نشر موقع The World Post مقالا لـ «جيمس دورسى» الباحث بمعهد S. Rajaratnam للعلاقات الدولية، ويدور المقال حول ما يؤكده المؤرخ والكاتب اللبنانى «كمال صليبى» من أن التوراة ظهرت أولا على أراضى شبه الجزيرة العربية. ويستعرض المقال الآراء العربية والإسرائيلية إزاء هذه التصورات، وأثر ذلك على تطور العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
يبدأ «دورسى» المقال بالتطرق إلى ما روَج له «كمال صليبى»، المؤرخ اللبنانى، الذى قام بأبحاث تاريخية عن الوطن العربى وتاريخ التوراة والإنجيل، والذى أحدث ضجة عندما أكد خلال كتابه «التوراة جاءت من جزيرة العرب» أن التوراة لم تكن إسرائيلية المنشأ وإنما ظهرت أولا بشبه الجزيرة العربية. وقد قوبل ذلك بهجوم شديد ومشترك من قبل كل من الإسرائيليين واليهود والسعوديين والفلسطينيين بل والعرب بشكل عام وكذلك المسلمين.
يرى الإسرائيليون ورجال الدين اليهودى، أن ذلك الكتاب الذى يقول إن التوراة ظهرت أولا فى أراضى شبه الجزيرة، يعد محاولة لنزع الشرعية عن الدولة اليهودية وتقويض أى مطالب بدولة إسرائيلية معاصرة. وقد قام المؤرخون والحاخامات الإسرائيليون بمهاجمة كل هذه الأفكار ورأوا أنها أشبه بالخيال العلمى والأساطير وليس لها أى أساس من الصحة.
ويخشى السعوديون واليمنيون، أن يأخذ الإسرائيليون هذه الاعتقادات على محمل الجد ويحاولون استعمار أى أماكن تاريخية تمت الإشارة إليها فى التوراة بالجزيرة العربية. جدير بالذكر، أنه قد تم تدمير وتجريف عشرات القرى التى تشمل أى مبانٍ أو هياكل من عصر التوراة وتحولت المقامات إلى أنقاض تماشيا مع معتقدات الفكر الوهابى، الذى يُشرِع تدمير أى شىء يمكن أن يفسر على أنه عبادة أوثان.
ولكن يشير الكاتب إلى أن العلاقة بين الدولتين «الإسرائيلية والسعودية» بدأت بالفعل فى التغير للأفضل ولم تعد تتخذ الشكل العدائى الذى ساد فى الماضى، فضلا عن أن الدولتين يتخذان من عدائهما تجاه إيران أرضية مشتركة للتفاهم فيما بينهما، بالإضافة إلى رغبتهما فى تضافر جهودهما إزاء التصدى للجماعات الجهادية والقضاء عليها «كتنظيم الدولة الإسلامية» «داعش». وقد تجسد ذلك جليا خلال زيارة وفد من الأكاديميين ورجال الأعمال إلى إسرائيل برئاسة ضابط المخابرات السعودى السابق اللواء «أنور عشقى» الشهر الماضى، فى محاولة للتأكيد على بداية تحسن العلاقات بين البلدين.
يختتم الكاتب بأنه عقب زيارة «عشقى» إلى إسرائيل بنحو أسبوعين. ذكرت صحف إسرائيلية عديدة كصحيفة The Times of Israel، أن اليهود قديما كانوا يقنطون قديما مدنا سعودية كثيرة؛ كخيبر والمدينة وتيمر وذلك خلال القرون الوسطى. وأشارت إلى أن الأجيال القديمة الذين عاشوا على أرض الجزيرة العربية من السعوديين واليمنيين قبل تأسيس دولة إسرائيل ولا زالوا على قيد الحياة، ما زالوا يتذكرون الأيام التى كانوا يعتبرون فيها اليهود جزءا لا يتجزأ من مجتمعهم. وأكدت الأوساط الإسرائيلية من خلال صُحفها أنهم يعقدون أملا كبيرا على مزيد من توثيق العلاقات السعودية الإسرائيلية. وأنه فى القريب سيأتى اليوم الذى يتمكن فيه الإسرائيليون من زيارة أراضى المملكة العربية خاصة تلك المواقع الأثرية التى ترتبط بمعتقدات دينية لدى الجالية اليهودية دون أى عقبات. فالسياحة السعودية والعربية بشكل عام من الممكن أن تزدهر كثيرا إذ لم يتم تسييسها وعدم السماح لفئات بعينها من زيارة أراضيها.