عادل إمام صديق المخلوع.. كيف؟ - خالد محمود - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عادل إمام صديق المخلوع.. كيف؟

نشر فى : الجمعة 27 أبريل 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 27 أبريل 2012 - 8:00 ص

أوحت صحيفة النيويورك تايمز أن ما زاد الأمر تعقيدا فى قضية الفنان عادل إمام هو صداقته للرئيس المخلوع مبارك، وهو إيحاء ربما جاء نتيجة قراءة الصحيفة الشهيرة للمشهد العام فى مصر، وهو الإقصاء والانتقام لكل من حُسب على نظام الرئيس السابق، لكن مَن قال إن الفنان الكبير كان صديقا لمبارك؟

 

إننى أعتبر ذلك محض افتراء، ومخالفا للحقيقة، ومغايرا لواقع ينبثق من تاريخ فنى لهذا النجم قدم خلاله مجموعة من الأفلام وحتى المسرحيات التى وجهت انتقادات شديدة للنظام المصرى وسياسته التى ساهمت فى تراجع وإحباط وانكسار المواطن المصرى، وشعوره بالانهزام، أمام متطلبات المجتمع، وأمام سياسات اقتصادية وتعليمية وأيضا قرارات سياسية أصر النظام المصرى على السير فيها وبها على أحلام وآمال الوطن والمواطن، وتعالوا نتذكر معا كيف شكل عادل إمام ثنائيا رائعا مع المبدع الكاتب وحيد حامد وقدما معا أعمالا سينمائية كانت بمثابة صرخات تحذيرية مهمة مما يسير عليه المجتمع، مثلما شاهدنا «طيور الظلام» و«الإرهاب والكباب» و«النوم فى العسل» و«اللعب مع الكبار» و«المنسى» وأفلام أخرى مثل «الإرهابى» و«حسن ومرقص» و«كراكون فى الشارع» ومن قبلها «الغول» و«عمارة يعقوبيان» حتى ثلاثيته الفانتازية «رجب فوق صفيح ساخن» و«شعبان تحت الصفر» و«رمضان فوق البركان».. كانت جميعها رسائل سينمائية مهمة كشفت عن عوار حقيقى لنظام سياسى، والواقع أن إمام كان أكثر النجوم ــ ربما ما يتمتع به من شعبية ــ جرأة فى تناول أعماله.

 

طرح عادل إمام فى «الغول» فساد الكبار، وفى «المنسى» طرح فكرة فساد تزاوج رجال السلطة بالمال، وفى طيور «الظلام» طرح العلاقة السرية بين التيارات الدينية والحزب الوطنى، وفى «الإرهاب والكباب» كشف المصاعب اليومية التى يعانى منها المواطن المصرى نتيجة خلل النظام الإدارى، وفى «اللعب مع الكبار» كان هناك فساد الكبار فى صورة مزعجة، وفى «النوم فى العسل» وجدنا الكبت والديكتاتورية وكيف أثرت على عاطفة الشعب المصرى.. كل هذا كان فى عصر الرئيس المخلوع وتقولون إن إمام كان صديقا لمبارك!

 

واقع الأمر أنه حينما تحتار فى حكم قضائى ــ وليس تعترض ــ تطفو على السطح تأويلات وتفسيرات لهذا الحكم خاصة إذا كان واقعة كالصدمة أو المفاجأة غير المتوقعة، لكن فى قضية عادل إمام ربما كان التأويل أو التفسير الوحيد الذى ملأ وجدانى كان بمثابة تساؤل: ترى إلى أين نسير، وفى أى اتجاه؟ كيف سيكون مستقبل الإبداع المصرى وكيف سيتعامل الفنان مع أدواره؟

 

فى وقت أصبح فيه لا يعلم حقيقة ما هو دوره القادم!!

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات