التوتر بين إسرائيل وإيران يزداد مع انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التوتر بين إسرائيل وإيران يزداد مع انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط

نشر فى : الأحد 27 أكتوبر 2019 - 8:20 م | آخر تحديث : الأحد 27 أكتوبر 2019 - 8:20 م

نشرت جريدة هاآرتس مقالا للكاتب أموس هاريل.. نعرض منها ما يلى:

عاجلا أم آجلا سوف تصل الأمور إلى الفوضى. الجهود الإيرانية فى تهريب الأسلحة إلى حزب الله فى لبنان ونشر قواعد عسكرية فى سوريا وإرسال أنظمة أسلحة متطورة لسوريا، والعراق لم يتوقف حتى بعد حملة ضخمة من الضربات الجوية الإسرائيلية. لقد أشارت طهران فى عدة مناسبات إلى أنها لم ترد حتى الآن على الضربات السابقة التى شنتها إسرائيل عليها. وفى أعقاب تبادل الضربات بين الجانبين فى أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر، وضعت إيران معادلة جديدة، فهى تقابل كل هجوم إسرائيلى جديد برد عسكرى سريع.
وبالتالى تصبح واحدة من النتائج القريبة المحتملة هو وقوع صدام بين الجانبين. قد يكون هذا نتيجة لضربة إسرائيلية استباقية لتمنع ثأر إيران أو توجيه ضربة متعمدة من جيش الدفاع الإسرائيلى ضد القوة الإيرانية المتنامية فى المنطقة أو لعمليات تهريب الأسلحة إلى حزب الله.. والسبب فى ذلك هو وجود الاضرابات فى العديد من المسارح حول إسرائيل (سوريا ولبنان وقطاع غزة) والتى من الممكن أن تستمر لوقت طويل إلى جانب أن هذه المسارح تؤثر على بعضها البعض بخلاف ما كان عليه الحال فى الماضى.
اندلاع التوترات الشديدة فى الشمال من الممكن أن ينتج عنه صراع عسكرى فى الجنوب. فوفقا للمخابرات الإسرائيلية، تسعى حكومة حماس لتحقيق الاستقرار وتشعر بالقلق إزاء الحرب.. ولكن حركة الجهاد الإسلامى لا تعارض وقوع مواجهات عسكرية أخرى غير مهتمة بالضرر المحتمل على قطاع غزة.
وفى غضون ذلك لا يمكن تجاهل السياق السياسى داخل إسرائيل. فجميع اللاعبين الرئيسيين فى مفاوضات الائتلاف ــ الرئيس روفين ريفلين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب أزرق أبيض بينى غانتس ــ تحدثوا بنبرة غير واضحة عن تحقيق تغيير حقيقى فى أمن إسرائيل، ملمحين إلى أن المواطنين لا يدركون تمامًا خطورة الوضع.
حاول نتنياهو فى مقطع فيديو أصدره مؤخرا اتهام غانتس بتجاهل الخطر. وزعم أن منافسه استمر فى رفض إجراء مناقشات جدية لتشكيل الحكومة «على الرغم من أنني ــ نتنياهو ــ وافقت فى وقت سابق على طلبه للقاء رئيس أركان الجيش، الذى عرض له مجموعة من التهديدات والتحديات التى تواجه إسرائيل». تحدث رئيس الأركان أفيف كوخافى بطريقة أكثر برودة فى اجتماع بين كبار ضباط الجيش ونتنياهو قائلا: إن «عملية صنع القرار تتم باحتراف وبطريقة مدروسة وحكيمة، بناءً على ما هو جيد لإسرائيل».. سيتعين علينا الانتظار لنرى.

