الجماعة التى انتخبناها - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجماعة التى انتخبناها

نشر فى : الأربعاء 27 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 27 فبراير 2013 - 8:00 ص

هل مشكلتكم مع الرئاسة أم مع الإخوان؟

 

المشكلة الحقيقية فى أنك لا تستطيع أن تفرق بين الرئاسة والإخوان.

 

السؤال طرحته قناة الحياة على نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور، والإجابة جاءت ارتجالا رائعا من السياسى الشاب البليغ، الذى نشط فى حملة انتخاب مرسى، واحتفل بنجاحه رئيسا، ثم دفع الثمن بعد ذلك كما قال.

 

كان نادر يتحدث عن إهانة خالد علم الدين بإقالته من منصب مستشار الرئيس لشبهات فساد، ثم سحب الاتهامات بعد نشرها على الملايين، والاكتفاء بالعبارة الملكية الفارغة، «أنا الرئيس عينته، وأنا الرئيس أعفيته». وتساءل بكار عن الاعتبارات الإنسانية الغائبة، عندما تتخلص الجماعة من علم الدين بتلك القسوة التى أسالت دموعه أمام الكاميرات.

 

تحدث بكار عن ارتباك يسود إدارة الإخوان للبلاد فى كل شىء، وضرب المثل على ذلك بخطاب الفجر، الذى انتظره المصريون 8 مساء، فبدأ عرضه مسجلا قبل الثانية صباحا بربع ساعة.

 

ليس ارتباكا.

 

إنها ماكينة الإخوان التاريخية، المحكومة بضيق الأفق وتصلب الشرايين، والمحصنة ضد الجميع بتعويذة موتوا بغيظكم.

 

لمن يعمل الإخوان حسابا، للمعارضة، ميدان التحرير، الحلفاء فى القوى الإسلامية سابقا ولاحقا، الرأى العام؟

 

الماكينة الإخوانية المترهلة من المقطم إلى ساحات القصر الجمهورى لا ترى إلا نفسها، حتى لو غضب الرأى العام من تأخير بث الحوار أو ذهب لينام، لا يهم ما دام الزعل لا يفسد للأخونة قضية، ما الفرق؟

 

حليف الأمس، وربما الغد من يعرف، نادر بكار يقول إن تأخر إذاعة الحوار أضر بالرئيس مرسى، ويرصد حالة من «التعامل غير السليم من جانب مؤسسة الرئاسة مع كثير من القضايا، ومنها قضية القوات المسلحة».

 

ومثال الجيش نموذج أيضا للعنجهية الإخوانية التى تنزل «على مافيش» عندما تواجهها القوة. لم يخطر على خيال إبليس نفسه أن نعيش فى مصر حتى نقرأ على الصفحة الأولى لجريدة «الوطن» أمس أن مصدرا عسكريا مسئولا، أى ما زال فى الخدمة العسكرية وليس محللا فضائيا، يقول: «إن صبر المؤسسة العسكرية على التربص لها لن يطول، وإنها لن تسكت على تجاوزات الإخوان».

 

ومع اعتراف مرسى أن هناك تعيينات إخوانية فى مفاصل الدولة، يجب أن يتذكر أن الجيش ليس وحدة محلية فى الدلتا أو منصب نائب محافظ فى الإسكندرية، بل هو الخلاصة العسكرية والوطنية لهذا الشعب المتنوع والعصرى والذكى، ضد كل أنواع المخاطر.

 

اختار مرسى أن يخاطبنا من خلال الليثى، نجم الإعلام المباركى ومستشار الرئيس الإخوانى سابقا، ومن قناة وقفت ضد انتفاضة الشعب من أول يوم. ثم منح شعبه تدريبا على الانتظار وعد النجوم والتخمينات وابتكار النكات القاسية أحيانا، لتصبح ليلة خطاب الفجر دليلا أخيرا على أننا لم ننتخب رئيسا بل جماعة، تكتب له نص الإجابات، وتراقبها بعد التسجيل بالحذف والمونتاج، ثم تدليها للشعب الذى نام على الكنب دون تفسير رسمى واحد للتأخير أو أخطاء المونتاج.

محمد موسى  صحفي مصري