صلاح السعدنى.. موهبة استثنائية وتأثير ممتد على مدى نصف قرن - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 2:23 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صلاح السعدنى.. موهبة استثنائية وتأثير ممتد على مدى نصف قرن

نشر فى : الجمعة 19 أبريل 2024 - 6:55 م | آخر تحديث : الجمعة 19 أبريل 2024 - 6:55 م

 يبقى النجم صلاح السعدنى أحد رموز الفن الكبار، الذين يمتد تأثيرهم على المشهد الدرامى والسينمائى على مدى أكثر من نصف قرن، وذلك بفضل موهبة استثنائية تغوص بثقافتها وعوالمها المتعددة، فى بحور من الأعمال الكبرى التى تبقى وما زالت فى ذاكرة التاريخ.

تنوعت شخصياته الإنسانية التى جسدها ما بين الاجتماعية والسياسية والكوميدية وباحت بكثير من أفكار وملامح عصر وجيل.

صلاح السعدنى يستحق تكريمًا خاصًا عن كل محطة من محطاته، فهو ليس فقط الممثل المبدع، لكنه أيضًا الأستاذ والمفكر والإنسان، ويعد كل دور من أدواره استثمارًا حقيقيًا للنهوض بالمشهد الفنى بحضور طاغٍ، وطلة مميزة، معتمدًا على قدراته وخبراته فى الحياة. وقدرًا كبيرًا من الحب والإحساس بالمسئولية تجاه وطنه.

أتوقف عند دور «حسن النعمانى» فنان ورش المهارات الفنية الذى يضل طريق حرفته قبل أن يعود إلى الحلم فى مسلسل «أرابيسك» والعمدة سليمان غانم فى رائعته «ليالى الحلمية»، قدم مباراة فى الأداء التمثيلى أمام يحيى الفخرانى، و«حلم الجنوبى»، و«الأصدقاء» فقد شاهدناه فنانًا يعرف كيف يصل بأدائه وتعبيرات وجهه الى المعنى والفكرة، وصل الى الذروة فى أدائه، وجاءت قدرته على التواصل مع المتفرج تنبع من صدقه فى التعبير.

أتذكر فى السينما أدواره فى أفلام «الغول»، حيث جسد بدون افتعال مشهدًا ملهمًا عبر شخصية وكيل النيابة الذى واجه صدامًا اجتماعيًا، فى مواجهة القيم، وكذلك والأرض، والرصاصة لا تزال فى جيبى، أغنية على الممر، وملف فى الآداب، وكونشرتو فى درب سعادة، وفوزية البرجوازية، وليل وخونة، كم كانت وقدرته على التواصل بأداء سلس يجمع بين الشجن والسخرية والتفاؤل والأمل.. سيرة وتاريخ سيبقى دومًا فى الذاكرة.

فى رحلة حسن فهمى تاريخ حافل، تلك التى أثرى بها السينما المصرية خلال مسيرته الفنية العريقة، نتذكر: الأخوة الأعداء، أسوار المسابقة، أميرة حبى أنا، الرصاصة لا تزال فى جيبى، حافية على جسر من الذهب.

سيرة حسين قيمة تاريخية تنبع من مستواها السينمائى المرتفع الأوجه المتعددة لهذا الممثل الكبير: وجه الفنان المغامر الداعم لوجهات مختلفة عن السائد، وجه نجم الشباك الذى يجسد أحلام المراهقات، وجه الممثل المطاطى الذى يوضع داخل أى مساحة إبداعية فيتكيف مع ما يناسبها، ووجه المشخصاتى الكبير الذى يترقب الفرصة المناسبة، ليقتنصها فقط من دور يحفر مكانه فى الذاكرة.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات