أوكسفام: أثرياء العالم يزدادون ثراء والفقراء يزدادون فقرا - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوكسفام: أثرياء العالم يزدادون ثراء والفقراء يزدادون فقرا

نشر فى : السبت 26 يناير 2019 - 7:35 م | آخر تحديث : السبت 26 يناير 2019 - 7:35 م

نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرا للكاتب «بن تشو» عن التقرير السنوى الذى تصدره منظمة أوكسفام بشأن توزيع الثروات فى العالم.
تقدم منظمة أوكسفام تقريرا سنويا لتسليط الضوء على عدم المساواة فى الثروات فى العالم، وتقدم تقريرها السنوى هذا العام ليتزامن مع تجمع العديد من النخب الاقتصادية والسياسية الدولية فى المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس. وباستخدام البيانات الصادرة من مجلة فوربس ــ التى تتعقب ثروات أغنى الأفراد على هذا الكوكب، وتعنى فى الدرجة الأولى بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم، وأهم ما تقوم به توفير المعلومات المالية والاقتصادية وتقوم كل عام برصد وإحصاء أرصدة أغنياء العالم.
وتقدر المنظمة أن إجمالى ثروة 2000 ملياردير ارتفعت بنسبة 12 فى المائة فى الفترة ما بين مارس 2017 ومارس 2018. ويقارن ذلك بتقديرات المحللين فى البنك السويسرى «كريدى سويس» الذى تشير إلى أنه فى الفترة ما بين منتصف عام 2017 ومنتصف عام 2018، انخفض إجمالى ثروات نحو 3.8 مليار شخص ــ من الطبقة الدنيا ــ بنحو 11 فى المائة.
ووصرح ماثيو سبنسر ــ مدير الحملات ــ فى منظمة أوكسفام قائلا: «إن الطريقة التى يتم بها تنظيم اقتصاداتنا تعنى أن الثروة تتركز بصورة متزايدة وغير منصفة بين قلة محظوظة فى حين أن الملايين من الناس بالكاد يستطيعون البقاء على قيد الحياة». ومن ثم تدعو المنظمة الحكومات الوطنية إلى زيادة الضرائب على الثروة واستخدام الإيرادات لتوفير خدمات صحية والخدمات العامة الأخرى. حيث تموت العديد من السيدات سنويا بسبب عدم توفير الرعاية اللائقة للأمهات، ويحرم الأطفال من التعليم الذى يمكن أن يكون طريقهم للخلاص من الفقر. ويتفق الاقتصاديون بشكل عام على أن مستوى عدم المساواة على المستوى العالمى ضخم ويتفق الكثيرون مع منظمة أوكسفام على أن ضرائب الثروة القابلة لإعادة التوزيع لها ما يبررها.
***
وفى سياق آخر يؤكد العديد من المحللين على أن نسبة سكان العالم الذين يعيشون تحت خط الفقر، يعيشون على أقل من دولارين فى اليوم، قد انخفضت فى العقود الأخيرة انخفاضا كبيرا من 44 فى المائة عام 1980 إلى 9.6 فى المائة فى عام 2015 وفقا لبيانات البنك الدولى. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى النمو الاقتصادى فى الدول الفقيرة الكبيرة مثل الصين والهند. وقد قدر «برانكو ميلانوفيتش»، الباحث البارز فى عدم المساواة فى الدخل العالمى، أن عدم المساواة فى الدخل العالمى (فى مقابل عدم المساواة فى الثروة) قد انخفض بين عامى 1988و 2008 لأول مرة منذ الثورة الصناعية.
كما أن تحليل «كريدى سويس» الذى تبنى عليه منظمة أوكسفام تقديرها لمستقبل 50 فى المائة من سكان العالم، يظهر أيضا قصة مختلفة قليلا عن الاتجاه السائد فى الحديث عن ثروات الأثرياء الموجودين فى القمة. حيث وجدت أن حصة ثروات الأثرياء انخفضت بشكل طفيف فى 2018 من 47.5 فى المائة إلى 47.2 فى المائة. وكتب فريق «كريدى سويس»: « أنه من السابق لأوانه القول أن عدم المساواة فى الثروة أصبح الآن فى اتجاه تنازلى».
إن تقدير ثروة أولئك الذين يقعون على قمة هرم الثروة أمر صعب لأن الأثرياء لا يميلون إلى المشاركة فى الاستقصاءات الوطنية، التى يستخدمها الإحصائيون لتقدير التوزيع الواسع للثروة، ويميل المحللون إلى استخدام «القوائم الغنية» مثل تلك التى جمعتها فوربس لوضع تقديراتهم، ومع ذلك قد تكون هناك مشاكل فى مقارنة الاتجاهات السنوية من هذه القوائم والنتائج المستمدة من المسوحات الواسعة. ويقدر تقرير أوكسفام أن 26 من أغنى الأفراد فى العالم يمتلكون ثروة كبيرة تساوى تقريبا ثروة نصف سكان العالم من الطبقات الدنيا، حيث انخفض العدد من 43 فى عام 2017.
ولكن استخدام مصادر البيانات المختلفة وحقيقة أن تقديرات الثروة الإجمالية للسكان هى تقديرات تقريبية، تستند فى كثير من الأحيان إلى الاستقراءات الإحصائية بسبب وجود ثغرات فى البيانات بالنسبة لبعض البلدان، يعنى أنه لا ينبغى وضع وزن كبير على مثل هذه المقارنات. ففى عام 2017، قدرت المنظمة فى البداية أن ثمانية من أغنى أغنياء العالم فقط كانت لديهم ثروة كبيرة تساوى ثروة نصف سكان العالم من الطبقة الدنيا، وبعد مراجعة البيانات وجدوا أن العدد 61 وليس 8.
هناك سؤال فنى مهم آخر وهو ما إذا كان سيتم إجراء مقارنات بين أسهم الثروة العالمية استنادا إلى قيمة الدولار فى أسعار الصرف فى السوق ــ والتى يمكن أن تؤثر على الاتجاهات قصيرة الأجل إذا ارتفعت العملة الأمريكية بحدة مقابل عملات الدول الفقيرة ــ أو استخدام «تعادل القوة الشرائية» الأقل تقلبا. أسهم «كريدى سويس» تستند إلى أسعار صرف السوق. وأحد العوامل الأكثر تعقيدا هو أن ثروة الأغنى جدا تتأثر بشدة بأسعار الأسهم المدرجة. منذ شهر مارس من العام الماضى، انخفض مؤشر MSCI للأسهم العالمية بنحو 5 فى المائة، الأمر الذى من المرجح أن يضعف قيمة العديد من المليارات من الدولارات.
يحتاج الفرد إلى أصول صافية بقيمة 4،210 $ (3،300 جنيه إسترلينى) ليكون من أغنى نصف سكان العالم فى منتصف عام 2018، وفقا لكريدى سويس، ما يعنى أن غالبية الناس فى المملكة المتحدة سيكونون فى هذه الفئة.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى
https://ind.pn/2R2tN9P

التعليقات