عن الحرب على اليمن المسكوت عنها! - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 4:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن الحرب على اليمن المسكوت عنها!

نشر فى : الإثنين 31 أغسطس 2015 - 6:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 31 أغسطس 2015 - 6:50 ص

خطأ فادح أن يعتقد البعض أن من ينتهكون حقوق الإنسان والحريات فى البلدان التى يتسلطون عليها سيعملون على الانتصار للديمقراطية خارج حدود بلدانهم أو سيغلبون اعتبارات كرامة المواطن والمساواة وسيادة القانون على حسابات المصالح وموزاين القوة وغرائز البقاء.

خطأ فادح أن يعتقد البعض أن الحرب على اليمن التى يروج لها سعوديا وخليجيا وعربيا بكونها عملا جماعيا يستهدف إنقاذ اليمن من مصائر تفتت الدولة الوطنية وانهيار السلم الأهلى للمجتمع وتورط قطاعات سكانية واسعة فى الطائفية «الممولة إيرانيا» والعنف والإرهاب، ويدعى أيضا الانتصار لحقوق وحريات الشعب اليمنى.

خطا فادح لأن الحكومات المشاركة فى الحرب على اليمن يتناقض مجمل ممارساتها الداخلية مع مضامين الحق والحرية، ولأن بعضها تتردد فى دوائره المعنية بصناعة القرار وسياقات السلطة التنفيذية ذات الأصداء الطائفية التى توظفها إيران فى اليمن، ولأن الحرب على اليمن والتكالب الإيرانى عليها هما فى الجوهر صراع على النفوذ الإقليمى لا يتوقف طويلا عند المقومات الحقيقية لبناء الدولة الوطنية المرتبطة بالعدل ولا يكترث بشروط استعادة السلم الأهلى للمجتمع المترتب دوما على المساواة ومناهضة التمييز واحترام الكرامة الإنسانية ولا يهمه المواطن المنتهكة حقوقه وحرياته فى جميع مناطق الشرق الأوسط.

لكل ذلك تدمر اليمن وتخرب البنى التحتية للمجتمع الفقير ويقتل الناس وتفرض عليهم مصائر النزوح والارتحال، والحكومات العربية والحكم الإيرانى يواصلون تقطيع أوصال البلاد التى أصبحت ساحة من بين ساحات الصراعات الإقليمية. لكل ذلك تدمر اليمن وتستباح دماء أهلها وينتهك حقهم المقدس فى الحياة، والرأى العام العربى والإيرانى فى صمت لا قيم أخلاقية به ولا إنسانية، والجماعة الدولية العاجزة إما منصرفة لتسوية صراعات أكثر مأساوية فى العراق وسوريا وليبيا وفى عرض البحر المتوسط وعلى امتداد الحدود الأوروبية أو متورطة وفقا لحسابات المصالح والنفوذ وعلاقات التحالف مع بعض الأطراف الإقليمية فى تعتيم متعمد على كوارث الدمار والخراب والقتل التى تنزل باليمن اليوم.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات