بايدن ونتنياهو  ولعبة «الإحباط» - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 1:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بايدن ونتنياهو  ولعبة «الإحباط»

نشر فى : الإثنين 8 أبريل 2024 - 7:45 م | آخر تحديث : الإثنين 8 أبريل 2024 - 7:45 م



بايدن «محبط»، والرئيس الأمريكى غير راضٍ عما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى يمارس العناد ولا يستمع لنصائح الإدارة الأمريكية للخروج من المأزق العالق فيه منذ 6 أشهر فى قطاع غزة، من دون أن يحقق أهداف الحرب  بتحرير «الرهائن» أو محو حركة حماس من الوجود..

تلك هى العناوين الرئيسية التى تتناقلها وسائل الإعلام وخاصة العبرية والأمريكية، لكن هل حقا هناك تباعد وجفاء حقيقى فى العلاقة بين الرجلين؟.


عقب هجوم 7 أكتوبر الماضى وما تلاهه من اجتياح إسرائيلى لقطاع غزة، اتخذت الإدارة الأمريكية الوقوف بشكل سافر إلى جانب إسرائيل وجرت فى طريقها بعض العواصم الغربية، وسارع بايدن بزيارة إسرائيل لتأكيد دعمه وتأييده للحكومة الإسرائيلية التى أغدق عليها بالمساعدات العسكرية والمادية بل وبالدعم الاستخباراتى الذى يمكنها من تنفيذ أغراضها وتحقيق أهدافها من الحرب.


لم يكن بايدن وحده المؤيد لإسرائيل، بل سارع أركان إدارته وخاصة فى البنتاجون والخارجية والكونجرس على إظهار دعمهم غير المسبوق لنتنياهو  وزمرته من الوزراء المتطرفين أمثال إيتمار بن غفير  وبتسلئيل سموتريتش ممن يعتبرون الفلسطينيين مجرد حيوانات وكائنات يجب التخلص منها، فقد أظهر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن انحيازه الفج لإسرائيل وقال صراحة إنه يهودى قبل أن يكون وزير خارجية الولايات المتحدة.


وبعد أن تمادت تل أبيب فى عدوانها الغاشم الذى أوقع أكثر من 33 ألف شهيد فلسطينى ودمر أكثر من 100 ألف مبنى فى قطاع غزة، وبدأ العالم يضغط ضد الجرائم الوحشية الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين وخاصة فى صفوف النساء والأطفال اضطرت الولايات المتحدة، إلى الامتناع عن التصويت ضد قرار مجلس الأمن الذى طالب بوقف فورى لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وهو القرار الذى لم يطبق حتى انتهاء الشهر الفضيل.


لجأت واشنطن إلى رفع الفيتو فى مجلس الأمن لأكثر من مرة وعرقلت جهود الأمم المتحدة لوقف العدوان الإسرائيلى على المدنيين الفلسطينيين، وغضت الطرف عن الانتقام العنصرى وجرائم الإبادة الجماعية، ومع مرور الوقت وسقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين، لم تعد الولايات المتحدة مجرد داعم للإسرائيليين بل شريكا ضالعا فى جرائم تل أبيب ويجب أن تحاكم معها أمام محكمة العدل الدولية، ولا يجب التنصل من المشاركة فى تلك الجرائم.


وفى الأيام الأخيرة  تصاعدت الأصوات والتصريحات والتسريبات فى الدوائر الأمريكية عن أن بايدن وإدارته يشعرون بالإحباط بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو معظم الاقتراحات الخاصة بالحرب فى غزة، وأنه إذا  كان «الدعم الأمريكى مستمرا علنا ولكن وراء الكواليس، بدأ بايدن يفقد صبره»، لكن هل يمكننا تصديق الأمر؟ 
الظاهر يوحى بأن هناك خلافات بين بايدن ونتنياهو، لكن الواقع يقول إن يد رئيس الوزراء الإسرائيلى مطلوقة فى غزة، وهو يفعل ما يريد، بل يسعى لتوسعة دائرة الحرب إقليميا، ولعل ضرب القنصلية الإيرانية فى دمشق خير دليل، وبالتالى لا يعدو الخلاف مجرد لعبة مكشوفة بين واشنطن وتل أبيب، ودع عنك ما يقال عن وصف الرئيس الأمريكى لحليفه الإسرائيلى بـ«الأحمق» أو غير ذلك من أوصاف، وحتى الآن يتجاهل نتنياهو كل الخطوط الحمراء لكل جرائمه فى غزة.


ومن دون أن يتوقف العدوان وأن تفتح كل المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وأن يعود النازحون الفسطينيون إلى بيوتهم «وإن كانت مدمرة» وخاصة فى شمال القطاع، تكون الصيحات الأمريكية وضغوط واشنطن على تل أبيب مجرد ذر الرماد فى العيون، ومساع لتكسب الوقت لمنح إسرائيل المزيد من المكاسب على جثث الفلسطينيين.

التعليقات