الإخوان فى عاصفة التغيير - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 5:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخوان فى عاصفة التغيير

نشر فى : الأربعاء 24 ديسمبر 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 24 ديسمبر 2014 - 8:20 ص

المصالحة مع قطر وإغلاق الجزيرة مباشر مصر، يعيدان السؤال عن مصير الإخوان، لكنهما أيضا فرصة لإثبات أن كل شيء فى الوجود يتغير، إلا العقل الذى يدير الجماعة، ولا يعترف بالمراجعة.

معظم معلقى الإخوان شكروا قطر «على كل حال»، لكن بعض الصقور احتفلوا، أمس، بنهاية عصر «تخدير الناس بعبارات: الانقلاب يترنح، والسيسى مات، وقائد الجيش الثانى انشق، ومرسى راجع».. مخدرات كانت الجزيرة نفسها إحدى أكبر الأدوات لترويجها، كما كتب عبد الرحمن عز.

ومنذ دخول الجماعة فى المحنة الثانية معمدة بالدماء فى رابعة، توقع الكثيرون أن يتغير أسلوب الجماعة فى التعامل مع مفردات الواقع وعناصر لعبة السياسة، لكن الزلزال مر دون أن يحرك ساكنا.

والحديث عن رياح خفيفة من المراجعة تهب داخل الجماعة، أو العتاب من «أصدقاء» الجماعة، لا يعنى الكثير على الأرض. مذيع الجزيرة أحمد منصور كتب أمس الأول تدوينة أثارت جدلا، عن أخطاء الإخوان، عندما اختاروا للأمر «قيادات غير مؤهلة، وأقصوا الآخرين، ولم يكونوا ثوريين فى أدائهم بعد ثورة جاءت بهم للسلطة، وشعب منحهم الثقة».

يتحدث منصور عن «محاسبة داخلية بدأت بصفوف الإخوان، وقرار للتخلص من القيادات المترهلة وغير المؤهلة التى تسببت فى الكارثة».

يتحدث عن معجزة.

ليس فى أدبيات الإخوان أى تاريخ للمراجعات أو للاعتراف بالخطأ، والدليل الجديد هو تفاعل أنصار الجماعة مع صدمة المصالحة مع قطر، بمزيد من المبالغة فى البكائيات والحماسيات.

فقط تغيرت الأغنية الإخوانية من «الانقلاب يترنح» إلى «مكملين»، فأين المؤشرات على «قيادة جديدة تحمل المشروع الثورى والرؤية الناضجة، تولد من رحم الجسم الإخوانى الكبير»، كما يقول أحمد منصور؟. أو، كما ورد بأحد التعليقات، «القيادات المترهلة اللى مش عاجباك هى من ربت القيادات الجديدة اللى عاجباك»، إذا صدقنا معلومة القيادة الجديدة.

قبل أيام كتبت «صديقة» للجماعة: دلوقتى الانقلاب وفق أوضاعه ونجح فيما يصبو اليه، فى المقابل، أى فى ناحية الجماعة، لا رؤية ولا خطة ولا تراجع خطوة للوراء. ذلك أن «تعامل أنصار الإخوان مع تنظيمهم كطائفة أقرب للقبيلة، وكعقيدة دينية مقدسة، حائل صلب تتحطم عليه أى أفكار للمراجعة»، كما كتب محمد أبو الغيط فى مايو الماضى.

التراجع الذى يحفظ للجماعة وجودها وينقذ صورتها، لن يكون إلا فى اتجاه الشعب، والبداية تغيير لغة بيانات الإخوان وأنصارهم، والتحول لمخاطبة المصريين بدلا من شتمهم. «الاخوان اغبياء لأنهم لم يعلقوا مشانق للبهائم والحمير. الرئيس مرسى سيخرج من عرينه ويحطم هذه الاصنام الموجودة. الاخوان اشرف ناس يا شوية عبيد». عينة من التعليقات على تدوينة منصور، تؤكد القطيعة الإخوانية مع بنى الوطن، وشركاء المصير .

تحت عنوان «الإسلام لم يعد هو الحل»، كتبت «إيكونوميست» قبل أيام، أن «قادة الإخوان أصبحوا بلا مأوى فى الدول العربية، فاتجهوا إلى متاهة المنفى التركى، ويقال إن الكثير من قواعد الجماعة جنحوا إلى أحضان الإرهابيين، للعمل كفنيين أو مدرسين أو أطباء، وأحيانا مقاتلين فى صفوف داعش بالعراق وسوريا، وربما لا تكون تلك النتيجة هى ما كان يريده حكام الخليج».

وليست النتيجة التى يتمناها العقل المدبر للإخوان، أو نريدها لشركاء الوطن والمصير. عودة الإخوان إلى الجسد المصرى هى المعجزة التى سيحتفل بها كل أطراف الملحمة المصرية الراهنة، لكن على الجماعة أن تتأهب للتغيير الكبير.

محمد موسى  صحفي مصري