المواصفات اليابانية فى القيادة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المواصفات اليابانية فى القيادة

نشر فى : الأربعاء 9 مارس 2016 - 10:00 ص | آخر تحديث : الخميس 10 مارس 2016 - 10:51 ص
للرئيس عبدالفتاح السيسى الحق فى أن يتمنى نقل الانسان اليابانى والكورى الجنوبى إلى مصر حتى تحقق نهضتها عندما قال فى مداخلته التلفزيونية مع الإعلامى عمرو أديب ردا على سؤال عن التكنولوجيا التى يتمنى نقلها من اليابان وكوريا إلى مصر: «نفسى أنقل الإنسان اللى أنا شفته مش حد تانى.. العالم كله لديه تكنولوجيا ولكن ليس لديه هذا الأداء.. لديهم الخلق والأداء والتضحية والحب الحقيقى لبلادهم».

اتفق مع الرئيس السيسى تماما فى حلمه بنقل سمات الإنسان اليابانى والكورى الجنوبى الذى يتحلى بأعلى درجات بالانضباط وتحمل المسئولية والتضحية إلى فئة القادة وكبار المسئولين من المصريين، لأن المواطن المصرى العادى حقق المعجزات عندما توافر له القادة والمسئولون الذين يتحلون بسمات الإنسان اليابانى والكورى.

فالمصرى الذى عاش قرونا من التخلف والاضمحلال فى ظل الحكم المملوكى والعثمانى حقق فى سنوات معدودة المعجزة مع محمد على بفضل قيادة لديها إرادة جادة للبناء والإصلاح، والمواطن الذى تعرض لهزيمة نكراء فى 5 يونيو 1967 هو الذى حقق معجزة العبور والنصر فى 6 أكتوبر 1973 عندما تغيرت القيادة.

إذن من حق الشعب المصرى أن يتمنى لو استوردت مصر قادة ومسئولين من كوريا واليابان، حيث يتحلى المسئول والقائد بأعلى درجات تحمل المسئولية فنراه يستقيل إن لم ينتحر إذا حدث خلل فى المكان المسئول عنه بدلا من البحث عن مبررات واهية وكبش فداء يضمن له البقاء فى منصبه.

نريد مسئولين بمواصفات يابانية من حيث درجة الكفاءة والتأهيل العلمى والمهنى حتى يتمكنوا من إدارة شئون بلادنا بالصورة التى نرجوها لأننا لو أحضرنا المواطن اليابانى والكورى إلى مصر مع غياب القيادات المؤهلة، وفى ظل غياب القواعد النزيهة والشفافة التى تضمن وصول أصحاب الكفاءات والمؤهلات إلى المناصب العليا، لن نحقق شيئا وسيتحول الإنسان اليابانى والكورى إلى النسخة المصرية البائسة الحالية.

ثم إن الإنسان الذى حقق معجزة اقتصادية فى الشطر الجنوبى من شبه الجزيرة الكورية (كوريا الجنوبية) هو نفسه الذى يعانى المجاعة والفقر فى الشطر الشمالى منها (كوريا الشمالية)، والفارق بين شطرى شبه الجزيرة الكورية هو القيادة وأسلوب الحكم وليس الانسان.

ففى كوريا الجنوبية تعاقب على السلطة 11 رئيسا على مدى نحو 65 عاما وفى كوريا الشمالية تعاقب على رئاسة البلاد الجد والابن والحفيد فقط خلال 65 عاما.

وفى اليابان تعاقب على رئاسة الحكومة فيها خلال تلك السنوات 25 رئيس وزراء، لأن المسئول اليابانى لا يتشبث بالمنصب متى أخطأ فى التقديرات أو فشل فى تحقيق ما وعد به، أو حتى متى وقع خطأ جسيم من جانب مرءوسيه. كما أن النظام السياسى يتيح للشعب حرية الاختيار بين أحزاب وقوى سياسية ورؤى وأفكار تتنافس من أجل نجاح البلاد وتقدمها.

المواطن اليابانى والكورى حقق المعجزة لأن النظام السياسى والاجتماعى هناك نزيه وشفاف يسمح بصعود أصحاب المواهب والقدرات ويسمح بوجود أصحاب الأفكار والآراء المختلفة الذين يرون فى أنفسهم بدائل للسلطة القائمة دون أن تتهمهم السلطة بالخيانة أو التآمر أو حتى بالسعى إلى الوصول للحكم وكأن هذا السعى جريمة، كما يحدث عندما مع ظهور أى صوت معارض أو فكر مخالف ما تطرحه السلطة.

وأخيرا لماذا لا تكون مبادرة المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى من أجل صناعة «البديل المدنى» خطوة فى اتجاه إقامة نظام سياسى واجتماعى يتيح للشعب تعدد البدائل والخيارات، بما يحفز لديه روح المبادرة والكفاءة والتضحية التى يتمتع بها الانسان اليابانى والكورى الجنوبى بدلا من الحلم بنقل هذا الانسان إلى وادى النيل؟
التعليقات