هبة مقدسية - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هبة مقدسية

نشر فى : الإثنين 26 أبريل 2021 - 7:10 م | آخر تحديث : الإثنين 26 أبريل 2021 - 7:10 م
وسط تغافل إعلامى لا يليق بما يدور فى القدس المحتلة، تشهد المدينة المقدسة منذ بداية شهر رمضان الجارى واحدة من الهبات التى تندلع من وقت لآخر دفاعا عن حق الفلسطينيين فى الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك وممارسة الشعائر الدينية والعادات الاجتماعية التى ترافق شهر رمضان المعظم؛ حيث يتجمع الفلسطينيون من سكان البلدة القديمة والمناطق المجاورة فى الضفة الغربية لإحياء أيام وليالى رمضان.
وكالعادة يثير تجمع الفلسطينيين فى مدينتهم المقدسة، وتأكيدهم على هويتها العربية، حفيظة سلطات الاحتلال الإسرائيلى التى تفتعل قواته، دائما، المبررات لقمع الفلسطينيين واستفزازهم، كما حدث فى الأيام الأخيرة، فى محاولة لكسر إرادة أصحاب الأرض والمدافعين عن المقدسات، فى صراع ممتد لعشرات السنوات، وسيمتد، إلى أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم، وزوال الاحتلال وخاصة عن القدس.
تجمع المقدسيون منذ اليوم الأول لشهر رمضان فى ساحة المسجد الأقصى، فيما فرضت قوات الاحتلال طوقا أمنيا ومنعت دخول الفلسطينيين القادمين من خارج المدينة، تحت زعم مكافحة فيروس كورونا، رغم أنها كانت قد سمحت للإسرائيليين بالاحتفال قرب مدخل القدس القديمة، قبلها بأسبوع، بما يسمى عيد «الاستقلال» ولم تمنع مئات المستوطنين واليهود المتطرفين من اقتحام ساحة المسجد الأقصى.
لم تكتفِ سلطات الاحتلال بمثل هذا الاستفزاز بل قامت باقتحام المآذن وقطع الأسلاك عن مكبرات الصوت بدعوى تشويشها على احتفالات الإسرائيليين، وهو ما أثار سخط الشباب المقدسى الذى حاول منع قوات الاحتلال من إقامة الحواجز، فاندلعت صدامات عنيفة بين قوات الشرطة والشباب الغاضب، جرح خلالها عشرات الفلسطينيين، واعتقل العشرات غيرهم.
ووسط تصاعد الأحداث، سمحت الشرطة الإسرائيلية للمئات من عناصر حركة «لاهافا» أو (لهب) اليهودية المتطرفة من تنظيم مسيرة تطالب بـ«الموت للعرب» والتحريض على قتل الفلسطينيين، والاعتداء عليهم فى متاجرهم، وكعادة قوات الاحتلال، وتحت ذريعة الفصل بين الطرفين، قامت فرق الخيالة التابعة للشرطة بقمع عشرات الفلسطينيين، واعتقالهم، مع الحرص على حماية المتطرفين اليهود.
وتأكيدا على التربص الإسرائيلى بالفلسطينيين، اعترف رئيس ما يسمى «بلدية القدس»، موشيه ليون، بأنه حاول إلغاء مسيرة حركة «لاهافا» المتطرفة التى تدعو لإبادة العرب، لكن الشرطة أبلغته أنها قانونية، زاعما فى تصريحات لموقع «فرنسا 24» إلى أن «العشرات» من اليهود الذين هاجموا الفلسطينيين اعتقلوا خلال الأسبوعين الماضيين.
اشتعال الأحداث فى القدس المحتلة وضع العديد من الأطراف داخل فلسطين وخارجها فى موقف محرج، فسارع البعض إلى سلاح الشجب والإدانة المعتاد فى مثل هذه الظروف، لكن من يقفون فى وجه الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة، رأوا فى هبتهم تعرية للمهرولين إلى التطبيع مع الكيان الصهيونى، وفضحا لمن يحاولون تثبيت أركانه على حسب الحق الفلسطينى.
الهبة المقدسية الأخيرة، وإن حاول البعض ركوب موجتها، ومحاولة الإيحاء بأن له يدا فى تحريكها ردا على محاولات منع إجراء الانتخابات الفلسطينية، هى حلقة فى سلسلة الهبات والانتفاضات التى تستهدف الإبقاء على جذوة النضال الفلسطينى فى وجه صلف وغرور المحتل، فى وقت يعتقد فيه البعض أن القضية الفلسطينية فى طريقها إلى «الموت والفناء»!.
وعلى الرغم من محاولات إسرائيل وحلفائها القدامى أو الجدد الالتفاف على إرادة الفلسطينيين فى سعيهم إلى التحرر، وإعلان دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، ستظل القضية الفلسطينية لب الصراع فى المنطقة، وسيواصل الفلسطينيون كفاحهم المشروع دفاعا عن أرضهم السليبة والتمسك بهويتهم العربية «شاء من شاء وأبى من أبى.. ويلّى مش عاجبه يشرب من البحر الميت» على حد تعبير الرمز الفلسطينى الراحل ياسر عرفات رحمه الله.
التعليقات