عايز صاحبى يا جدعان - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عايز صاحبى يا جدعان

نشر فى : الأربعاء 16 أبريل 2014 - 7:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 16 أبريل 2014 - 7:40 ص

باستثناءات نادرة، تخضع الصحافة الآن للموجة السائدة، فلا تبحث خارج المقرر، ولا تخاطر بعرض مواد متفجرة، قد تنقل الصحفى إلى قوائم المغضوب عليهم، والضالين.

تقرير رويترز الذى تجاهله إعلام بلدنا مثال على ذلك.

«بتعبير فظ أمر القاضى المتهمين والمحامين بالسكوت. ثم تفجر شجار، وتدخلت الشرطة لتفصل بين الإخوان المحتجزين والمحامين والصحفيين.. وقبل إسدال الستار على هذه الفوضى القضائية، توقع المرشد العام للإخوان أفول نجم السيسى، رغم التوقعات الكاسحة بأنه سيفوز فى انتخابات الرئاسة».

المشهد اختارته مراسلة رويترز بالقاهرة سامية نخول، لتبدأ به تقريرا مهما قبل أيام، تجاهلته كل المواقع والفضائيات المصرية، أو «نهشت» منه ما يناسب مقام السياسة التحريرية.

منذ قرأت التقرير، تتكرر فى سمعى عبارة المراسلة: «لم يحدث قط أن كانت مصر بمثل هذا الانقسام الذى هى عليه الآن. قتل أكثر من ألف من أنصار مرسى بعد عزله فى يوليو الماضى، وزج بنحو 16 ألفا من الإخوان وقيادات الحركات الشبابية التى أشعلت انتفاضة ميدان التحرير فى السجون».

ينقل التقرير عن دبلوماسى غربى أن الجماعة «عنيدة ومتحجرة. هى بحاجة لأن تتغير وتنتقل إلى سياسة جديدة. مازالت عند النقطة التى كانت عليها قبل يوليو»، فيما يكرر المسئولون فى أحاديثهم الخاصة، أن مصر ليست بحاجة لقبضة حديدية وحسب، «بل ولنظرة مستقبلية شاملة جديدة تتضمن إدخال تعديلات على المؤسسات الدينية والسياسية».

لم نسمع عن «رؤية» مستقبلية، لكننا عرفنا قبل نهاية المرحلة الانتقالية ما تعنيه القبضة الحديدية، فالمؤسسة الأمنية «تكاد تكون قد أجهزت على كل المعارضة، الإسلامى منها والعلمانى. وبالإضافة إلى مئات الإسلاميين الذين حكم عليهم بالإعدام، هناك ما يقرب من الألف يمثلون أمام المحاكم». إنها «أشرس حملة شهدها التاريخ المصرى الحديث» بتعبير المراسلة، التى ترى فيها تأجيجا لتمرد إسلامى عنيف فى البلاد، يزداد اشتعالا بصعود السيسى للرئاسة، «مما قد يحضه على استخدام القوة لإسكات كل الأصوات المعارضة».

المزيد من القمع إذن فى الطريق.

لا يغفل التقرير أن «غالبية المصريين يرون فى السيسى مخلصا لكن المهمة ثقيلة، «لا مستقبل ولا وظائف للخريجين ولا سبيل للخروج من النفق المظلم»، بتعبير علاء عبدالفتاح، الذى يضيف أن «الأمل الذى بعثه سقوط مبارك أصبح ذكرى بعيدة».

غير صحيح، علاء يعرف أن الأمل فى الصدور، وما يتغير فى اتجاه النور أكبر من مطبات التغيير وفواتيره. والشعب ما زال يتعلم الكلام والغناء والحلم، وعندما يضبط نغماته، ستكون له الكلمة العليا، والوحيدة.

التصعيد فى القمع لن يستمر طويلا، والصحافة التى أصبحت تعزف لحنا واحدا على طريقة الاتحاد الاشتراكى ستلقى جزاءها من القارئ، الذى يتحول الآن إلى مصادر أخرى للحقيقة، فلا مجال الآن لصحف وفضائيات «الصوت الواحد».

بعنوان «ليس مقالا بل مجموعة معلومات»، قدمت الدكتورة أهداف سويف على صفحات «الشروق» عرضا مريرا لخريطة الحريات فى هذا البلد، فى هذه اللحظة. لا مجال لتكرار المعلومات، لكن يكفى ما قاله طالب عن المعتقل بوشكاش: كان صاحبى، شاف بنت بتنضرب مارضيش يسكت، اتاخد واتضرب واتهان.. أنا عايز صاحبى يا جدعان.

يضيف: اللى احنا بنعمله دا عشان الناس تبقى عارفة ان فيه قبض عشوائى، ويوم م الأيام إنت ممكن تبقى زيه.

محمد موسى  صحفي مصري