مهرجان (كان).. ياما كان - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مهرجان (كان).. ياما كان

نشر فى : الأحد 8 مايو 2011 - 9:01 ص | آخر تحديث : الأحد 8 مايو 2011 - 9:01 ص

 إذا كان ما علمته صحيحا، فهى كارثة كبرى، لأن الواقعة إذا حدثت بالفعل سينقلب الفرح إلى حزن وسيتحول المشهد الجميل إلى لحظة قد نندم عليها كثيرا.

علمت أن هناك بعض المصريين الذين يعيشون فى فرنسا يدرسون فكرة عمل وقفة احتجاجية أمام قصر المهرجانات بمدينة «كان» اعتراضا على بعض أعضاء الوفد السينمائى المصرى المشارك سواء فى الليلة المصرية أو بعض النجمات اللاتى يذهبن لمتابعة المهرجان وحضور الاحتفال بمصر، بحجة أن هؤلاء الفنانين وقفوا ضد الثورة وحاولوا إجهاضها ولم يدعموها المحتجون تأثروا قطعا بالبيان الساخن والغاضب الذى وقع عليه مجموعة من شيوخ السينمائيين وشبابها يتهمون فيه بعض صناع فيلم «18 يوم» الذى يعرضه المهرجان احتفالا بالثورة المصرية، مشيرين إلى أنه لا يجوز لهذا البعض من المخرجين والفنانين أن يمثلوا مصر فى هذه التظاهرة العالمية، لأنهم ساهموا فى حملات دعاية تروج للرئيس السابق وتؤسس لمشروع التوريث، ولا يسمح لهم بركوب الثورة الآن وبهذه الطريقة لغسل السمعة.

البيان كان شديد القسوة وأحدث بالفعل حالة تفرقة وخصام وانقسامات بين الأسرة السينمائية المصرية بما وصلت إلى حد التراشق بالكلمات وتبادل اتهامات الخيانة وركوب الموجة.. وهى قطعا لحظات انفعالية كنت أتمنى رغم إدراكى مشاعر الجميع ــ ألا تنتشر بهذه الطريقة على الملأ وألا تأخذ أكثر من كونها لوما وعتابا على مرحلة مضت. فقد تجاوزت الاتهامات الحدود ولا ندرى إذا ما حدثت هذه الوقفة الاحتجاجية ماذا سيكون رد فعل إدارة مهرجان «كان» التى انبهرت بتكاتف المصريين من أجل نيل الحرية والعدالة وطمس صفحة من الديكتاتورية فى 25 يناير، وهو ما جعل أكبر مهرجان سينمائى فى العالم يكرم مصر، ولا ندرى أيضا ماذا ستقول وكالات الأنباء وعدسات أكثر من خمسمائة مصور صحفى يتابعون المهرجان.. أعتقد أن الدهشة ستملأ عيونهم وتداعب عقولهم الحيرة، وربما يأتى سؤالهم: أيعترض المصريون على الاحتفاء بهم فى المهرجان؟

وحسب علمى أن وزير الثقافة يعلم ما يمكن أن يحدث ومن ثم أنصحه بأن يطرح بيانا يؤكد إعزاز مصر بقرار كونها ضيف شرف فى مهرجان كان، كما فعلت تونس وسينمائيوها الذين رسموا الصورة التى سيظهرون عليها لحظة تكريم ثورة الياسمين حتى لا يفسد المعنى الحقيقى لاحتفالية «كان».. أنه ليس وقت الانقسام والتقسيم وليس وقت المحاكمات وهى ليست مباراة طرفاها عنصر واحد، فمن سيكون الغالب ومن المغلوب.. يا سينمائى مصر وفنانيها نحن ننتظر منكم حكاية جديدة.. حكاية لا تبدأ بـ«كان ياما كان» بل «كان وهيكون» ولعله درس للجميع.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات