دفاعا عن الإخوان - محمد عصمت - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دفاعا عن الإخوان

نشر فى : الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 8:45 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 8:45 ص

 تلقيت على بريدى الالكترونى رسالة كريمة من الدكتور علاء الدين عبدالعزيز محمد، جراح المسالك البولية ووكيل نقابة أطباء كفر الشيخ، والذى ينتمى للإخوان منذ يناير 1977، يقول فيها تعليقا على ما كتبته الاسبوع الماضى بعنوان «لا يا فضيلة المرشد»:

«الإخوان بشر يصيبون ويخطئون كما أنا وأنت نخطئ ونصيب، وإن كان الخطأ فى حق الجماعة أبعد خاصة إذا افترضنا اجتماعهم على الخير.. فهل يتسع صدرك للحوار مثلما اتسع لتوجيه النقد؟. الإخوان لم يقتلوا النقراشى ليس فقط لأن بيان الجماعة وقتها نفى ذلك، ولكن لأن القضاء المصرى الذى حكم سنة 51 بإلغاء قرار الحل العسكرى الذى أصدره النقراشى، قد اعتمد فيما اعتمد، على براءة الجماعة من دمه. كما أن قتل حسن البنا لم يكن ردا من إبراهيم عبد الهادى على قتل النقراشى، فالمسألة كانت أكبر من ذلك ياسيدى ولنراجع الوثائق لقد كانت تنفيذا لقرار قوى الشر ممثلة فى القصر وسفارات أمريكا وانجلترا وفرنسا مدفوعين بصراخ وعويل اليهود، بعدما تمثل لهم خطر الإخوان.

ولماذا يعير الإخوان بتصرف فردى طائش أسفر عن قتل النقراشى الذى اعتقل أبطال الإخوان العائدين من حرب فلسطين بدلا من تكريمهم، ومنع المقاومة الفلسطينية من بقايا الأسلحة الألمانية والإنجليزية بالعلمين، وإذا كان الإخوان أو واحد منهم بدافع من نفسه فعل ذلك فلماذا لاتهم بالمثل السادات بقتل أمين عثمان أو عبدالناصر فى محاولة قتل حسين سرى».

انتهت رسالة القارئ الكريم التى اختصرتها بسبب المساحة، ولى عليها ملحوظتان وسؤال.. الأولى أن الرسالة لا تعصم الجماعة من الخطأ، وهو ما نقدره لكاتبها.. والثانية أنها كشف عن رؤى وآراء مختلفة داخل الاخوان، عبرت عنها الرسالة بنزعها «القداسة الدينية» عن مواقف الإخوان السياسية، ورفضها كما يظهر بين سطورها لمنهج بعض قياداتهم فى «توظيف» الدين فى معاركهم الحزبية ضد خصومهم، وهو ما فعله فضيلة المرشد بتفسيره هزيمة 67 وثورة 25 يناير بأنها غضب إلهى على عبدالناصر ومبارك لظلمهما وتنكيلهما بالإخوان، مستبعدا ضحايا النظامين من القوى الأخرى، وكأنهم كفار أو غير موجودين أصلا.

أما السؤال، فيتعلق بغياب الإخوان الملحوظ عن ساحة الجهاد الفكرى والفلسفى، والرد على ما كتبه مفكرون بارزون أعادوا قراءة تاريخنا الاسلامى على ضوء مناهج بحثية عديدة،تجاهلها الإخوان تماما، رغم أن الاشتباك مع هذه الكتابات يعتبر المهمة الأولى للإخوان باعتبارهم جماعة دعوية فى المقام الأول والأخير.. كما تقول أدبياتهم ووثائقهم!

محمد عصمت كاتب صحفي