الثوار ليسوا شهداء - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الثوار ليسوا شهداء

نشر فى : الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 9:10 ص

أرتكب الآن خطيئة سلفية، وأتجاهل الانتخابات، لأتساءل مع الشيخ محمد عبدالمقصود: هل ثوار التحرير الذى يلقون ربهم من الشهداء حقا؟.

 

لكننى أبدا لن أرد بإجابته، حتى لا أصبح خائنا لوطنى وأهلى، ومتحدثا مزيفا باسم السماء، أحدد بالضبط من هو الشهيد ومن الكافر.

 

انشغل العالم أمس الأول بالانتخابات، التى كان السلفيون يعتبرونها زمان من بدع الكفار، لكن عبدالمقصود، خبير وقاية النباتات بمعهد البحوث الزراعية، كان يدلى برأى السماء فى موقعة محمد محمود، كما ورد على موقع الشروق أمس.

 

سؤال جاء من أحد المشاهدين يقول: المتظاهرون بميدان التحرير هاجموا مقر وزارة الداخلية، فكيف نسميهم شهداء؟.

 

ورد الشيخ: عندك حق، هؤلاء الثوار هاجموا الضباط فى بيتهم، الذى هو وزارة الداخلية، ومن مات دون بيته فهو شهيد.

 

ضباط الشرطة شهداء، وثوار التحرير لأ؟.

 

يا رب اشهد وارحم.

 

لا تبحث هنا عن الدين أو الشريعة أو صحيح الحديث، لكن انتظر بقية الجملة من العلامة السلفى لتعرف لماذا أخرج شباب التحرير من الجنة. «والتحرير رجّع لنا البرادعى بعد ما ارتحنا منه».

 

«فقيه القاهرة، المتواضع الربانى، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالمقصود، الذى أحبه ملء شغاف قلبى»، بتعبير أحد أصدقائه، يتحدث بهذه اللغة غير الكريمة عن زهرة الوطن فى الميادين، وعن مواطن اسمه محمد البرادعى حمل الأمل فى التغيير وقت أن كان الشيخ ورفاقه يطلقون الفتاوى بتحريم الخروج على الحاكم، حتى لو كان ظالما.

 

قبل أسبوعين نشرت الصحف أن «داعية مصريا اقتحم حفلا بأكاديمية النيل بالمنصورة وصرخ فى الشباب الحاضرين أن الغناء حرام، لكن الطلاب طردوه من المكان». واستقبل الداعية المجاهد تهنئات حارة من رفاق السلفية، لكن بدا للكثيرين أنه ليس داعية، ولا مصريا.

 

ليس داعية لأن لفظ الدعوة يحتمل أن تدعونى فأرفض أو أقبل، ومحمد (صلى الله عليه وسلم) كان نبيا، لكنه لم يقتحم ساحة الأوثان فى الكعبة، ولا حاصر دار الندوة التى يعيث فيها أبو لهب وأعوانه فسادا.

 

وليس مصريا لأن المصرى الحقيقى يتعامل مع مصر على أنها وطن، ودولة كاملة الأهلية، وليست مجرد إمارة فى دولة الخلافة القادمة.

 

فى كل عصر يوجد من يسير عكس الزمن، لكن اللعبة لا تستمر طويلا، وسيلقى أنصار الظلام مصير المماليك والخلافة والسلطنة، حتى لو كانوا يتنكرون وراء اسم «النور».

 

«المظاهرات جابت لنا إيه غير المصابين والقتلى والدم؟»، سؤال من الشيخ ضد مصر والثورة بأكملها فى نهاية حديثه التاريخى أمس الأول، وأجيب بأنها «جابت» أشياء كثيرة، منها شيخ اسمه عبدالمقصود، يقول مثل هذا الكلام غير المسئول بمنتهى الحرية.

محمد موسى  صحفي مصري