رجاء وشهيرة - خالد محمود - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:54 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رجاء وشهيرة

نشر فى : السبت 26 مايو 2012 - 8:40 ص | آخر تحديث : السبت 26 مايو 2012 - 8:40 ص

رن جرس التليفون لأجد صوتا هادئا تملؤه السكينة قالت: أنا شهيرة، كان صوت الفنانة الكبيرة وحشنى وصورتها أيضا.. فقد اختارت أن تتوارى عن الوسط وتعتزل الفن بإرادتها تاركة وراءها رصيد من الأعمال الجميلة، قالت شهيرة: تصور هناك من يشيع بأن الفنانة رجاء الجداوى رحلت عن دنيانا.. ماتت، وهذا شىء صعب.. صعب أن يطلع الإنسان على خبر وفاته بنفسه. ثم أعطت التليفون للفنانة القديرة رجاء الجداوى التى فاجأتنى بقولها: قل للناس إن المرحومة كلمتنى.. قل للناس إن رجاء الجداوى عايشة وبخير.

 

كانت الكلمات مفاجئة، وأخبرتها بأن مثل هذه الأخبار منتشرة وكثيرة وتظهر من حين لآخر من إناس لا يعوون ما يفعلون ولما يروجون.. لترد: إنه فيس بوك.. هذا الشىء الذى أصبح ساحة للجد والهزل فى وقت واحد، ولا يقدر أحد على تقويمه.. تصور أهلى جاءوا إلى منزلى ليتلقوا العزاء فى رجاء.. يا ساتر. ونهيت المكالمة بالدعاء لها بالخير والمباركة فى الحياة.. بعد أن قالت لى إنها لم تؤذِ أحدا يوما ما.

 

المكالمة وواقعها جعلتنى استدعى مقولة المخرج الدانماركى الكبير توماس فينتربيرج مخرج فيلم المطارد المنافس على سعفة مهرجان كان «مع الإنترنت أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة تكثر فيها الشائعات».. ورغم أننى كنت لم أتفق تماما مع ما قاله، فإن الصورة كما يراها تبدو حقيقة وواقعا مؤلما ومحيرا.

 

إن فيروس الشائعات ليس وليد اليوم.. فهو له تاريخ، وتاريخ أصيل فى التأثير على مجريات أحداث صغيرة وعظمى، لكن الفيروس يشهد نموا عظيما مع عصر يشهد تطورا أعظم سواء فى متغيرات التكنولوجيا أو متغيرات النفس البشرية وسلوكها التى باتت من مفردات يومها استحالة العيش بدون شائعة.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات