لاعب واحد لا يكفى..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:20 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لاعب واحد لا يكفى..!

نشر فى : الأحد 24 مارس 2019 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأحد 24 مارس 2019 - 12:00 ص

** عاد ميسى إلى منتخب الأرجنتين. لعب منتخب الأرجنتين مباراة ودية مع فنزويلا على ملعب واندا ميتروبوليتانو بإسبانيا. خسر منتخب الأرجنتين 1/3 أمام فنزويلا. حدث هذا مع أن منتخب فنزويلا يعانى من أثار الأزمة السياسية والاقتصادية للبلاد، حيث أصبحت المدرجات شاغرة والملاعب تنهار، واللاعبون لا يحصلون على أجورهم بانتظام. ويتوقع صندوق النقد الدولى أن يصل معدل التضخم لدى فنزويلا إلى 10 ملايين بالمائة فى العام الحالى، وانكماش الاقتصاد بنسبة 5 بالمائة... ما علاقة ذلك بهزيمة الأرجنتين؟

** أعد قراءة عنوان المقال. فهذا ما أريد أن أقوله. لاعب واحد لا يكفى. وهو نفس حال منتخب البرتغال. فلا يكفى أن يقوده كريستيانو رونالدو وحده. ففى لشبونة تعادلت البرتغال مع أوكرانيا سلبيا فى الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية بالتصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة أمم أوروبا 2020. وظلت البرتغال تعانى سنوات على الرغم من وجود رونالدو. ثم تحسن أداء الفريق فى كاس أوروبا نسبيا حين تحسن الأداء الجماعى. علما بأن البرتغال لم تكن صاحبة أقوى العروض فى تلك البطولة.

** ألمانيا لا يضم منتخبها ميسى أو كريستيانو ولها نجاحات رائعة فى 2010 و2014 فى بطولتى كأس العالم ثم فى 2017 فى كأس القارات قبل أن تصاب فى روسيا بالخروج المبكر. لكنها ألمانيا دائما. وفرنسا لا يضم منتخبها ميسى أو رونالدو وفازت بكأس العالم 2018. وصحبت معها كرواتيا للمباراة النهائية وهى لا تضم ميسى أو رونالدو.

** ميسى يبدع مع برشلونة. وكريستيانو رونالدو أبدع مع ريال مدريد ويحاول تكرار ذلك مع يوفنتوس. الفكرة هنا أن مهارات اللاعب الفرد تضىء وتذوب فى مهارات الفريق ثم يبدع. وكثيرون يحملون ميسى وحده مسئولية الفوز والبطولة لمنتخب الأرجنتين. وكثيرون يفعلون ذلك مع رونالدو. وكثيرون يفعلون ذلك مع محمد صلاح ومنتخب مصر. كيف لهؤلاء الكثيرين عدم إدراك أهمية اللعب الجماعى وقوة الفريق، وكيف أن قوة الفريق تمنح اللاعب الفرد قوة الإبداع؟

** هذا الدرس مسجل فى تاريخ كرة القدم تفوقت البرازيل وأبدع بيليه بتعدد المهارات، على مدى أجيال من 1958 إلى 2002 فى المونديال. وتراجعت البرازيل مع وجود نيمار وحده لاعبا مبدعا وفريدا. تفوقت المجر مع جيلها الرائع فى 1954. تألقت هولندا فى 1974 وفى 1974 وفى بطولة أوروبا أيضا. وحين سألت التوءم الشهير فى لقاء صحفى خاص عام 1981 عن عودة الكرة الشاملة قالا: «لن تعود لأن الجيل الذى قدمها ذهب ولن يعود».

** عندما أراد جوارديولا بناء فريق قوى لمانشستر سيتى أخذ يبحث عن لاعبين من أصحاب المهارات لأن أسلوبه يحتم مزج مهارة الفرد فى مهارة الفريق. فأنتج فريقا يلعب كرة جماعية وكل لاعب بالفريق يملك حلا فرديا. وربما كانت كرة القدم قديما تحتمل الحل الفردى وحده. لكن هذا زمن مضى، ورحل.

** لاعب واحد لا يكفى.. هو العنوان والفكرة والحقيقة..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.