شيرين أبو عاقلة .. ودموع التماسيح - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شيرين أبو عاقلة .. ودموع التماسيح

نشر فى : الإثنين 16 مايو 2022 - 9:25 م | آخر تحديث : الإثنين 16 مايو 2022 - 9:25 م
وقفت الولايات المتحدة، ودول غربية عدة مناصرة لتل أبيب بشكل سافر أو مستتر على مدى 74 عاما هى عمر النكبة التى يعيشها الفلسطينيون منذ لحظة إعلان دولة إسرائيل فى 14 مايو 1948 وحتى الآن، وطوال تلك السنوات حظى الكيان الصهيونى بغطاء سياسى ودبلوماسى ودعم عسكرى أمريكى وأوروبى غير محدود مكن الإسرائيليين من ارتكاب آلاف الجرائم بحق الفلسطينين من قتل وتهجير واغتيالات لرموز وطنية فى الداخل والخارج.
تدفقت مئات المليارات من الدولارات، وعشرات آلاف القطع العسكرية الأمريكية والأوربية كمساعدات، لحماية كيان غاصب، يحتل أرض شعب يقاوم بما لديه من إمكانيات محدودة دفعا عن حقه فى الحياة، والثبات فوق ثرى مقدساته الدينية الإسلامية والمسيحية فى القدس المحتلة التى تسعى إسرائيل إلى حرمانه منها تارة بالتهجير، وأخرى باقتحام غلاة المستوطنين للحرم القدسى الشريف، أو بمنع المسيحيين من الوصول لكنيسة القيامة.
ومع كل جريمة يرتكبها الإسرائيليون يكتفى بعض السادسة الغربيين ببيانات شجب أو إدانة لا تُسمن ولا تردع محتلا غاصبا عن ارتكاب المزيد من الجرائم، بينما تسارع الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام «الفيتو» فى مجلس الأمن الدولى لحماية ربيبتها من أية إدانة أو عقوبة رغم ارتكابها الجرم المشهود جهارا نهارا على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
أحدث الجرائم الإسرائيلية هو اغتيال الصحفية الفلسطينية البارزة شيرين أبو عاقلة، التى قتلتها رصاصة الغدر الصهيونية بدم بارد فى مشهد موثق بالصورة وشهود العيان، قبل أن تتحرك آلة الشجب والإدانة فى عدة عواصم شرقية وغربية، وتسيل أنهار من دموع التماسيح على الشهيدة الفلسطينية، حيث طالب الجميع «بتحقيق فورى ونزية وشفاف»، لكن هل سنرى مثل هذا التحقيق النزية والشفاف حقا؟
جريمة اغتيال أبو عاقلة لا تحتاج إلى التحقيق بحد ذاته، الذى نحن واثقوان أنه سيدين إسرائيل، ولكن المطلوب أن تسفر نتيجته عن موقف دولى يعاقب تل أبيب ولو مرة على جريمة واحدة من سلسلة جرائمها التى لا تتوقف بحق الفلسطينيين بما يتجاوز الإدانة اللفظية، وألا يكيل الغرب بمكيالين، كما هى العادة، وأن نرى موقفا رادعا يجعل الإسرئيليين يفكرون ألف مرة قبل أن تنطلق رصاصاتهم إلى صدور المدنيين الفلسطينيين العزل.
الولايات المتحدة التى تحمل شيرين أبو عاقلة جنسيتها، هل ستكتفى بما سكبه وزير خارجيتها أنتونى بلينكن، من دموع أثناء اتصاله مواسيا لعائلة مواطنته الأمريكية فى القدس المحتلة؟ وهل ستشارك السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد فى توقيع العقوبات على إسرائيل إذا أسفر التحقيق «الشفاف» الذى دعت إليه عن إدانة تل أبيب؟ أم أن دعوتها لهذا التحقيق مجرد ذر للرماد فى العيون؟
لا نريد دموع تماسيح من هنا وهناك، على اغتيال شيرين أبو عاقلة، فدم الشهيدة فى عنق كثر ليسوا فى الغرب وحده، ولكن فى العديد من البلدان العربية التى وَلَّتْ ظهرها للقضية الفلسطينية، وتركت لإسرائيل الساحة مفتوحة ترتكب فيها ما تشاء من جرائم، بل ومكافأتها بفتح أبواب ونوافذ عواصم عربية عدة لاستقبال القتلة بكل ترحاب وتدليل!!
الدم الفلسطينى سيظل مستباحا، طالما بقى الفلسطينيون أنفسهم منقسمين بين غزة ورام الله، وسترتكب تل أبيب المزيد من الجرائم طالما بقى التجاهل العربى والتراخى فى التعامل مع الإرهاب الإسرائيلى بحق الفلسطينيين وخاصة فى القدس المحتلة، وستواصل إسرائيل اغتيال الأصوات المدافعة عن الحق الفلسطينى ما بقيت واشنطن وعواصم غربية توفر لها الغطاء تلو الغطاء على تلك الجرائم.
النكبة التى يحيى الفلسطينيون ذكراها فى 15 مايو من كل عام، ستظل شاهدة على جريمة صنعتها بريطانيا بوعد مشئوم، ودعم أمريكى غير محدود، ومباركة قارة أوروبية عجوز، وتشرذم عربى مذموم.
التعليقات