انتفاضة لبنان لإسقاط «مرشد الجمهورية» وصهرها ويتيمها - مواقع عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتفاضة لبنان لإسقاط «مرشد الجمهورية» وصهرها ويتيمها

نشر فى : الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 10:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 10:30 م

نشر موقع درج مقالا للكاتب «حازم الأمين»... جاء فيه ما يلى:
«ما أجمل هذا المجهول الذى تأخذنا إليه التظاهرة»، هذا ما كتبه روجيه عوطة ردا على تساؤلات قال أصحابها «ثم ماذا بعد؟» ذاك أن «الورقة الإصلاحية» التى من المفترض أن يعرضها رئيس الحكومة سعد الحريرى، ستكون هزيلة أمام الحدث اللبنانى مهما تضمنت من بنود. الإجابة بورقة على حدث بحجم الزلزال، تنطوى على عدم تقدير للمشهد، وهو أصاب الجميع، ولعل أقل من أصابه هو رئيس هذه الحكومة سعد الحريرى. لا بل أن إسقاط الحكومة وإسقاط العهد يبدوان هزيلين حيال قرار اللبنانيين بالنزول إلى الشارع سوية. فالحكومة والعهد هما ثمرة نصاب سياسى تشكلا بعد انتخابات العام 2018 النيابية، والتى جرت فى ظل قانونٍ انتخابى فرضه منتصرون فى حروب داخلية وإقليمية وعلى رأسهم حزب الله، وهذه القوى هى من تولت تقميش المشهد السياسى الراهن.
التظاهرة اللبنانية أكبر بكثير من «ورقة إصلاحية»، وسقوط الحكومة سيمثل استعصاء ستعود من خلفه القوى المذهبية لتتولى صياغة المشهد. فنحن حيال فشل نظام سياسى يبدو فيه سعد الحريرى مجرد فاسد بين فاسدين. والتظاهرة بدت ذكية إلى حدٍ نجحت فيه بعدم تجرع «الطعم»، فالحريرى كان فى آخر قائمة المستهدفين بالشعارات، على الرغم من محاولات يساريى حزب الله تحويله كبش فداء الطبقة السياسية. التظاهرة تصرفت حيال حسن نصرالله بصفته «مرشد جمهورية الفساد». تورية اسمه فى الشعارات ترافق مع ابتسامات مرددى الشعارات، ذاك أن استهدافه المباشر بالأناشيد يدفع على الخوف. وعلى الرغم من ذلك شهدنا لحظات أفلت فيها المتظاهرون من خوفهم وأشهروا غضبهم منه، وكانت عبارة «كلن يعنى كلن ونصرالله واحد منهم» خاتمة الكثير من أهازيج التظاهرة.
«ثم ماذا بعد التظاهرة؟» جواب روجيه عوطة يمكن الذهاب به إلى ما يعنيه المجهول، وهو أفضل على كل حالٍ من المعلوم الذى كان اللبنانيون يعيشونه فى أعقاب تشكيل حكومة الفساد والفشل والارتهان. المجهول هو ما من المفترض أن تعدنا به التظاهرة فى أعقاب سقوط المجلس النيابى الذى أنتج الحكومة والعهد. المجلس النيابى الذى انتخب رئيس الجمهورية، والذى أعطى الثقة لهذه الحكومة. حل المجلس النيابى سيعنى انتخابات نيابية من المفترض تنتج تغييرا فى الطبقة السياسية. وقول نصرالله بالأمس أن الانتخابات ستأتى بنفس الوجوه ليس صحيحا، ذاك أن الأيام الثلاثة الفائتة كشفت تغيرا هائلا فى مزاج اللبنانيين، وهو إذا لم يترجم فى صناديق الاقتراع، فعلينا أن نعود إلى بيوتنا وأن ندفع الضريبة التى يفرضها محمد شقير وغيره من الوزراء.
الفشل أعمق من الضريبة على ”واتس آب“. الفشل عميق جدا، وهو أعمق من فساد نبيه برى وجبران باسيل، ومن مغامرات يتيم الجمهورية سعد الحريرى العاطفية مع عارضة الأزياء الجنوب أفريقية. الفشل هو فى أننا ذهبنا إلى العقوبات الأميركية على أقدامنا، وأننا قررنا أننا أقوى من الشروط الدولية. العراق فعل ذلك فاشتعل شارعه، وها هو دورنا قد حان. ونحن إذ توجهنا بملء إرادتنا إلى هذا المصير فعلنا ذلك لأن الانتخابات النيابية أنتجت لنا سلطة هذه وظيفتها الإقليمية. ولعل محاولات القول بأن المصارف هى المسئولة عن الكارثة المالية والاقتصادية هى امتداد لهذه الوظيفة، ذاك أن المصارف أبدت مقاومة حيال الاندراج بهذه الوظيفة، وهى لم تنج من تلميحات مرشد السلطة فى كلمته يوم السبت.
ثمة إصرار فى التظاهرة على استهداف من لم يتجرأ أحد فى السابق على استهدافه. حزب الله مستهدف، أحيانا جهارا وأحيانا تورية. أما عن ترتيب المستهدفين بحسب أولويات المتظاهرين، فيمكن القول بأن أولهم جبران باسيل وثانيهم نبيه برى وثالثهم حزب الله ورابعهم سعد الحريرى. وهو ترتيب الفائزين فى الانتخابات وترتيب أصحاب المقاعد الوزارية من قادة الكتل النيابية.
مشهد بيروت اليوم يغرى بمغامرة فى المجهول. طرابلس تهتف متعاطفة مع «صور». طرابلس «عاصمة السنة» تهتف ضد الحريرى وميقاتى وتتضامن مع ’صور‘، ”عاصمة الشيعة“ التى قمعتها بالأمس الآلة الميليشيوية لحركة أمل. جرى ذلك فى ظل شقاق مذهبى كبير يشطر المنطقة كلها. والذهاب بالشعارات من اسقاط الحكومة إلى إسقاط المجلس النيابى لن تكون مبالغة، ذاك أن هذا المجلس هو المسئول عن هذا المشهد. هو من انتخب رئيس الجمهورية وهو من شكل الحكومة. واليوم نشهد انعطافة كبرى فى الأمزجة، وهى تستحق أن تترجم بانتخابات.

النص الأصلى

http://bit.ly/2pBrsdY

التعليقات