بعد التحية وشرب القهوة - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد التحية وشرب القهوة

نشر فى : الأربعاء 23 أكتوبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 23 أكتوبر 2013 - 8:00 ص

اختاروا تقاطع كورنيش الترعة بطريق البلاجات والثلاثينى. هذه الأمتار التى تفحمت فيها السيارات هى ملتقى التجارة والفسحة والتنفس لأبناء الإسماعيلية. ولو وقع الانفجار مع المساء، أو فى ظهيرة يوم عمل ودراسة، لكان احتفال الإرهاب بالإنجاز أكبر وأفظع.

لم تعد الحرب على الجيش والشرطة فقط، لكنها ضد الناس. يموتون بالمفخخة فى الشارع، أو بطلقات الآلى أمام الكنيسة، لأن المعركة المقدسة بدأت، ولن تنتهى إلا بعودة مرسى.

فى عصر يوم جمعة، شتاء 1947، وصل المرحوم حسن البنا إلى منزل مرتضى المراغى بحلوان، وكان وقتها مدير الأمن العام بوزارة الداخلية. يحكى المراغى فى مذكراته أنه «بعد شرب القهوة وتبادل التحية»، طلب البنا توصيل رسالة شفهية للقصر، مفادها أن « النقراشى رئيس الحكومة يريد حل جماعة الإخوان المسلمين، وهذا قرار بالغ الخطورة، وقد تكون له عواقب وخيمة».

العواقب الوخيمة امتدت فى صورة أعمال عنف واغتيالات، طالت النقراشى نفسه لأنه لم يمتثل لرسالة الإمام، والقاضى الخازندار الذى حكم بسجن المتهمين فى القضية فترات متفاوتة. ولم تتوقف موجة العنف الأولى والسيارات المفخخة التى استهدفت مبانى حكومة إبراهيم عبد الهادى، ثم اغتيال البنا نفسه.

بعد عقود «قال المتحدث باسم الإخوان إن مواجهة خطرة تنتظر الشعب والجيش فى حال الإعلان عن فوز شفيق برئاسة مصر يوم غد الخميس»، كما نقلت وكالات الأنباء تصريحات القيادى الإخوانى محمود غزلان، يوم 20 يونيو 2012. وعافانا الله من المواجهة الخطرة بفوز مرسى، مع ملاحظة أن غزلان يضع الشعب مع الجيش فى ناحية من المواجهة، والإخوان فى ناحية.

نائب المرشد سبق يوم 14 يونيو بحديث للصحفى دافيد إيجنيشاس من واشنطن بوست، قال فيه إن «الشعب لن يقبل شفيق رئيسا، وسيعود الشعب للتحرير فور الإعلان عن ذلك. إذا كان خيار الشعب هو الاحتجاج، فنحن معه». وحذر الشاطر المجتمع الدولى من اتخاذ خطوات متسرعة للاعتراف بشفيق. «الثورة المقبلة ستكون أقل سلمية، وأكثر عنفا من تلك التى أطاحت بمبارك. سيكون من الصعب السيطرة على الشوارع، بعض الأطراف، وليس من بينها الإخوان، قد تلجأ لمزيد من العنف والتطرف، عندما يجدون باب التغيير السلمى موصدا»، ترجمة الفقرة حرفية. إذن الإخوان خارج دائرة العنف.

وقبل عزل د. مرسى بأربع وعشرين ساعة، تحدث نقيب الصحفيين عن «تهديدات من القوى الإسلامية والإخوان بسيناء والصعيد، فى حالة سقوط مرسى». ثم هتفت المسيرات الإخوانية بعد العزل: اوعى يا سيسى تنسى اللى فات، ع المنصة مات السادات. وهدد أنصار الإخوان فى مسيراتهم من أول يوم، وشكرا لذاكرة يوتيوب، بموجة إرهاب تليق بالألفية الجديدة: يا سيسى اعرف انك صنعت طالبان جديدة، وصنعت قاعدة جديدة فى مصر، كل الجموع دى حتتفرق جماعات استشهادية، وهيدمروك، وهيدمروا مصر، وانت اللى دمرت مصر.

جاءت أخيرا صيحة البلتاجى من على منصة رابعة، دليلا نهائيا على أن الإخوان فى قلب الدائرة مع جماعات العنف. «ما يحدث فى سيناء، ردا على الانقلاب العسكرى، يتوقف فى الثانية التى يعلن فيها السيسى أنه تراجع عن هذا الانقلاب».

لكنهم لا يحاربون فى سيناء فقط يا دكتور بلتاجى، بل ينتشرون الآن فى الوادى من حفل زفاف فى الوراق، إلى شارع لفسحة الفقراء فى الإسماعيلية.

محمد موسى  صحفي مصري