إليكم أسهل طريقة لبدء حرب بين اليهود ومليار مسلم - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:39 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إليكم أسهل طريقة لبدء حرب بين اليهود ومليار مسلم

نشر فى : الثلاثاء 14 سبتمبر 2021 - 8:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 14 سبتمبر 2021 - 8:00 م

نشرت صحيفة هاآرتز مقالا للكاتب إريك يوفى يرى فيه أن السماح لليهود بالصلاة فى المسجد الأقصى ومخالفة الاتفاق الذى تم بين موشيه ديان والعالم الإسلامى بهذا الشأن سيشعل حربا دينية بين اليهود والمسلمين حول العالم وسيشوه سمعة إسرائيل... نعرض منه ما يلى:

لم أعرف إذا كان على الضحك أم البكاء عندما قرأت آخر مقال للحاخام مئير سولوفيتشيك. المقال بعنوان «حقيقة جبل الهيكل» ويدعو فيها سولوفيتشيك إلى «حرية العبادة» فى مواقع اليهود؛ حيث يسمح لهم وفقا لاتفاقيات مع السلطات المسلمة بزيارة جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ولكن يمنع عليهم الصلاة هناك.
ببساطة، يدعو سولوفيتشيك إلى اتخاذ الشرطة والسياسيين الإسرائيليين خطوات سرية للالتفاف حول السياسات التى أيدتها الحكومات اليمينية واليسارية على حد سواء منذ عام 1967، والتى أكدتها محكمة العدل العليا الإسرائيلية.
دعونا نتحدث صراحة عما يدور هنا: يقوم ممثل رئيسى للأرثوذوكس الأمريكيين بدعوة المسئولين الإسرائيليين إلى تقويض الاتفاقيات القائمة منذ فترة طويلة بين الأردن وإسرائيل، وبين إسرائيل والسلطات الدينية الإسلامية، ويشجع اليهود، بشكل غير مباشر، على تجاهل ما تعهدت الحكومة الالتزام به، والصلاة علانية فى جبل الهيكل.

هذا من شأنه أن يؤدى إلى نتائج كارثية؛ من إضعاف للملكة الأردنية إلى حد كبير وهى حليف مهم ومسئول عن إدارة جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وفتح باب التحريض ضد إسرائيل من قبل الجماعات المتطرفة فى العالم الإسلامى، وتقوية موقف إيران وحماس فى صراعهم مع إسرائيل، إلى جانب إشعال نيران العنف فى المسجد الأقصى والمنطقة وإطلاق موجات من الاحتجاجات فى الدول الإسلامية المعتدلة.
باختصار، تطبيق مبدأ «حرية العبادة» والسماح لليهود بالصلاة فى جبل الهيكل (المسجد الأقصى) هى دعوة ستؤدى ليس فقط إلى المواجهة بين العرب وإسرائيل، بل إلى حرب دينية بين اليهود وأكثر من مليار مسلم.
لتجنب هذا، تفاوض موشيه ديان فى يونيو 1967، على الاتفاقية الحالية مع القادة المسلمين. أراد ديان تقليل التوترات التى أعقبت الحرب مع العالم الإسلامى، وبالتالى توصل إلى اتفاق مع السلطات الإسلامية يمنح الأوقاف الأردنية السيطرة على المسجد الأقصى تحت إشراف إسرائيلى. نص الاتفاق أيضا على أن الصلاة على الجبل (المسجد الأقصى) ستكون مخصصة للمسلمين فقط، بينما سيسمح لليهود بالزيارة ــ ولكن لا يمكنهم الصلاة هناك. ولكن سولوفيتشيك يرى أن قرار ديان كان خاطئا وإهانة لليهود وأرعب المجتمع الأرثودوكسى.. ولكن هذا كله كذب.

هل كان من الممكن أن يتفاوض ديان على صفقة تسمح لليهود بالصلاة فى المسجد الأقصى؟ ربما، ولكنه لم يكن مرجحا... هناك نقطتان واضحتان الآن؛ الأولى، كل ما كان متاحا من قبل لم يعد متاحا الآن، ومحاولة تغيير القواعد التى وضعها ديان ستؤدى إلى كارثة وستشعل حربا. ثانيا، لم يعارض العالم الأرثودوكسى ديان فى ذلك الوقت. قبل حرب 1967 وبعدها، حكم الحاخامات الأرثوذكس البارزون، بمن فيهم الحاخامات الأشكنازى والسفاردى الرئيسيين، بأنه لا ينبغى لليهود دخول منطقة جبل الهيكل خوفا من تنجيس الطقوس.

فى الواقع، بعد حرب الستة أيام (حرب 1967)، ولمدة أربعين عاما، كان هناك إجماع أرثوذكسى حول هذا الموضوع؛ لا ينبغى لليهود الصعود إلى المسجد الأقصى. كان هذا هو الموقف العالمى للعالم الحريدى ووجهة نظر الغالبية العظمى من المجتمع الصهيونى المتدين فى إسرائيل، فيما عدا أقلية صغيرة كانوا فى الغالب غريبى الأطوار ومتعصبين.
فى العقد الماضى، بدأ هذا الإجماع فى الانهيار، تحت ضغط العناصر القومية المتطرفة فى المعسكر الصهيونى الدينى. بدأ الحاخامات الصهاينة المتدينين، وحتى بعض الحاخامات الحريديم، فى المطالبة بنقض الاتفاقات التى توصل إليها ديان. طالب المجانين منهم ببناء الهيكل الثالث، لكن معظمهم طالب بالسماح لليهود بالصلاة فى المسجد الأقصى بانتظام وعلانية كخطوة أولى على الأقل. هذا الأمر له تداعيات على أمن إسرائيل. ومن المهم ملاحظة أن معظم الحاخامات الأرثوذكس الإسرائيليين، بما فى ذلك الحاخامية الكبرى، ما زالوا يقبلون حظر صعود الجبل.

حرية العبادة مهمة ويجب احترامها كلما أمكن ذلك. لكنها ليست حقا مطلقا. التزمت إسرائيل رسميا بالتزاماتها فيما يتعلق بالجبل تجاه الدول المجاورة والمجتمع الإسلامى الكبير. لذا يجب الوفاء بهذا الالتزام. إن الفشل فى القيام بذلك لن يعرض سمعة إسرائيل للخطر فحسب، بل سيوجه ضربة قاسية لأمن إسرائيل وسيحقق النصر لأعداء إسرائيل.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلي هنا

التعليقات