** تضمن البيان الصادر عن اجتماع اتحاد كرة القدم الأخير اقتراحا باستكمال بطولة الدورى بدون اللاعبين الدوليين، كأحد الحلول لاستكمال المسابقة، وهو حل يبدو مثل عملية «قيصرية» للحفاظ على الأم وعلى الجنين فى بعض حالات الولادة المتعثرة.. وكنت طرحت هذا الاقتراح فى 22 نوفمبر 2018، أى قبل حوالى سبعة أشهر من تحرك الاتحاد الأخير، وكان ذلك تحت عنوان «45 يوما بدون الدوليين». وبغض النظر عن تطبيق الاقتراح من عدمه، لماذا ينتظر الاتحاد طويلا لبحث الحلول ومناقشتها؟ ولماذا تطرح الأفكار دائما بينما القطار يغادر المحطة.. أو متوجها إلى الصيانة لإجراء عمرة؟!
** عند طرح اقتراح اللعب بدون الدوليين قلت: «فى البداية قد يكون هذا الاقتراح يصعب الأخذ به، وقد يكون فى بعض تفاصيله دقة غائبة لسبب أو لآخر، لأننا نطرحه دون تواريخ محددة أمامنا لاسيما ما يتعلق بتواريخ كل المباريات المؤجلة والتى زاد عددها بصورة كبيرة.. لكنه فى النهاية مجرد اقتراح هدفه الصالح العام، لعل وعسى يساعد على إنقاذ الدورى من الغرق»!
** الآن لا أعرف ولا أحد يعرف ما الذى يحدث أو ما الذى سوف يحدث. فالمباراة المؤجلة تؤجل، والجدول المعدل يعدل، والملعب المحدد يستبدل، مجتمع كرة القدم كله يهاجم اتحاد الكرة، مع أن ثلاثة أرباع هذا المجتمع نفسه وافق من بداية الموسم على حقيقة باتت خالدة، وهى أنه موسم استثنائى وصعب ومعقد، وقد أضفت من عندى، ومضحك، فالخيوط متشابكة مثل خيوط الكنافة أو خيوط العنكبوت، فتؤجل مباراة المقاولون للأهلى فيعترض من يعترض، أو قد يرفض الزمالك اللعب بدون لاعبيه الدوليين المصريين والمغاربة والتوانسة، بينما قد تعترض الأندية المهددة بالهبوط على عدم تكافؤ الفرص، وفى الوقت نفسه ينتظر الكاف تسمية الفرق الممثلة للكرة المصرية فى بطولات ولا أحد يعلم متى أو كيف تسمى؟!
** فى أحد الاجتماعات التى حضرتها بالاتحاد، طالبت بما كنا نطالب به من سنوات (الجيل السابق من الصحفيين والاساتذة الكبار كان يطالب بتطبيق الاحتراف فى الكرة المصرية سنة 1965 بنصوص موجودة، فطبق خطأ سنة 1990). المهم أننا طالبنا فى هذا الاجتماع بأن تشكل رابطة الأندية المحترفة لإدارة مسابقة الدورى، وربما يذكر الذين حضروا الاجتماع أن أهم ما عرضته كان عدم ترشح أى عضو لمجلس إدارة نادٍ أو أى رئيس نادٍ، أو أى عضو فى مجلس إدارة اتحاد الكرة فى انتخابات الرابطة، التى يجب أن تشهر، وأن تمنح صلاحيات قانونية كاملة، كى تتحمل المسئولية كاملة فى إدارة الدورى، ومسئولية بيع حقوق البث وتوزيع تلك الحقوق وفقا لنسب عادلة، وأن تكون منتخبة بعدالة وشفافية ومشكلة من شباب، وأصحاب خبرات رياضية، والخبرة بالتجارب وبالعلم وليست بقدر الشعر الأبيض الساكن فى الرأس، وهذا شأن ما يجرى فى العالم كله، من العالم الأول إلى العالم الخامس..!
** إن تشكيل الرابطة بالانتخاب من أندية الدورى الممتاز والدرجة الثانية سيضع تلك الأندية أمام مسئوليتها، فيما ستتحمل الرابطة المسئولية بالكامل وتتخذ قرارات حاسمة وعادلة دون تفرقة بين أندية كبيرة وأخرى صغيرة.
** كانت انتخبت رابطة فعلا، ثم رحلت ولم نعرف ماذا جرى لها.
يا إلهى.. هل يمضى عمرنا ونحن نناقش بديهيات، ونخترع «الفنكوش»؟ هل تنتظر الأجيال القادمة 55 سنة أخرى كى نشكل رابطة الأندية المحترفة؟