قصّة عشق بين «النهضة» و«النداء» - امال قرامى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصّة عشق بين «النهضة» و«النداء»

نشر فى : الثلاثاء 17 فبراير 2015 - 1:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 17 فبراير 2015 - 1:10 م

كثيرة هى قصص العشّاق... قد تبدأ بنظرة فابتسامة لتنتهى بمودّة... وقد تكون بالسماع و«الأذن تعشق قبل العين أحيانا»... وقد تنطلق بهزل «يكون آخره جدّ»... وقد تبدأ بصدام وصراع لتتوّج بكلف وصبابة، وعلى هذا النحو انبنت العلاقة بين حزبى النهضة والنداء. أبدى حزب النهضة العريق ميلا نحو الحزب الفتى أو لنقل وقع الشيخ المحنّك، بعد طول جفاء وخصام، فى هوى الغرّاء الفاتنة.

كثيرون هم المستاءون، والمصدومون، والمولولون وبأعلى الصوت يهتفون «لا تحالف مع النهضة»، «انتخبناكم لتريحونا من النهضة لا لتشرّكوها فى الحكم»... يتحدثون عن الخدعة والطعن والغدر والخيانة... ويتساءلون كيف تحوّل خصوم الأمس إلى أحباب وحلفاء؟ ولكن من السذاجة بمكان أن نتجاهل كل الاحتمالات. ففى السياسة كلّ شىء ممكن ومتوقّع أليست هى فنّ الممكن؟

● ● ●

لقد تمنّع النداء طويلا، وانتابه خجل العذارى فتردّد، ولكن للحبّ سلطة لا تضاهيها سلطة. وغزل النهضة، والحق يقال، صعب أن يقاوم، وأمام سحرها لا يمكن لأيّ امرئ أن يصمد. وهكذا ما كان على النداء إلاّ التسليم والقبول بعقد الوصل تاركا وراءه عهود العزل والفصل والقطع، والتوعّد، والكره... ولا غرابة فى ذلك فقصص الحبّ تنوس بين التذكّر والنسيان، وقد أراد النداء أن ينسى كلّ الذكريات المرّة والأحداث المحزنة التى مرّت بها البلاد خلال حكم الترويكا، وألا يذكر للنهضة إلاّ جميل الفعال.

قصص الحبّ تجنح إلى الخيال حينا، وترتدّ إلى الواقع أحيانا أخرى، ولذلك قرّر النداء التعالى على واقع الخلافات، والمشاحنات، والتجاذبات، والمناظرات، والمماحكات والعراك وفضّل فى المقابل، التحليق فى عالم نسجه من خيال حيث تسود الثقة بين المتحابين، ويطيب العيش، وينعم فيه القوم بالمودة والحب والتسامح ولذلك قال «الجزيري» أحد قياديى النهضة لقيادى بالنداء فى حوار تليفزيونى: "اعطينى الجنب نعطيك الجنب" وهكذا وبعد طول جفاء احتكّت الأجساد بالأجساد وبات العناق أكثر شىء محبّب إلى نفوس الخلاّن.

قصص الحبّ قاعدتها: "عين المحبّ كليلة لا ترى العيوب، وتستلذّ التنويه بالخصال، والفضائل ولذلك تسود فيها فى الغالب، قيم التسامح، والمغفرة، والتغاضى عن الزلات، وطى الصفحات، وحجب العورات، وإسدال الستار على تجارب الحرمان والألم والعذاب".

● ● ●

وككلّ قصص الحبّ لابدّ من عوازل (شعب المواطنين بقيادة المرزوقي) يراقبون الحركات والسكنات ويتصيدون الأخبار، ويحيكون الدسائس، ويتوعّدون بالتفريق بين المحبّين ولكن هيهات فالنهضة والنداء لهم جميعا بالمرصاد يردّدون: "يَا عَاذِلِى هَلاَّ كَفَفْتَ عَنْ عَذْلِي"، وإن لم ترتدع فلنا معك شأن آخر، والأيام بيننا.

وككلّ قصص الحبّ السعيدة لابدّ أن تتوّج بعقد زواج شرعى يوثّق المعاشرة الحلال ويباركه الشيخان: الغنوشى والسبسى: الأول "طلع كالبدر علينا " فغيّر الأمور رأسا على عقب، وأثبت أنّه فى السياسة داهية محنّك، والثانى أطلّ علينا من عهود التمرّس بفنّ الخدعة فكان اللعوب المتميّز فهنيئا لنا بهذا العقد المبرم فى وضح النهار، وبشهادة العائلتين المتصاهرتين والذى من شأنه أن يوطّد الصلة بين الجمعين. فعلى بركة الله ليبدأ البناء. وما دمنا فى دولة القانون فإنّنا ننتظر "شهادة البناء" مردّدين بالرفاة والبنين وبالعمر المديد.

وعسى ألا يكون "زواج متعة" سرعان ما ينتهى بانقضاء الوطر.

التعليقات