#أنا_أيضًا_2020 - مزن حسن - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

#أنا_أيضًا_2020

نشر فى : الأحد 26 يوليه 2020 - 8:05 م | آخر تحديث : الأحد 26 يوليه 2020 - 8:05 م

لايزال الحديث عن قضايا النساء وحقوقهن أمر يشغل المجتمع المصرى على مختلف وسائل التواصل الاجتماعى وذلك فى خضم التحديات التى تواجهها البلاد وآثار الجائحة التى تنكشف يوما بعد يوم.
عبر العديد من المواطنين من خلال حساباتهم/ن عن الاستياء الشديد من تمركز النقاش والحوار الواسع حول قضايا العنف الجنسى حول حريات الملبس وفتيات التيك توك ــ دون رجاله ــ مشيرين إلى تجاهل «الصعاب الحقيقية» التى تمر بها البلاد والقضايا «الهامة» وليس «الثانوية».
على الرغم من هذا الاستياء من عدد ليس بقليل من المواطنين والعديد من المهتمين/ات بالشأن العام، إلا أننا نجد أن عددا ليس بالقليل منهم/ن يناقشون هذا الأمر ويبدوا العديد من الآراء والأحكام على كل تلك القضايا، فهل هذا نتيجة عدم أهميتها وثانويتها أم أن هناك جدلا مجتمعيا عميقا تمر به هذه الموجة من «#أنا_أيضا» كحركة عالمية؟
أرى دائما أهمية الحركة النسوية كحركة تحاول دعم النساء وحقوق وحريات الرأى والملبس والجسد من العنف كجزء أصيل من تطور وحرية المجتمعات، وبهذه النظرة أتساءل وأنا أتابع العديد من الآراء حول قضايا النساء والعنف الممارس ضدهن وحرية الملبس وحرية الرأى والتعبير.
هل نطالب بحق النساء للحماية من الاعتداء الجنسى ولكن نتجاهل إحدى فتيات التيك توك التى تعرضت للاغتصاب؟
هل نتحدث عن الاعتداء الجنسى على النساء ونتجاهل شهادات حول الاعتداء الجنسى على الرجال؟
هل نطالب بحرية الملبس لبعض النساء ونتجاهل الأخريات المختلفات والأقل فى الطبقة الاجتماعية؟
هل نتحدث عن حرية البوح لبعض النساء ونتجاهل ونشكك فى الأخريات لأنهن يهدمن قيمنا أو أنهن لا يعبرن عن المتوافق عليه داخل مجتمعاتنا البديلة؟
هل نطالب بتطبيق القانون على بعض المعتدين ونجهد أنفسنا لإيجاد المبررات والدوافع الخفية وراء اتهام رجال آخرين؟
كل تلك الأسئلة تدور فى ذهنى لأكثر من شهر مع استمرار الحديث عن قضايا المجتمع المصرى، وأزداد قناعة يوما بعد يوم أننا أمام جيل يتميز بأرواحه الحرة عما سبقه، وأن هذا الجيل يعمل جاهدا على طرح رؤاه وقضاياه المجتمعية ذات الطابع النسوى أو من منظور الرجولية الفاعلة، وأن فى هذا الجيل نساء يعملن جاهدات على دعم حقوقهن ورفض العنف الممارس عليهن.
لن ينتهى هذا الجدال لأنه جدل حول الحقوق والحماية ولن ينوب الآخرين/ات سوى توسيع المسافة بينهم/ن وبين الأجيال الجديدة، لأن المجتمعات لا تعود للوراء بل تتطور دائما، ولن يجنى من لا يتفهم الاختلاف إلا الجلوس وحيدا يتخيل مجتمع وشعب ونساء هن من محض التخيلات وليس الواقع.
فلنساعد الأرواح الحرة أو لنتركهن يخضن رحلتهن دون محاولة تقويضهن، لتصبح #أنا_أيضا استكمالا لمسيرة نساء تعلمن أن يدركن الاختلاف والحرية وليس الإقصاء.

مزن حسن مديرة مؤسسة نظرة للدراسات النسوية
التعليقات