والشعب أيضا لا ينسى - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

والشعب أيضا لا ينسى

نشر فى : الأربعاء 18 يونيو 2014 - 8:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 18 يونيو 2014 - 8:40 ص

اعتاد المصريون على الظاهرة من قبل. إعلانات على أعمدة النور والحوائط، تذكر بالله عز وجل، أو توزع أسماءه الحسنى على الأشجار، أو تطرح اسم عمر سليمان مرشحا، بينما مبارك ونجله فى عز طبخة التوريث، فلماذا تندهش «الأجهزة» من حملة «هل صليت على النبى اليوم»، وتربطها بالإخوان، وتتعهد بالقضاء عليها؟.

لأنها حملة من خارج المقرر السياسى فى كنبات التوك شو؟.

لأنها ضد الموجة السياسية العامة، حتى لو كانت حملة تصب فى التدين الشكلى المنافق، الذى يتقنه المصريون؟. فالصلاة على النبى لا تمنع الكذب والغش والرشوة والسير عكس الاتجاه، لكن «إبداء الانزعاج» من الحملة يمهد لحملات المضادة، تحت غطاء الحرب على الإخوان وإرهابهم.

فجر السبت الماضى اقتحم الأمن مطبعة تجهز جريدة «وصلة» غير الدورية، وصادر الأعداد، واحتجز عامل الطباعة فى قسم شرطة أوسيم بالجيزة.

«وصلة» تصدر منذ 2010 عن الشبكة العربية لحقوق الإنسان، بدعم من مركز الإعلام الدولى الدنماركى. وهى تجميع لمقالات مدونين، وتغريدات ورسوم من مواقع التواصل. وعندما ذهب محامى الشبكة للقسم، فشل فى لقاء المتهم، أو الاطلاع على المحضر رقم 8797 جنح أوسيم، الذى يحصى ستة اتهامات لعامل المطبعة، منها «إحراز مطبوعات تروج لجماعة إرهابية تثير الفتنة والوقيعة بين الشعب، وتحرض على قلب نظام الحكم، والانضمام لجماعة إرهابية».

إذن «وصلة» جريدة إخوانية فى رأى الأجهزة.

اتهام هو الأسهل ضد كل من يمس المقدسات السياسية، أو يخرج عن الإجماع الساحق. كلهم: حزب الدستور وعمر حمزاوى و6 أبريل والبرادعى، ومن يروجون لملصقات «هل صليت على النبى». كلهم إخوان لأنهم لم يوقعوا وثائق المبايعة بالدم، على غرار الأغلبية الساحقة، ورجاء مراجعة حلقات «الصندوق الأسود» على يوتيوب.

عدد «وصلة» الذى تمت مصادرته يحمل عنوان: سيرى يا نورماندى، ويتضمن تحليلا نفسيا اجتماعيا «لظاهرة صعود السيسى كالنجم»، لكنه يحمل أيضا مقالا يعبر عن أنصار السيسى، بعنوان «لماذا أؤيد السيسي»، مع صورة تحمل لافتة «رئيس بأمر الشعب».

لماذا يخافون من مطبوعة توزع ألف نسخة، ولماذا يتم إخراج المشهد بهذا العنف، وكأنه تجريدة من القلم السياسى فى عهد الاحتلال، تطارد شرفاء من نوع رشدى أباظة وعمر الشريف؟.

غزوة أوسيم الأمنية ربما لا تستهدف هذه الجريدة الصغيرة فى حد ذاتها، بل تمهد لحصار منظمات المجتمع المدنى، كما قال جمال عيد، لكنها قد تكون مقدمة لضربات أمنية عامة، لا تستثنى معارضا من تهمة الانتماء لجماعة الإخوان.

قبل غزوة أوسيم بدأت كل وسائل الإعلام تمهيدا نيرانيا يربط بين الإرهاب والمعارضة بكل ألوانها ودرجاتها، وأصبح الرد الإعلامى على كل مخالف هو التخوين والعمالة والإرهاب والتمويل الأجنبى، تمهيدا للانقضاض عليه أمنيا، وراجعوا حلقات الصندوق الأسود.

قبل أسبوعين قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن «الدولة لن تنسى من وقف بجوارها، ومن أساء إليها، وهذه شيم الناس العظام، عدم نسيان الحسنة ولا السيئة».

والشعب أيضا لا ينسى، و«بهذه المناسبة ندعو المتحمسين لباب الحقوق والحريات بالدستور إلى مراجعة مواقفهم. يغيروا كالون الباب، أو يجربوا يقفلوه ويفتحوه، أو يهزوه شوية، جايز يرجع يشتغل!»، كتبها ساخرا محمد أبوالغيط، عضو فريق «وصلة»، لأنه لم يجد طريقة أقل عبثية للتعبير عما حدث.

محمد

محمد موسى  صحفي مصري