كارتون الوطنى والإخوان - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كارتون الوطنى والإخوان

نشر فى : الأحد 14 فبراير 2010 - 9:40 ص | آخر تحديث : الأحد 14 فبراير 2010 - 9:40 ص

 كنا مجموعة من 20 صحفيا مصريا نزور مقر مجلة «السياسة الخارجية» الأمريكية الشهيرة فى واشنطن. وانفعلت زميلة كانت تعمل فى جريدة الشعب، الإسلامية وقتها والمغلقة إلى الأبد فيما بعد، وهاجمت السياسات الأمريكية التى «تحول دائما دون قيام الدول الإسلامية هنا وهناك». وفجأة سألتنا الباحثة الأمريكية التى تستضيفنا: هل الدولة الإسلامية ستجبى الضرائب على الطريقة الحديثة، أم تجمع من مواطنيها الزكاة؟

رد الجميع كأنه كورس: الزكاة طبعا. فعادت السيدة للسؤال: كم نوعا من الزكاة يدفعها المواطن فى دولة إسلامية؟

لم يجد أحدنا إجابة، وإلى الآن لا أعرف الرد التفصيلى على السؤال، غير أن قناعتى زادت بأن الدولة الدينية أصبحت أثرا من القرون الوسطى، «زى السيوف والسقايين»، بتعبير صلاح جاهين، ومن ثم أصحو كل يوم بسؤال فلسفى، عن الجدوى والأهداف «السياسية» البعيدة لجماعة الإخوان المسلمين.

عاشت الجماعة عقودا من السنوات دون أن تفصح عن برنامج سياسى واقتصادى تفصيلى للحكم. وهذا أفضل لها، فهى تنفى إذا شاءت أنها تسعى للحكم، على أساس أن ذلك عيب. وهى بعيدة عن الجدل الحساس بشأن الأقباط والحكم، أو صلاحيات المرأة للحكم.

ما يجرى الآن من محاكمات للإخوان يشبه مسرحية كافكاوية عبثية قتلت الجمهور ضجرا، غير أن الممثلين، الوطنى والإخوان، لا يتعبون. أنظر للحكومة وهى تترك الإخوان يمرحون ويخطبون فى الفضائيات، ويمارسون الانتخابات على أكثر من مستوى، وينسقون مع قيادات الخارج. وفجأة، وعلى طريقة القط الكارتونى توم، انقضت مخالب النظام على بعض القيادات، ودارت ماكينة الإعلام: هل يواجه الإخوان محكمة عسكرية، هل قضت أزمة مكتب الإرشاد على الجماعة؟ هل انتحر الإخوان أم نحرهم النظام؟ هل اعتقال عزت والعريان أخطر على الجماعة أم اعتقال المرشد نفسه؟.

أصبحت مصر بضاعة يتنافس عليها الحزب الوطنى والإخوان، أكبر فصيل معارض كما يحلو التعريف للصحافة الغربية، فى مسرحية مملة تثير اليأس، على عكس ما يتعشم صيادو القصص المثيرة فى الصحف والفضائيات.

المتفرج الذكى يدرك من البداية أن أيا من أبطال المسرحية لا ينتمى له، وأن الصبر مفتاح الفرج، غير أنه يعرف كذلك أن النبى أيوب «مات بفعل الملل»، بتعبير جاهين أيضا.

 

mmoussa@shorouknews.com

محمد موسى  صحفي مصري