مهرجان الموسيقى.. طرب وكمامات! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مهرجان الموسيقى.. طرب وكمامات!

نشر فى : الخميس 12 نوفمبر 2020 - 9:55 م | آخر تحديث : الخميس 12 نوفمبر 2020 - 9:55 م

على بوابة الدخول الرئيسية فى دار الأوبرا المصرية، لا يمكنك المرور لحضور حفلات مهرجان الموسيقى العربية إلا إذا كنت مرتديا الكمامة، ارتداء فعليا وليس على الطريقة المصرية التقليدية.
حينما دخلت ليلة الأحد قبل الماضى فى حفل الافتتاح، فوجئت بالموظف على البوابة يطلب من الداخلين ضرورة ارتداء الكمامة، كشرط جوهرى للدخول، ونفس الأمر تكرر ليلة الختام الثلاثاء الماضى.
كنت أعتقد حينما سمعت هذا الحوار أن الموظف يريد أن يخلى مسئوليته، لكن وجدت بجانبه شخصين آخرين ينتميان إلى إحدى سلاسل الصيدليات الشهيرة يوزعان كمامات وكحول إثيلى على كل الداخلين.
قلت فى سرى ربما كان الأمر مجرد ديكور أو «تستيف مشاهد»، لكن وجدت نفس الإصرار والتشديد على باب دخول المسرح نفسه.
المسرح الذى المقام عليه المهرجان هذا العام، ليس هو المسرح الكبير، كما كان يحدث كل عام، بل مسرح النافورة الذى تمت إقامته فى وقت قياسى فى الساحة الجانبية للمسرح الكبير، والسبب هو توفير أكبر قدر من الأمان الصحى للحاضرين بدلا من وجودهم فى مكان مغلق، مهما كان عريقا.
الالتزام بالكمامة كان على الجميع من أول العمال وحتى الوزيرة د. إيناس عبدالدايم، والدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا، ومديرة المهرجان د. جيهان مرسى.
المسافة بين المقاعد كانت معقولة إلى حد كبير، إضافة إلى أن المسرح مكشوف، وفى اليوم التالى وخلال حفل المطرب الكبير على الحجار، كانت نفس الإجراءات متبعة نصا وكذلك فى حفل فرقة كايروستيبس.
ما حدث فى الأوبرا خلال يوم الافتتاح ثم اليوم التالى، وحتى اليوم الأخير لا أجده يتكرر كثيرا باستثناء الفعاليات التى يحضرها رئيس الجمهورية أو التى تنظمها وزارة الدفاع؛ حيث إن الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى صارم لأقصى الحدود، ويضاف إليه أحيانا إجراء اختبارات أولية لقياس الأجسام المضادة.
لكن المشكلة للأسف الشديد أن عددا كبيرا من الهيئات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، لم تعد تدقق كثيرا فى ضرورة ارتداء الكمامة أو تدقق بصورة شكلية أمام الكاميرات.
أقول ذلك بناء على تجارب عملية، أخطرها ما شاهدته فى طابور خماسى حلزونى متلاصق غير مسبوق يلتف حول مبنى المعامل المركزية لوزارة الصحة، كتبت عنه قبل أيام، ثم شاهدته بالصدفة يوم الأحد قبل الماضى، لأكتشف أنه صار ثعبانى الشكل، و٩٠٪ من الواقفين فيه، لا يرتدون الكمامات، هم يضعون الكمامة فوق فمهم فقط.
هم ليسوا استثناء، فغالبية الناس صاروا يفعلون ذلك، ربما «زهقا» أو «طهقا» أو اعتقادا أن فيروس كورونا يدخل جسم الإنسان من الفم وليس من الأنف.
والأهم أنه خلال عزف فرقة كايرو ستيبس للموسيقار باسم درويش وجدت الموظفين يتجولون بين المقاعد يطلبون بكل أدب من الحاضرين ضرورة ارتداء الكمامة.
بعض المسئولين فى هذه المؤسسات والهيئات يكتفون بالشكل دون المضمون أى وجود الكمامة حول رقبة الشخص وبالتالى يقوم بارتدائها بسرعة إذا حصل تفتيش مفاجئ، وكأن المفتش أو المسئول هو الذى سوف يتضرر، وليس غالبية الناس.
للأسف الوعى الصحى لدى معظمنا شديد التدنى، ويحتاج إلى وقت، كى يترسخ فى أذهاننا جميعا بأنه لا شىء أغلى من الصحة والمحافظة عليها، وأنه إذا كان ربنا سترها معنا فى الفترة الأخيرة فإن شغل «الهمبكة» الذى يمارسه معظمنا قد يؤدى إلى كوارث لا حصر لها.
أتمنى أن يبدأ الجميع فى التعامل مع كورونا مرة أخرى بجدية خوفا من موجة ثانية قد تكون لا قدر الله غير محتملة، ونحن نرى بشائرها فى أوروبا وأمريكا.
أعود مرة أخرى إلى مهرجان الموسيقى العربية؛ حيث يحسب له أنه انعقد فى ظروف كورونا، ونجح بإقبال جماهيرى يعتبر قياسيا نظرا للظرف الصحى بالغ الصعوبة.
غالبية كبار نجوم الطرب العرب شاركوا وكان مؤثرا أن نجوما كبار مثل صابر الرباعى وعاصى الحلانى وغيرهما يظهرون امتنانهم لمصر وللمهرجان؛ حيث إنهم لم يغنوا أو يقفوا على خشبة مسرح منذ انتشار كورونا.
مرة أخرى تحية تقدير لوزارة الثقافة ودار الأوبرا على نجاح المهرجان.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي