العدالة الاجتماعية وطبقية التعليم - لبيبة شاهين - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 11:45 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العدالة الاجتماعية وطبقية التعليم

نشر فى : السبت 30 يونيو 2012 - 9:05 ص | آخر تحديث : السبت 30 يونيو 2012 - 9:05 ص

عندما سألتها عن الرئيس الجديد وماذا ينتظر منه المصريون، قالت لى بدهشة وربما بحدة «تصدقى إن ابنى يبحث لطفله عن مكان فى مدرسة «بيبى كلاس» فوجد أن الأسعار فى المدارس التى تتمتع بسمعة جيدة لا تقل عن 50 ألف جنيه فى السنة وعندما بحث عن مدرسة أخرى فوجدها لا تقل عن سابقتها سوى بضعة آلاف،

 

ما أدهش صديقتى لم يدهشنى فطالما سمعت عن مدارس بعشرات الألوف من الدولارات وليس الجنيهات، مدارس أمريكية وإنجليزية وألمانية وحتى مصرية، حديث صديقتى ذكرنى بمشكلة «منى» مدرسة الابتدائى التى تسكن بمنطقة «الخصوص» على اطراف القاهرة الكبرى وهى أحد الأحياء الشعبية الفقيرة فى جميع إمكاناتها، فقبل ايام من انتخاب الرئيس الجديد حكت لى منى عن أملها الذى خاب فى أن يلتحق ابنها الحاصل على الابتدائية بنسبة 93% بمدرسة المتميزين وهى مدرسة حكومية تقبل الحاصلين على 95% وربما كان نصيبها من التميز الاسم فقط لكنه يرضى البسطاء، كانت منى تشكو دائما من مستوى التعليم المتردى فى المداس التى عملت بها وكانت تحكى عما يعرف بمجموعات التقوية التى لا تضيف شيئا للطالب فى حين تسلب بعض المال من أولياء أمور الطلبة الفقراء تحت بصر وزارة التربية والتعليم، وما زالت منى تبحث عن مدرسة لابنها المتفوق ولابنيها الصغيرين وكل املها أن يكون حظهما من التعليم أفضل حالا بعد الثورة، منى مثل ملايين المصريين كانت تعتقد أن الثورة سوف تضع نهاية لمشاكلها المادية والاجتماعية خاصة مشكلة تعليم أبنائها الأربعة التى ترى انها اهم من «الأكل والشرب». والحقيقة أن ما حدث فى مجال التعليم طوال العقود الثلاثة الأخيرة يعد جريمة فى حق المصريين، فالقلة التى تملك المال تحصل على التعليم الجيد الذى يؤهلها للحصول على فرصة عمل جيدة أما الغالبية التى لا تملك سوى ما يمكنها من العيش الكريم أو غير الكريم بما فيها الطبقة المتوسطة فلم تجد سوى التعليم الحكومى الذى تردى مستواه عاما بعد عام ربما بشكل مقصود لإنعاش بيزنس التعليم الخاص الذى جذب رموز نظام العهد البائد، التعليم الطبقى الذى ازدهر فى ذلك العهد وعمق من إحساس المصريين بغياب العدالة الاجتماعية التى يختصرها البعض الآن على غير الحقيقة فى حد أقصى وأدنى للأجور.

 

التعليم الجيد يجب أن يصبح حقا لكل المصريين بعد ثورة 25 يناير التى كانت العدالة الاجتماعية بمعناها الواسع أهم مطالبها، ويجب على الرئيس الجديد الذى يتبنى مشروع النهضة أن يضع قضية اصلاح التعليم على رأس أولوياته فبدون التعليم لن ترى مصر أية نهضة ولن تتحقق أية عدالة اجتماعية.

لبيبة شاهين  كاتبة صحفية
التعليقات