هؤلاء الأبطال الغلابة - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:59 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هؤلاء الأبطال الغلابة

نشر فى : الإثنين 26 يوليه 2010 - 10:59 ص | آخر تحديث : الإثنين 26 يوليه 2010 - 10:59 ص
سقطوا منى على مدار سنوات الشباب، لكنهم يعودون الآن.
حكمت، بالحق أو الباطل، على أحمد عرابى بأنه ساذج، لا يفهم فى جغرافيا السياسية، ولا حتى فى حرفة العسكرية بدليل هزيمته المنكرة. مصطفى كامل طالب شهرة وأموال، يخطب فى شعبه بأنه لو لم يكن مصريا، إلخ. ثم يتساءل فى خطاب لراعيته الفرنسية عن الميزة التى يكتسبها المرء بميلاده فى هذا البلد البائس. سعد زغلول رجل طيب يشيخ دون أن تظهر عليه سيماء النجابة، ثم تنضج الظروف المحلية فجأة، فتساعده على مصير لم يكن مؤهلا له، هو أن يقود الأمة.

حتى هو، قلت لنفسى إن عبدالناصر بكباشى سطا على ثورة العمال والطلبة، التى تأججت فى العقد السابق لحركته العسكرية. جاء للقصر يقود دبابة، ولم يثق أبدا فى شعبه الذى منحه تفويضا غير مسبوق فى التاريخ المصرى الطويل العريق، غير المفهوم بالنسبة لى.
لكنى أعترف الآن بخطئى فى حقهم جميعا. كنت مدفوعا بشيطان الشباب، «ومش عاجبنى لا ملك ولا أب»، كما حرضنا صلاح جاهين.

الجو حاليا يؤكد لى أنى ظلمتهم، لمجرد مقارنتهم بأبطال هذا العصر. أين يذهب هؤلاء فى أبطال التكويش على أراضى الناس أو الساحل الشمالى والجنوبى، ونجوم تهريب الأموال والآثار للخارج. أقل تقدير للأموال الهاربة يتحدث عن 200 مليار دولار، أى أكبر بكثير من تريليون جنيه، وهو تقدير الراحل عزيز صدقى. فساد عام واحد، هو 2003، تجاوز 100 مليار جنيه، وفق تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات وهيئة الرقابة الإدارية.

وهل يمكن مقارنة هؤلاء الغلابة بمسئولى التخصيص «للزوجة والأبناء القصر والأقارب».
وكيف كان «فساد الملك فاروق»، ودخله كما ورد فى مذكرات كريم ثابت كان 80 ألف جنيه، تتبدد قبل أن يصل العام لنهايته، فيصبح «مزنوقا» مثل أى واحد فينا؟. يجب أن يخجل فاروق من نفسه إذا قرأ أرقام وملفات قضية إبراهيم سليمان.

الله يسامح فريق الصفحة الأخيرة لجريدة الشروق أمس الأول، الجمعة. كتبوا عن الفيللا البسيطة التى كانت بيت ناصر، الرئيس الذى نقل شعبه عدة قرون إلى الأمام. عن شقة بالإيجار فى الزمالك، يعيش فيها خالد محيى الدين، الصاغ الذى خاطر بحياته لتغيير نظام الحكم ذات ليلة، ثم تنازل عن كل شىء واختار المنفى، عندما رفض رفاق الثورة «هرطقاته الديمقراطية».

أبطال غلابة، يجب أن ينسحبوا بخجل أمام جحافل الحزب الوطنى التى تقدم كل يوم أبطالا من نوع جديد، يكتبون صفحة بلا مثيل، فى التاريخ المصرى الطويل العريق، غير المفهوم بالنسبة لى.

 

محمد موسى  صحفي مصري