أوباما يواجه خلافات العرب! - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 6:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوباما يواجه خلافات العرب!

نشر فى : الإثنين 11 مايو 2009 - 7:37 م | آخر تحديث : الإثنين 11 مايو 2009 - 7:37 م

أحدث نبأ زيارة الرئيس باراك أوباما المتوقعة لمصر لتكون هى مصدر رسالة أمريكا إلى العالم الإسلامى، تطرح فيها أمريكا بدعم أوروبى رؤية شاملة للسلام فى الشرق الأوسط، يتضمن المسار الفلسطينى، ويحقق مشروع السلام الذى سعى أوباما إلى نشره فى المنطقة. دون أن توضع الدول العربية فى موقف متناقض مع إيران.. أو تتعرض مصالحها لأخطار قومية تهدد أمن المنطقة. وهذا ما أكدته مصر من عزمها عدم التنسيق مع إسرائيل ضد إيران.

وبالرغم من أن معالم خطاب أوباما مازالت غير واضحة، كما أنها سوف تتطرق فى الأغلب لأرجاء أخرى من العالم الإسلامى، ارتبط بها أوباما فى طفولته شخصيا، مثل إندونيسيا، فضلا عن أنه يبدو من الصعوبة إمكان وضع إطار للسلام يشارك فيه نتنياهو وحكومته المتشددة، أو أن تقبل إيران وضع مصالحها فى المنطقة بما يبدد أجواء التوتر التى أعلنت الحرب على العراق.. إلا أن الأمور لن تكون بالبساطة التى يتوقعها البعض. اللهم إلا أن خطاب أوباما وطريقة مخاطبته للعالم الإسلامى، التى تختلف جذريا عن سابقه بوش، سوف تبدد أجواء التشنج والعداء التى سادت العلاقات الأمريكية العربية طوال ثمانى سنوات من حكم اليمينيين الجدد.

لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى أن الدول العربية تلاقت على حدود دنيا بشأن القضايا الجوهرية التى تقسم العالم العربى وتمزق أجزاءه.

فلم يكد يعرض نبأ زيارة أوباما وخطابه للعالم الإسلامى من فوق ذرى القاهرة، حتى انفجرت الخلافات القديمة من جديد وظهرت معالم معسكر «قوى الممانعة» التى تضم سوريا وحزب الله وإيران، وقد يكون هذا المعسكر فقد كثيرا من قوته، خصوصا أن دول الاعتدال مصر والسعودية والأردن قد فصلت فصلا واضحا بين أى تنسيق إسرائيلى. وهو ما كانت حكومة أولمرت تضغط من أجل تحقيقه. وجاءت حكومة نتنياهو لتقطع الشك باليقين.

سوف تظل قوى الاعتدال مسئولة عن محاولة لم شمل الفصائل الفلسطينية وإكمال المصالحة بين فتح وحماس ــ وهناك اعتقاد بأن سياسة أوباما تجاه الفلسطينيين باتت أكثر فهما ومساندة لحقوقهم فى وجه قضايا الاستيطان والحق فى قيام الدولتين. على عكس ما كان عليه الوضع فى حكومة بوش المغدورة.

عندما تولى أوباما رئاسة البيت الأبيض، وبدأ يضع أسس التعامل مع حلفائه فى أوروبا فى حلف الأطلنطى وفى السياسة العسكرية، فضلا عن السياسات الاقتصادية، عقد وزراء خارجية أوروبا ورؤساء دولها سلسلة من الاجتماعات لتنسيق العلاقات بين أمريكا و27 دولة أوروبية من الحلفاء الصغار والكبار. واستمرت هذه الاجتماعات لتنسيق السياسات إزاء دول أوروبا الشرقية وروسيا وغيرهما وإزاء سياسات الطاقة وأزمة الشرق الأوسط والعلاقات مع العرب وإسرائيل.

وهكذا فحين يأتى أوباما الآن ولديه سياسة أوروبية شاملة تجاه العالم الإسلامى، فلابد أن يكون لديه اتفاق إزاء سلسلة من السياسات.

وهذا للأسف ما تفتقر إليه الدول العربية.. وجود أرضية مشتركة حول قضايا لا خلاف عليها! 
 

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات