من 30 سنة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من 30 سنة

نشر فى : الأربعاء 10 أغسطس 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 10 أغسطس 2016 - 9:30 م
أداء منى زكى، أضفى قدرا كبيرا من الحيوية، على هذا العمل الذى يلمع تارة، ثم ينطفئ، ينطلق متدفقا لفترة، يركن للخمول فى أعقابها.. عناصر الفيلم جميعا، بما فى ذلك السيناريو، التمثيل، التصوير، المونتاج، الإخراج، تدخل فى دوائر متوالية من الإحكام والتسيب، الارتفاع والهبوط.

منى زكى تجسد بإلهام مشرق، شخصية البنت الصعلوكة، المنفردة، حنان البغدادى، الوافدة من الثغر السكندرى، لتقتحم العاصمة، بأشعارها الركيكة، فضلا عن جرأتها، استعدادها للمواجهة، الاقتحام. إنها غير موهوبة، لكنها تتحايل على الحياة بكل السبل، من دون تنازلات أخلاقية.

يبدأ الفيلم بصوت الراوى، المدخل الحميمى المؤكد المفعول، عماد، «أحمد السقا»، الأديب المفلس، المهدد بالطرد من النيسيون، بسبب عدم تسديد إيجار غرفته، يتحدث عن رواية يكاد ينتهى من كتابتها، تدور حول عائلته.. يتعرف على «حنان البغدادى»، المتعففة عن مشاركته الغذاء. ثم، ها هى، الجائعة، تلتهم الطعام بحماس.

فى قاعة واسعة، داخل فيللا أنيقة، يجتمع أبناء وأحفاد عائلة الطيب، يرصهم المخرج بجوار بعضهما بعضا، على طريقة برامج التوك شو» البليدة، المعتمدة على الثرثرة. لكن، بوصول الحفيد الغائب عمر، بأداء «شريف منير» الراسخ، تتغير الأمور. ضحكته المجلجلة تؤكد شعوره بالقوة والثقة. يروى، بالصورة، كيف عاش فى لندن، تابعا مخلصا لصاحب فنادق من كبار الأثرياء، أوصى بكل شىء له. مات المليونير. آلت الثروة لعمر، الذى تأكد من أمرين: لن يكون له أبناء، لأنه لا ينجب، وأن اللعنة حلت بالمال، بالتالى، ستصيب كل من يملكه. كاتب السيناريو أيمن بهجت قمر، يضع أعضاء العائلة فى اختبار صعب، بعد أن قرر «عمر» توزيع ثروته عليهم. إما رفض المنح، أو قبولها برغم المخاطر المحيطة بها.

تأتى الإجابة فورا بلا تردد، بل بحماس، يقبلون المال، بمن فيهم الراوى، الأديب المفلس، المرتبط بالحب، مع الصعلوكة، حنان البغدادى.

على طريقة سينما اللغز والجريمة، ينهض بناء الفيلم المشوق، حيث يظهر بين الحين والحين، شريد فظيع الهيئة، كأنه قادم من الجحيم، ليهمس فى أذن عمر، بصوت مسموع، قائلا «ستقتل تسعة».

أعضاء عائلة «الطيب»، المتوفى منذ ثلاثة عقود ونصف، يشتركون فى طمعهم وأنانيتهم، يرثون منه تجارة السلاح لكل منهم قصته، لا يتأتى للفيلم أن يمسك بها، فالعدد أكبر من طاقة العمل، بل يمكن القول إن الخيوط المتعددة تتواءم مع مسلسل تليفزيونى أكثر من فيلم سينمائى.

المخرج عمرو عرفة، اختار مجموعة ثمينة من الممثلين، بعضهم ارتقى بالفيلم، وآخرون هبطوا بمستواه، ميرفيت أمين، الأرملة العابثة، ترتبط بصديق ابنها الذى أهملته فأصبح مدمنا، يموت إثر جرعة زائدة، يطبق عليها الحزن والشعور بالذنب واليأس، تعبر عن هذه الانفعالات المركبة بتفهم. تكاد تغرق داخل ذاتها. محمود الجندى يؤدى دور «البغدادى»، والد «حنان»، يبدو فاترا، يلقى بجواره كما لو أنه يريد التخلص من عبء ما.. بينهما، يتوزع مستوى الإجادة بين الممثلين.

تتوالى الوفيات. مع رحيل كل فرد تتوزع ممتلكاته على الجميع، ولأن من الصعب زمنيا، تقصب طريقة موت الأقارب، كل على حدة، يلجأ الفيلم إلى التخلص منهم اثنين اثنين، إلى أن لا يتبقى سوى الأديب الراوى «عماد»، وابن عمه، المليونير الوافد بعد طول غياب «عمر»، الذى يتجه نحوه قلب الصعلوكة، الباحثة عن بر أمان، وفعلا تتزوجه.

مع النهاية يأتى حل اللغز.. البطلان، «عمر» و«عماد»، من «٣٥ عاما»، تعرضا لظلم هائل من العائلة التى تواطأت فى حرمانها من الميراث.. أخيرا، جاء وقت الانتقام.. ينجحان فى مسعاهما، لكن الصراع يندلع بينهما، بسبب الصعلوكة.. «عمر» يقضى على «عماد»، الذى يقع فى قبضة الشرطة، لتصبح الثروة كلها من نصيب «حنان البغدادى»، التى تحضر عائلتها، ذات الطابع الفج، تمرح وتصخب فى الفيلا. فى جملة واحدة: عمل مسلى، يفتقر للعمق والإحكام.
كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات