شبح العنصرية يهدد أوروبا..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شبح العنصرية يهدد أوروبا..!

نشر فى : الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 9:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 9:25 م

** العنصرية فى الرياضة وفى ملاعب كرة القدم باتت مرضا قميئا، يهدد جمال اللعبة وجلال الملعب.. والعنصرية تساوى كل خروج على القيم والأخلاق، وتعد انحطاطا سلوكيا لا يقل عن السباب والإهانات والبذاءات التى أصبحت تظهر فى ملاعب كرة القدم.

** لن يكون كافيا استقالة بوريسلاف ميهايلوف رئيس اتحاد كرة القدم فى بلغاريا بناء على طلب الحكومة، ممثلة فى وزير الرياضة البلغارى كراسين كراليف الذى أعلن حتمية استقالة رئيس الاتحاد بعد ساعات من مباراة إنجلترا وبلغاريا التى انتهت بفوز منتخب الأسود الثلاثة بستة أهداف مقابل لا شىء. هى المباراة التى شهدت هتافات عنصرية مسيئة للاعبى منتخب إنجلترا أصحاب البشرة السمراء.. ولن يكون كافيا أيضا إلقاء الشرطة البلغارية القبض على أربعة مشجعين لممارستهم هذا النهج العنصرى فى التشجيع، وقالت صحف إن لقطات من التسجيلات التليفزيونية أظهرت مجموعة من المشجعين البلغاريين يرتدون أقنعة سوداء ويرددون هتافات مسيئة للاعبى المنتخب الإنجليزى ماركوس راشفورد ورحيم ستيرلينج وتايرون مينجز.

** الصحف البريطانية خرجت بعناوين غاضبة إزاء تلك الممارسات العنصرية التى تعرض لها منتخب إنجلترا مثل «عار».. «مثير للاشمئزاز».. «خاسرون».. «عار صوفيا».. وكانت إنجلترا هددت بالانسحاب من تصفيات الأمم الأوروبية إذا ما تعرض منتخبها للإهانات العنصرية، كما أن قواعد ولوائح الاتحاد الأوروبى تمنح الفريق الذى يتعرض لمثل هذا الموقف المسىء حق الانسحاب. وقد توقف اللعب فى مباراة المنتخبين الإنجليزى والبلغارى مرتين، إلا أن لاعبى المنتخب الإنجليزى صمموا على استكمال اللقاء حتى النهاية.

** الاتحاد الأوروبى بدأ تحقيقا فى تلك الهتافات العنصرية، ولن يكون كافيا القبض على أربعة مشجعين أو استقالة رئيس الاتحاد البلغارى لكرة القدم. فالعقاب يجب أن يكون قويا ورادعا، ويصل إلى إيقاف منتخب بلغاريا عن الاشتراك فى منافسات الاتحادين الأوروبى والدولى لعامين أو أكثر.
خاصة أن مظاهر الهتافات العنصرية المسيئة زادت عن الحد فى مختلف ملاعب أوروبا، وحتى فى إنجلترا نفسها، وهو الأمر الذى أشار إليه جاريث ساوثجيت المدير الفنى للمنتخب الإنجليزى، بتعليقه الذى قال فيه: «كان تصرف لاعبى المنتخب جيدا أمام تلك الهتافات، وتوقف اللعب مرتين كان رسالة قوية فى مواجهة العنصرية لكن الاستمرار فى المباراة، والتعامل بهدوء مع السلوك المشين للجمهور يبدو دون شك كأنه اتهام للاعبين الإنجليز أنفسهم لما يتعرضون له فى ملاعب إنجلترا بشكل متكرر».

** لاعبو المنتخب البلغارى شجبوا هذا السلوك وقال كابتن الفريق إن ما حدث فى المباراة أمر فظيع.. إلا أن كراسميربالا كوف مدرب بلغاريا صدم لاعبى منتخب إنجلترا حين قال إن الهتافات العنصرية أمر عادى..!

** أعتقد أنه كان الأفضل انسحاب منتخب إنجلترا من المباراة بعد توقفها فى مرتين بسبب النداءات العنصرية على لاعبى الفريق. فالانسحاب حق تكفله اللوائح، كما أنه موقف قوى يعزز فكرة مكافحة العنصرية التى أصبحت مرضا حقيقيا فى الكرة الأوروبية، يكشف عن اتجاهات عنصرية عامة، ليس فى الرياضة وحدها وإنما على مستويات الأيدلوجيات والدين والجنسيات واللون، وقوة العقاب سوف تكون عبرة، ولعلنا نذكر جميعا مأساة استاد هيسيل فى بلجيكا عام 1985 التى أسفرت عن وفاة 39 مشجعا منهم 32 إيطاليا وإصابة 600 آخرين، فى نهائى أوروبا بين ليفربول ويوفنتوس، وترتب على الكارثة حرمان الأندية الإنجليزية من المشاركة بطولات الاتحاد الأوروبى خمس سنوات وإضافة سنة سادسة عقابا لليفربول.. ومن أيامها توارت ظاهرة الهوليجانز.. القانون الصارم والحاسم كما السيف هو الحل فى مواجهة العنف والعنصرية والسباب والهباب والبذاءات!.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.