البابا ليون الرابع عشر - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الأحد 11 مايو 2025 12:23 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

البابا ليون الرابع عشر

نشر فى : السبت 10 مايو 2025 - 8:05 م | آخر تحديث : السبت 10 مايو 2025 - 8:05 م

 

أطل البابا الجديد، ليون الرابع عشر، من شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليبارك شعبه والعالم مستخدما صيغة السلام لجميعكم، والبابا الجديد الكاردينال روبرت فرنسيس يريفوست (سابقا) هو عميد المجمع المسئول عن الأساقفة فى العالم، ورئيس أساقفة مدينة شيكلايو الفخرى فى بيرو، ولد فى 14 سبتمبر 1955 فى شيكاجو بالولايات المتحدة الأمريكية، فهو أمريكى من أصول إسبانية وفرنسية وإيطالية وقد حصل على بكالوريوس فى الرياضيات ثم التحق برهبنة القديس أغسطينوس الذى استشهد بقوله فى إطلالته الأولى من شرفة الكاتدرائية بقول القديس أغسطينوس «أنا مسيحى معكم وأسقف من أجلكم» التى ألقاها القديس يوم رسامته الأسقفية على مدينة هيبون (عنابة حاليا فى الجزائر). وروحانية الرهبنة الأوغسطينية التى انخرط فيها البابا تتلخص فى الحب والرحمة والتواضع والعبادة وخدمة الإنسان.

البابا فى عامه السابع والعشرين أرسلته الرهبنة إلى روما فى جامعة توما الأكوينى لدراسة القانون الكنسى وأصبح كاهنا عام 1982، وأرسل كمرسل فى بيرو (1985-1986) ثم نال درجة الدكتوراه عام 1987، ثم مدير للدعوات والإرساليات فى ألينوى بالولايات المتحدة الأمريكية.

فى عام 1999، انتُخب رئيسًا إقليميًا لمقاطعة «أم المشورة الصالحة»، بشيكاغو. وبعد عامين ونصف، انتخبه الفصل العام العادى رئيسًا عامًا، وهى خدمة أوكلت إليه مرة أخرى فى الفصل العام العادى لعام 2007. وفى أكتوبر 2013، عاد إلى مقاطعته (شيكاغو) للخدمة كمعلم للمنذرين ونائب إقليمى، وهى أدوار شغلها حتى الثالث من نوفمبر عام 2014، عندما عينه البابا فرنسيس مدبرًا رسوليًا لأبرشية شيكلايو، بيرو، ورفعه إلى درجة الأسقف ومنحه الأبرشية الاسمية سوفار. خدم أسقفا لشيكلايو اعتبارًا من السادس والعشرين من نوفمبر عام 2015. وفى مارس 2018، أصبح النائب الثانى لرئيس مؤتمر الأساقفة فى بيرو. وعينه البابا فرنسيس عضوًا فى مجمع رجال الدين عام 2019، وعضوًا فى مجمع الأساقفة عام 2020. وفى الخامس عشر من أبريل عام 2020، عينه البابا مدبرًا رسوليًا لأبرشية كاياو. ثم فى الثلاثين من يناير عام 2023، عينه البابا فرنسيس الكاردينال بريفوست عميدًا لمجمع الأساقفة ورئيسًا للجنة البابوية لأمريكا اللاتينية. ثم إعلانه كاردينالًا فى مجمع الثلاثين من سبتمبر عام 2023، بصفة كاردينال شماس لسانتا مونيكا.

هو عضو فى المجامع من أجل الكرازة، وأيضا الكنائس الخاصة الجديدة؛ وعقيدة الإيمان؛ والكنائس الشرقية؛ رجال الدين؛ معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية؛ الثقافة والتعليم؛ النصوص التشريعية؛ اللجنة البابوية لدولة مدينة الفاتيكان.

وقد اتخذ البابا اسم ليون الرابع تيمنا للبابا ليون الثالث عشر (1810- 1903) والذى يعتبر أحد أهم البابوات فى التاريخ الحديث وصاغ الإرشاد الرسولى «عصور حديثة» حيث تناول قضايا العمل والعمال والعدالة الاجتماعية إبان الثورة الصناعية فى أوروبا.

أعطى وجود البابا وخدمته فى بيرو مدة طويلة فرصة للتقرب من مشاكل الناس إذ نسبة المهجرين إلى بلاده من البلاد المجاورة تفوق قدرة بيرو الاقتصادية التى يعانى شعبها من نسبة فقر تصل إلى 35% من الشعب تحت خط الفقر، إضافة للبطالة وهذا ما يجعله قريبا من فكر البابا الراحل فرنسيس الذى كان أيضا من الأرجنتين، فى أمريكا الجنوبية يعانى شعبها نفس المشاكل الاقتصادية.

وكما كتبنا الأسبوع قبل الماضى فى نفس هذا المكان لا يجب أن نرسم توقعات لكيفية إدارة البابا للكنيسة فى الفترة القادمة، لأن البابا يعمل من أجل تثبيت الناس فى الإيمان ووحدة الكنيسة، والوحدة بين المؤمنين ومع الكنائس الأخرى، كذلك البابا هو حارس العقيدة التى لا تتغير وهو الذى يمد الجسور مع الكل، خاصة الأديان الأخرى بالمحبة والحوار.

يتميّز البابا الجديد بأسلوب غير تصادمى، وقدرة كبيرة على الاستماع، وحس عالٍ بالحوار بين الثقافات، وخبرة عالمية. يتحدث خمس لغات: الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، الإيطالية، والبرتغالية. يُنظر إلى نهجه على أنه قريب من نهج البابا فرنسيس، خصوصًا فيما يتعلق بإصلاح الكوريا، والحكم الجماعى، والدعوة إلى كنيسة أكثر بساطة وأقل تمركزًا على السلطة.

صرّح، على سبيل المثال: «الأسقف لا يُفترض أن يكون أميرًا صغيرًا يجلس على عرشه». و«يجب التبشير بالإنجيل فى كل مكان، حتى لو اختلفت السياقات الثقافية والأولويات من بلد لآخر».

البابا ليون الرابع عشر يأتى فى وقتٍ يشهد تحدياتٍ عالميةً جسيمة. إن العالم بحاجة إلى أقوى الأصوات الداعية للسلام والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والرحمة، لتكون خدمتكم علامة رجاءٍ ووحدة وَسلام فى عالم يتعطش إِلى المصالحة والتجدد الروحى.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات