الفرقة الانتحارية - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفرقة الانتحارية

نشر فى : الثلاثاء 6 سبتمبر 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 6 سبتمبر 2016 - 9:30 م

من العادات السيئة، عند جمهور عالم الأطياف، القيام من المقاعد، مغادرة القاعة، حين تظهر أسماء العاملين فى الفيلم، عند نهايته.. أحيانا، بعد أو أثناء سرد الأسماء، يأتى مشهد، أو موقف، يعطى العمل فهما أعمق، أو يفسر الأحداث تفسيرا جديدا.


هذا ما يجرى مع «الفرقة الانتحارية» الذى يُعرض الآن، محليا وعالميا، حيث يتقاطع سرد الأسماء، فى نهاية الفيلم، بمشهد شديد الأهمية، نرى فيه كبار المسئولين العسكريين، يتنصلون، بكل خسة، عن المشروع الذى وافقوا عليه فى البداية، المتعلق بتكوين فرقة من أخطر العناصر الإجرامية المتواجدة فى السجون، لمواجهة قوى الإرهاب التى تهدد الولايات المتحدة، مع تحميل الضابطة السمراء، أماندا والر، بأداء «فيولا ديفيس»، مغبة كل ما جرى.


بهذه النهاية التنويرية، يغلق الكاتب، المخرج، ديفيد آبر، القوس الذى فتحه فى البداية، قبل ظهور العناوين، حيث تجتمع قيادات إحدى الوكالات التابعة لوزارة الدفاع، توافق على اقتراح أماندا والر.. فورا، يبدأ تجهيز فرقة شذاذ الآفاق.


ديفيد آبر، عاش طفولته وشبابه، فى شوارع لوس أنجلوس، بالقرب من شيكاغو، حيث الجريمة، المواجهات الدامية، بين العصابات، بعضها بعضا، ومع الشرطة، التى تبدو، فى أفلامه، كأنها أحد أوجه الجريمة، بل تتعاون، كثيرا، مع القتلة والمذنبين.. رؤيته، هذه المرة، فى «الفرقة الانتحارية»، تمتد لترصد ما يمكن أن يحدث بين إحدى وكالات الدفاع، وأصحاب السوابق المروعة، كأن الغاية تبرر الوسيلة.. ثم، عقب تحقق المآرب، يتهرب السادة، ذوو الياقات البيضاء، من مسئولية الوسائل المدانة أخلاقيا.


هذا ما يؤكده الفيلم، بمشهدى البداية، قبل ظهور العناوين، والنهاية، بعد ظهور الأسماء.. لكن ماذا يحدث بين البداية والنهاية.


يستعرض «الفرقة الانتحارية» أبطاله، معظمهم، قادم من عالم «الكومكس» الخيالى، الكرتونى: نافث النيران «آلن ديابلو»، الرجل ذو الوشم «كومن» باتمان أو الرجل الوطواط «بن أفليك»، الساحرة «كاراديلفين»، الرجل الباندا «جيمس ماكجوان»، صاحب الرصاصة المميتة، الأسمر «ويل سميث».. الجوكر «جاريد ليتو».. وآخرون.


داخل السجن المشدد الحراسات، تجرى عملية الاختيار، مع «فلاش باك»، من وجهة نظر المخرج، تبين مهارات كل من يقع عليه الاختيار.. تعرض عليهم صفقة: التعاون مع الوكالة، فى التصدى للإرهابيين، نظير تخفيف العقوبة عليهم.. يوافقون.


مشكلة الفيلم، فنيا، تكمن فى انسياقه وراء إغراء الإبهار، بانفجارات لونية وضوئية، مع حركة عنيفة، تنهمر على الشاشة، لا تكاد تعرف منها من يواجه من، مع زوايا تصوير يشوبها الغرابة، بالإضافة لإيقاع متسارع، من الصعب ملاحقته.. لذا، جاءت تقييمات الفيلم، فى الصحافة، الأوروبية، والأمريكية، سلبية تماما، منها أنه «ممل، فظيع، لن يتذكره أحد»، «سيئ بكل ما تحمله الكلمة من معنى».. «عمل أخرق».. «إذا كنت تمقت شخصيا، تريد أن تثأر منه، أرسل له تذكرة لمشاهدة الفيلم».


مع هذا، يحقق «الفرقة الانتحارية» رواجا هائلا.. ربما لأنه يداعب حلم القوة المطلقة التى يتمناها معظم الناس.. وربما، لبعض لحظات الألق التى يوفرها الجوكر «جاريدليتو»، بمكياجه اللافت: شعر أخضر، فم واسع بأسنان فضية، شفاه تمتد إلى نصف الخدين، مصبوغة بأحمر شفاه أقرب للون الدم، فضلا عن أداء وحشى وأنثوى فى آن.. الطريف، علاقة الحب التى تنشأ بين الإخصائية النفسية «هارلى كوين» وبينه، حيث تضع ذات المكياج، وتتحدث بذات طريقته.


لمسة إنسانية واحدة، تجدها فى «الرصاصة المميتة»، ويل سميث، الذى يجيد استخدام كل الأسلحة، يحنو، مثل كل الآباء الطيبين على طفلته.. يصر، فى اتفاقه مع القيادات الرسمية، على رعاية وحيدته حتى الانتهاء من دراستها الجامعية.
قد يجد طرافة ما، مبعثرة، هنا وهناك، وسط شخصيات تستمد ملامحها مما هو معروف عنها، فى رسوم «الكومكس»، تضيع مع ذلك الحشد الضخم من أبطال بلا حضور مستقل، ويضيع معها ذلك المغزى النقدى، لممارسات سلطة رسمية، تتطابق، مع شذاذ الآفاق.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات