محفوظ زلطة - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:50 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محفوظ زلطة

نشر فى : الخميس 26 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 26 يوليه 2012 - 8:00 ص

كم كان المشهد رائعا بين محفوظ زلطة وأخته فوزية.. مشهد ثقلت فيه الأقدام لرحلة شقاء وفراق بينهما امتد لربع قرن، وثقلت فيه نظرات الأعين من ظلمة الهجر والغربة.. اتسعت حدقة كل منهما وهى ترمق الآخر لتحتوى العمر الضائع.. مشهد ثقلت فيه خبرة السنين وموهبة وصلت لقمة الأداء وهما يرتميان فى أحضان بعضهما.

 

بدا محفوظ زلطة أو أبوعبدالله أو النجم محمود عبدالعزيز مفجرا لدراما إنسانية عقب ظهوره فى مسلسل باب الخلق، وجاءت طلته لتلقى بظلالها على إيقاع المشاعر لكل من حوله.. الأخت عايدة رياض وزوجها محمود الجندى وحتى ضابط أمن الدولة أحمد فلوكس الذى بدأ التحقيق معه عقب وصوله لظنه هو وجهازه أنه شخصية خطيرة تدعى الأمير المتوج من المجاهدين.

 

وساوس الضابط وقلقه وهدوء زلطة واندهاشه وأيضا واقعيته خلقت مناخا مناسبا للتألق وسط صورة تسجيلية سينمائية لقضية خاصة وشائكة تلقى بظلالها على وقائع سنوات صعبة ومريرة بقسوتها على المجتمع حتى وإن بدت قضية زلطة بمفرده مدرس اللغة العربية الذى ترك مصر قبل 25 عاما بحثا عن تحسين أحوال المعيشة.

 

قال ضابط أمن الدولة لمحفوظ زلطة «امشى جنب الحيط ولو تقدر امشى جوة الحيط نفسه».. وهى الجملة التقليدية التى كان يقولها مسئول الأمن للمواطن المتهم حتى لو كان لديه يقين ببراءته مما هو منسوب إليه.. قالها وهو يدرك أنها اصبحت بلا جدوى فى دنيا زلطة المحشورة فى عنق زجاجة بفضل سياسات وأوهام وأحلام مكسورة الجناح.

 

فى السيناريو المحكم المثير بغموضه، مهد المؤلف محمد سليمان لشخصية زلطة ورسمها بعمق فى الحلقات الأولى، على لسان باقى الشخصيات، وبدت هناك حالة من التوافق الذهنى بينه وبين المخرج عادل أديب الذى جاءت لقطاته سريعة ومتنوعة وموحية لعالم أكثر إثارة سوف نشهده فى الحلقات القادمة رغم الكشف عن أزمة بطله والحياة التى قادته الظروف ليعيشها.

 

عهدت محمود عبدالعزيز دوما متحديا لنفسه.. قلق.. متردد فى قبول أى شخصية أو عمل يقدمه، لهذا كان ظهوره فى أعمال قليلة، ولكنه عندما يقرر أن يقف أمام الكاميرا، فلابد أن يتملكه إيمان كامل بما يقدمه لهذا جاء حضوره طاغيا ومتجددا، وربما سنلمس هذه الروح وهو يواجه نماذج البشر التى افتقدها فى حارة نوفل بباب الخلق، وربما سنتعرف أيضا على نماذج أخرى كانت دائما حياتها غامضة فى معسكر المجاهدين الأفغان.

 

الحكم على دنيا «باب الخلق» ما يزال مبكرا، لكنه عمل ملىء بالتحديات لبطله القلق دوما على تاريخه، ولمخرجه المتردد دائما فى الوقوف خلف الكاميرا، ولمؤلفه الملىء بالطموح

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات