شيلنى وأشيلك - محمود قاسم - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 6:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شيلنى وأشيلك

نشر فى : الجمعة 26 يناير 2024 - 10:40 م | آخر تحديث : الجمعة 26 يناير 2024 - 10:40 م
يبدو هذا الفيلم نشازا فى مسيرة على بدرخان، وهو الذى عمل مساعد مخرج لأبيه أحمد بدرخان الذى ورث عنه الجدية فى اختيار الاعمال، ولذا فإن أغلب أعمال المخرج من العيار الثقيل، خاصة حين تعاون مع كتابات نجيب محفوظ ومنها: «الكرنك»، «أهل القمة»، «الجوع»، وللأسف فإننا نكتب عن فيلم ضعيف لا تزيد قيمته عن 3 من 10، ولذا فإننا أمام هفوة لا يمكن أن تغتفر لعلى بدرخان وسبب الكتابة هنا المصادر الأصلية المأخوذ منها الفيلم، ففى عام1950 قام الممثل الايطالى الهزلى توتو ببطولة فيلم يحمل عنوان «توتو طرزان»، المأخوذ عن مسرحية كوميدية حول الشاب المفقود فى الغابة والذى يتم استحضاره إلى المدينة لتحويله إلى شخص متحضر، ويقابل فى أسرته العديد من الفاسدين، هذه الفكرة حولها أبو السعود الابيارى سنة 1959 إلى فيلم «اسماعيل يس طرزان» إخراج نيازى مصطفى وهو بمثابة اقتباس كامل للفيلم الايطالى، ورغم أن فيلم «شيلنى وأشيلك» عام1977 من تأليف صلاح جاهين وفيصل ندا فإنه بمثابة نسخة طبق الأصل من الأعمال الأخرى، فالشاب البدائى الذى يأتى من الغابة يتم تعليمه وسط أسرته الجديدة على يدى فتاة جميلة لا تلبث أن تقع فى غرامه، كما أنه يجد نفسه محاطا بأفراد عديدة من الاسرة الرجال فاسدون والنساء أرامل وعوانس يطمعون فى أن يقوم علاء بتوقيع الشيكات لهم بمبالغ كبيرة ولعل الاختلاف الواضح بين الفيلمين أن إنسان الغابة قد أتى معه بحبيبته القردة شيتا التى كانت تشعر بالغيرة من المدرسة التى غيرت من سلوكه، لذا فإن نيازى مصطفى استطاع استخدام الحيل السينمائية فى فيلمه ومنها الجرى السريع جدا، واختراق الحوائط، أما على بدرخان فمن الواضح أنه لم يكن يميل إلى هذا الامر، ولهذا السبب خلا الفيلم من سحر الفانتازيا، كما أن الفيلم القديم عاد فيه طرزان مع حبيبته إلى الغابة وأنجبا الاطفال، مقابل زيادة جرعة السياسة فى «شيلنى وأشيلك»، وهناك مواقف بعينها استعادها فيصل ندا من الفيلم الأول أكسبت الفيلم الثانى رومانسية ملحوظة مثل الموقف القاسى الذى تتعرض له الفتاة حين تكتشف فساد الاسرة فيتم طردها من الوظيفة وتحاول الرجوع لإنقاذ حبيبها بأى ثمن، إنها ترجو له الصالح، وتفشل فى العودة إلى البيت فى مشاهد بالغة الرقة جسدت الممثلة الشابة فيروز الدور بإتقان شديد، وهو أداء مشابه لما فعلته نسرين فى الفيلم الثانى، يا ألف خسارة فقد اعتزلت كل منهما السينما بعد فترة قصيرة من أداء هذه الشخصية، وقد عرفنا كلا منهما متألقة فى سن الطفولة والشباب.
نعم نحن نقدم هنا فيلما أقل أهمية فى حياة صاحبه، ولكننا لا نحاكم على بدرخان بقدر ما نقف عند إعادة إنتاج القصة نفسها، دعنا نضع صلاح جاهين فى جانب ونؤكد أن فيصل ندا هو المحترف الاكبر فى هذا المجال يستوحى الاعمال المقتبسة ويعيد كتابتها مع بعض الإضافات والحذف..
كما إننا نكتب عن هذ الفيلم لأنه استثناء فى حياة مخرج متميز اختيرت أعماله لتكون من بين أفضل الافلام المصرية فى كل المناسبات، فقد كان دوما متألقا وهو يختار نصوص أفلامه ومنها الافلام السابق ذكرها مع زوجته سعاد حسنى وأيضا فى أفلام أغلبها مأخوذ عن نصوص أدبية ومسرحيات عالمية لتكون هذه الأفلام هى الأكثر تميزا، والغريب أن فيلمه «الراعى والنساء» قد اقتبسه عن مسرحية إيطالية «جريمة فى جزيرة الماعز» تأليف هوجو بيتى وهو نفس النص الذى تم اقتباسه وأخرجه خيرى بشارة بعنوان «رغبة متوحشة» فتكرر الأمر مرة أخرى ولو تصورنا أننا فى مباراة سينمائية فالغلبة دوما لبدرخان الذى لم يكن غزير الإنتاج مثل أبيه الذى كتب تاريخ السينما المصرية بأعمال كثيرة متميزة وكان للابن على دور معروف فى بعض هذه الأفلام كمساعد مخرج.
التعليقات