ثلاثة عقود من الفشل فى أفغانستان - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثلاثة عقود من الفشل فى أفغانستان

نشر فى : الجمعة 14 فبراير 2014 - 5:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 14 فبراير 2014 - 5:00 ص

كتب روبرت شير على الموقع الاخبارى تروثديج مقالة تناول فيها العقود الثلاثة منذ تدخل الولايات المتحدة لأول مرة فى أفغانستان، ويصفها بأنها كارثة لا لبس فيها، ولا بد أن تكون غائبا عن الوعى حتى لا تلاحظ أن أولئك الذين فقدوا حياتهم من مقاتلى الناتو وعدد أكبر بكثير من المواطنين الأفغان لقوا حتفهم عبثا.

وأشار الكاتب إلى أن ذلك ظهر بوضوح فى مقابلة أجراها الرئيس الأفغانى حامد كرزاى مع صحيفة صنداى تايمز اللندنية، عندما قال «لا أرى أى فائدة» من القيام بمغامرة أمريكية أخرى من أجل فرض الديمقراطية. وواصل كرزاى إدانته للإرهاب، الذى يتضح من انغماس ادارة بوش فى التعذيب، وما تلا ذلك من طائرات أوباما بلا طيار التى تدك الريف الأفغانى، قائلا: «أمضينا فترة الاثنى عشر عاما الماضية كلها، توسلا مستمرا كى تعامل أمريكا حياة المدنيين عندنا باعتبارها حياة بشر». ورفض كرزاى، وهو ليس غريبا على الفساد والتناقض، التوقيع على اتفاق يجيز مواصلة الوجود الأمريكى مخفضا بدرجة كبيرة فى بلاده ما لم يتم إنهاء كل هذه الهجمات العسكرية من جانب واحد على شعبه. أما بالنسبة للعدو طالبان، الذى أطاح بهم مؤقتا غزو الولايات المتحدة، فقد أشار إليهم كرزاى باعتبارهم «الإخوة» فى حين رفض تسمية الأمريكيين رعاته السابقين «خصوما».

•••

وأضاف شير أنه ربما كانت هذه النتيجة السيئة للتحرك الذى أمر به أوباما، مقارنة بالشلل الكامل الذى مُنى به بوش فى العراق، السبب فيما لاحظه كرزاى من أنه وأوباما لم يتحدثا مباشرة منذ يونيو. فبالنسبة للصقور فى الحزب الديمقراطى، كانت أفغانستان بسبيلها لتصبح الحرب الناجحة، لكن أوباما تعلم، مثلما فعل الرئيس جيمى كارتر قبل أكثر من 30 عاما مضت، أنه لا يجب التلاعب بأفغانستان. ففى حالة كارتر التى ترجع إلى أواخر السبعينيات، أقنعه زبيجنيو بريجنسكى، مستشاره للأمن القومى، أن دعم المتطرفين الإسلاميين للإطاحة بحكم علمانى موال للسوفييت فى كابول، من شأنه أن يجر خصمنا الدولى الرئيسى إلى ما يشبه مستنقع فيتنام الذى تورطنا فيه. وهو ما كان أمرا ممتعا، لكن الخطة فشلت، ولم يتدخل السوفييت حتى جلبت الولايات المتحدة ما يكفى من المقاتلين الأجانب لزعزعة استقرار بلد على حدودهم.

وعندما عاد أوباما، مرة أخرى فى ديسمبر 2009، ليقرر «زيادة» القوات فى أفغانستان، قال «اننا لم نطلب هذه المعركة»، ولكننا فعلنا ذلك. وكان كل ما يجب عليه القيام به، أن يسأل وزير الدفاع آنذاك روبرت جيتس، الذى كان مستشارا لكارتر، وكشف فى مذكراته عام 1996 «دعم كارتر السرى الذى لم يسبق كشفه إلى المجاهدين الأفغان قبل ستة أشهر من غزو السوفييت».

•••

واستطرد الكاتب، بعد اعتراف جيتس، سألت المجلة الفرنسية لو نوفيل أوبسرفاتور بريجنسكى عما اذا كان يأسف «أنه قدم الأسلحة والمشورة لإرهابيين مستقبليين»، وأجاب: «ما هو الأكثر أهمية بالنسبة للتاريخ العالم؟ طالبان أو انهيار الإمبراطورية السوفييتية؟ بعض المسلمين الثائرين، أو تحرير وسط أوروبا ونهاية الحرب الباردة؟» قال ذلك فى عام 1998، وبعد ثلاث سنوات، «قام بعض المسلمين الثائرين» بقيادة طائرات مخطوفة لضرب مركز التجارة العالمى والبنتاجون. أصبح القضاء على تحركهم الهاجس القومى، الذى برر رفع النفقات العسكرية الامريكية إلى أعلى مستويات الحرب الباردة، حتى ولو لم يكن هناك أى عدو واضح من الناحية الفنية لتبرير هذه الاستعادة للقوة وتركيبة المجد الصناعى العسكرى.

•••

ويرى شير أنه خلال هذه العملية، وصلوا إلى التضحية بالحقوق الأساسية للفرد الثابتة فى الدستور، باسم البحث عما أسماه الرئيس السابق، فى كتابه الساخر، «الأشرار»، من دون الاعتراف بأنهم كانوا فيما سبق، كما وصفهم الرئيس ريجان «مقاتلونا من أجل الحرية». ولا بد أن ديك تشينى، نائب الرئيس بوش، وهو مدير تنفيذى كبير سابق فى شركة هاليبرتون للمقاولات العسكرية، ضحك بينه وبين نفسه على هذا الوصف، وهو يعلم تماما أن وجود عدو بدائى يتحصن فى الكهوف الجبلية لا يمكن أن يبرر إنفاق تريليونات على حاملات الطائرات الأكثر تطورا، ومقاتلات الشبح وغيرها من الأسلحة التى كنا نستعملها عصرا عندما كان العدو ذا أهمية عسكرية.

•••

واختتم الكاتب مقاله بقوله، يبدو لهذا الكلام معنى فقط، عندما يطرح كل من بوش الجمهورى وأوباما الديمقراطى، فى أفغانستان والعراق، صورة لبناء دولة ديمقراطية، ولكنه بدلا من ذلك، يستغل الخلافات الطائفية والقبلية. فلم تنجح تلك الجهود إلا فى زعزعة ما تبقى من استقرار النظام الاجتماعى فى كلا البلدين، وإطلاق العنان لدورة لا تنتهى من العنف وتوفير دعاية لا تقدر بثمن لعناصر تنظيم القاعدة ونحن ندعى استئصالهم. حيث قال كرزاى: «إن المال الذى كان ينبغى دفعه إلى الشرطة، دفعوه لشركات أمن خاصة، وميليشيات تسببت فى الفوضى والفساد وقطع الطرق. مما خلق جيوبا للثروة ومساحات شاسعة من الريف تعانى الحرمان والغضب».

التعليقات