فشل ترامب
تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران بسبب الانسحاب الأمريكى المستمر من الشرق الأوسط.. فى الأيام الأخيرة، فشل ترامب أصبح واضح للجميع ــ فيما عدا أعوانه ــ بعد قراره بسحب قواته والسماح للقوات التركية بغزو المناطق الكردية فى شمال سوريا. هذه الخطة حققت مصالح الروس والأتراك ونظام الأسد وداعش وإلى حد ما إيران فى حين تضرر الأكراد بشدة وحتما لم تكسب إسرائيل شيئا.
وفى نفس الوقت أوضح ترامب موقفه من استنزاف موارد الولايات المتحدة المستمر فى حرب لا نهاية لها فى هذه المنطقة التى لا يوجد بها شيء سوى الرمال.. وأعلن أنه سيترك عددا صغيرا من الوحدات الأمريكية فى جنوب سوريا بناء على طلب الأردن وإسرائيل.
اتضح أن الرئيس اتخذ هذا القرار بعد مقابلة السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام وجنرال يعمل الآن كمعلق على شبكة فوكس نيوز اليمينية قدم له الاثنان فيها خريطة توضح مواقع حقول النفط فى المنطقة. فعندما يُنظر إلى كل شيء فى الحياة على أنه صفقة عقارية، يمكن للمرء أن ينظر إلى الأكراد كأداة لم تعد مهمة، على الرغم من التضحيات التى بذلوها فى محاربة تنظيم داعش. يمكن للمرء، فى نفس الوقت، إرسال قوات أمريكية إضافية للدفاع عن السعوديين، الذين هم على استعداد لدفع الثمن.
بسبب سوء إدارة ترامب فإن مكانة إيران الإقليمية تبدو مستقرة تمامًا. الرئيس الأمريكى لا يخفى رغبته فى العودة إلى طاولة المفاوضات والتحدث عن اتفاق نووى جديد بشروط أفضل، بعد عام ونصف من قراره بالانسحاب من الاتفاق السابق. يريد الإيرانيون أيضًا استئناف المفاوضات ولكن بطريقة تضمن لهم موقع قوة وبطريقة تسمح لهم بانتهاك، ببطء ولكن بثبات، الالتزامات التى قطعوها على أنفسهم فى الاتفاق السابق.
إن العقوبات الاقتصادية الجديدة التى فرضها ترامب تعتبر قاسية، ولكنها لم تنهك الاقتصاد الإيرانى على عكس ما تم توقعه بشأنها. تستمر عمليات التهريب وزيادة قوتهم العسكرية فى المنطقة، كما ذكر أعلاه. ولكن على الرغم من ذلك تواجه إيران تحديات أخرى فى البلدان الواقعة فى نطاق دائرة نفوذها. لقد هدأت موجة المظاهرات العنيفة فى العراق، لكن من المحتمل ألا تنتهى بالكامل والتى أظهرت بعض المشاعر المعادية لإيران.
لقد تم وصف احتجاجات لبنان فى إسرائيل على أنها «حدث» يذكرنا «باحتجاجات مقاطعة الجبن» التى وقعت فى إسرائيل قبل بضع سنوات، لكن هذه الاحتجاجات فى لبنان شملت تعبيرات عن العداء تجاه التدخل الإيرانى فى لبنان والقوة المتنامية لحزب الله.. هناك سبب لإرسال حزب الله مجموعة من الدراجات النارية فى مختلف أنحاء بيروت هذا الأسبوع.. فهذا مثل إشارة تهديد موجهة إلى المتظاهرين.. يمكن أن تكون الاحتجاجات المستمرة فى لبنان والعراق عاملا مقيدًا عندما يفكر الإيرانيون فى إثارة نزاع عسكرى مع إسرائيل.
فى وقت سابق من هذا الأسبوع، قامت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى بزيارة إلى الأردن مع وفد من أعضاء الكونجرس ناقشوا فيها التطورات فى سوريا مع الملك عبدالله ومستشاريه. وكما جرت العادة، ناقشوا أيضًا عملية السلام (غير الموجودة) بين إسرائيل والفلسطينيين. على الرغم من الأزمة التى نتجت عن الانسحاب الأمريكى، وعلى الرغم من المسافة القصيرة بين عمان والقدس، لم تذهب نانسى بيلوسى إلى إسرائيل. هل امتنع نتنياهو عن دعوتها، كونها عدو ترامب الحالى، رغبة فى عدم إحراج ترامب، أو هل اختارت بيلوسى تخطى لقاء نتنياهو؟ فى أى حال، هذا مؤشر آخر على عمق الانقسام بين الليكود والديمقراطيين. حتى لو لم يعد نتنياهو وترامب فى السلطة فى غضون عام أو عامين، فإن الضرر الذى حدث خلال السنوات الأخيرة سيظل محسوسًا بقوة.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

النص الأصلى

 

التعليقات