ساعتان مع الدكتورة فرانشيسكا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 2:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ساعتان مع الدكتورة فرانشيسكا

نشر فى : الإثنين 20 أبريل 2015 - 2:00 م | آخر تحديث : الإثنين 20 أبريل 2015 - 2:00 م

هل صحيح أن كل الدبلوماسيين والبرلمانيين الأوربيين يتخذون موقفا عدائيا من ثورة ٣٠ يونية ويؤيدون جماعة الإخوان المسلمين بلا تحفظ؟.

تذكرت هذا السؤال ونحن نتهيأ لمقابلة الدكتورة فرانشيسكا برايتنر عضوة البرلمان الأوروبى وعضوة البرلمان الألمانى «البوندستاج» والأهم عضوة اللجنة المختصة بمصر فى البرلمان.

المكتوب عن هذه السيدة على صفحات جوجل يجعلك تصنفها فورا باعتبارها عدوة لغاليية الشعب المصرى.

تقول العديد من المواقع العربية المؤيدة للإخوان إنها ترى ٣٠ يونية انقلابا وانتخاب السيسى مهزلة.

ولمدة تزيد على الساعتين قابلنا برايتنر وناقشناها فى كل الموضوعات والقضايا المتعلقة بمصر.

فرانشيسكا برايتنر من مواليد ١٩٧٩ ومنتخبة عن حزب الخضر عن منطقة بادن فورتنبرج وهى واحدة من أغنى مناطق ألمانيا.

ولمن لا يعرف حركة الخضر جيدا فقد بدأت كتجمع لنشطاء يحاربون من أجل سلامة البيئة ونظافتها وقدمت لألمانيا أحد أهم وزراء خارجيتها وهو يوشكا فيشر.

هى زرات مصر كثيرا ورأيها المبدئى أو حتى الميكيافيلى هو ضرورة أن تكون هناك عملية شاملة تستوعب كل اللاعبين السياسيين بمن فيهم عناصر من جماعة الإخوان، وأن يكون هناك برلمان منتخب فى أسرع وقت.

وتعتقد أن التحدى الأصعب الذى يواجه مصر هو الاجتماعى الاقتصادى.

هى تقول عن نفسها إنها لا تحب الإخوان وعندما كانوا فى الحكم كانت تنظر إليهم باعتبارهم خطرا على الديمقراطية وأنهم كانوا يميلون أكثر تجاه أمريكا وبعض الدوائر الغربية الذين حاولوا أن يعموا عيوننا عن خطر الإخوان.

ورغم ذلك هى ترى أنه يمكن البحث عن عناصر إخوانية لا تؤمن بالعنف والتطرف لتشارك فى العملية السياسية حتى تكون مواجهة الإرهاب ناجحة وتطالب بضرورة إشراك ناشطين ليبراليين كثيرين فى العملية السياسية مثل ٦ إبريل والمنظمات النسوية.

وتقول فرانشيسكا برايتنر إن نشاط اللجنة متوقف لعدم وجود برلمان فى مصر، وكلنا متشوقون لرؤية ميلاد هذا البرلمان، وكبديل عن هذا نلتقى السفير المصرى وممثلين مختلفين للمجتمع المصرى لكى نطلع على الوضع.

وقالت إن هناك دورا ضاغطا من المؤسسة العسكرية على الأوضاع الاقتصادية، وعندما سألها أعضاء الوفد عن أساس المعلومات التى تجعلها تعتقد ذلك، قالت إنها استقتها من مسئولى ثلاث شركات ألمانية إضافة إلى أستاذ اقتصاد ألمانى، لكن أحد أعضاء الوفد قال إن الأرقام المنشورة فى هذا الصدد مبالغ فيها وأن مساهمة الجيش فى الاقتصاد المصرى قد لا تزيد على ٢٪.

وقالت برايتنر إنها وأعضاء اللجنة يلتقون بعض النشطاء والسياسيين فى مصر، وقالت إن ما يقلق لجنتها هو الممارسات التى تتم بحق ناشطين سياسيين تم القبض عليهم.

وأقرت عضوة البرلمان الألمانى أن مصر تلعب دورا مهما فى محاربة الإرهاب لكنها تخشى أن يتم استغلال ذلك فى التضييق على الحريات، وتعتقد أن من الضرورى إشراك جميع القوى السياسية فى المشهد السياسى بمن فيهم الإخوان بعد استبعاد العناصر المؤيدة للإرهاب.

وعند هذه النقطة أوضح أكثر من إعلامى مصرى أن الإخوان تمت دعوتهم للمشاركة فى خريطة الطريق لكنهم رفضوا، وأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية فعلا ولا بولاية المرأة أو القبطى، وأنهم يشاركون بفاعلية فى الأعمال الإرهابية التى تقع فى مصر الآن.

وقالت البرلمانية الألمانية إن الغرب حاول فعلا استخدام الإخوان المسلمين، وإنها لم تذكر إطلاقا أن ما حدث فى ٣٠ يونية هو انقلاب، وهى تدرك حقيقة الغضب الشعبى الكاسح ضد حكم جماعة الإخوان، لكن فى النهاية ينبغى أن يكون هناك حل سياسى للأزمة.

وعرضت برايتنر تجربة تحول نشطاء حزب الخصر الذى تنتمى إليه إلى حزب سياسى، قائلة إن هذا الأمر يمكن أن يتكرر فى مصر بالنسبة لنشطاء ٦ ابريل مثلا، مضيفة كنا متحمسين جدا ونحن شباب وعندما كبرنا أدركنا أهمية التحول إلى حزب سياسى له حسابات كثيرة.

مضيفة أنها تعتقد أن جيل الشباب فى الإخوان يمكن أن يتمرد على الكبار وأفكارهم المتحجرة وقالت لهم إن الديمقراطية هى أيضا حماية حقوق الأقلية.

لكن هذا الموضوع ليس سهلا ويحتاج إلى عقول ذكية، وأضافت أنه ينبغى عدم التسامح فى موضوع فصل الدين عن العمل السياسى، ولن نكون سعداء مثلا إذا قرر ٤ ملايين مسلم فى ألمانيا تشكيل حزب سياسى على أساس دينى.

بطبيعة الحال النائبة الألمانية ليست ملمة بكل التفاصيل لكن المعلومات المتاحة أمامها تجعلها تكون انطباعا سلبيا بصفة عامة عن المشهد السياسى المصرى.

عندما انتهى النقاش كان غالبية الحضور من المصريين قدروا موقف النائبة لكن الأهم أنها هى نفسها فهمت كثيرا من النقاط الملتبسة وقالت إنها لا تجد نفسها بعد هذا النقاش مختلفة مع معظم ما طرح من أفكار.
القضية الجوهرية أن هناك فرصة حقيقية لمصر وهى أن تغير الكثير من قناعات بعض المعارضين لها فى أوروبا عبر الحوارات والمناقشات.

أتمنى أن تبادر وزارة الخارجية أو أى جهة مصرية مختصة بدعوة كل الشخصيات السياسية والبرلمانية والإعلامية المعارضة لنا فى الخارج لكى تشرح لهم طبيعة الأوضاع على أرض الواقع. لكن قبل ذلك لابد أن يكون لدينا نحن فى مصر موقف داخلى قوى وتوافق مدنى حقيقى وحريات إعلامية وحقوقية لأن ذلك هو الذى سيشرح نفسه بنفسه للآخرين.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي