شهر كريم تضاعف فيه الحسنات، وتفتقر فيه السيئات. شهر من أدى فيه نفلا (تطوعا) كان كمن أدى فرضا فيما سواه، ومن أدى فيه فرضا كمن أدى سبعين فرضا فيما سواه».... نعم فالتطوع حسنة وقيمتها الأساسية عشر أمثالها طبقا لقوله تعالى: ((مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا..))، ثم يأتى العطاء الإضافى فى رمضان، أن من أدى الفرض استحق أجر سبعين فرضا، فإذا حسبنا 70x 10 تصبح المكافأة الإلهية 700 مثل ما فعلت.... وأمام كثرة الطاعات (مواصلة الصيام / قراءة القرآن / إقامة الصلوات / كثرة الصدقات) أمام هذا كله وارتفاع قيمة المكافأة الإلهية ينسحب الشيطان مدحورا، لأن رمضان قد أعاد بناء الإنسان وطهره من المعاصى فكأنك صنعت قيدا حديديا حول الشيطان.

ــ6ــ
وقد شرحت المعنى النبوى المقصود لأنه حقيقة شرعية أخبر بها النبى صلى الله عليه وسلم، وتوهم البعض أن الإرادة الإلهية ستتولى حبس وسلسلة الشيطان!!!! كلا ثم كلا، فإن هذا المعنى لا يتوافق مع ما جاء فى القرآن الكريم بأن الله العزيز الحكيم قد منح الشيطان نظرة (فترة انطلاق) آخرها يوم الوقت المعلوم حيث قال: ((فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)) فالإرادة الإلهية رغم قدرتها لم ولن تقيد الشيطان، إنما طاعات المؤمنين وثواب الله لهم هو الذى يحبس الشيطان ويكف عمله. وفق الله الجميع لطاعة الله وصفاء النفس وقهر الشياطين.

يتبع،،،،،،

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات