موت أوروبا - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 9:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

موت أوروبا

نشر فى : الإثنين 29 أبريل 2024 - 6:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 أبريل 2024 - 7:43 م

الكاتب حسن مدن

«موت أوروبا»، هذا ما يحذّر منه زعيم واحدة من أهمّ دولها، وأقواها، الرئيس الفرنسى مانويل ماكرون، وهو ما كاد يؤكده نظيره الألمانى، المستشار شولتس، حيث أعلن الأخير تأييده «من حيث المبدأ»، للتدابير التى اقترحها ماكرون لجعل قارة أوروبا قوية اقتصاديًا وآمنة.

يقول الكاتب، إن تحذيرات ماكرون جاءت فى خطاب ألقاه فى جامعة السوربون فى باريس، جاء فيه إنّ أوروبا تواجه خطر «إضعافها، أو حتى التقليل من مرتبتها» خلال العقود المقبلة، مطالبًا بوضع استراتيجية دفاعية أوروبية تعتمد على صناعة أسلحة مشتركة، وتسريع إعادة التسلح بتمويل من أموال الاتحاد الأوروبى، من أجل التعامل مع ما وصفه بـ«التهديد الروسى». وما انفكّ رئيس فرنسا يُكرر مخاوفه من روسيا، وضرورة التصدى لها، للدرجة بلغ فيها التهوّر عنده حدّ المجاهرة بفكرة إرسال قوات أطلسية للقتال ضد موسكو فى أوكرانيا، وهى فكرة وصفها العديد من المراقبين بالانتحارية، لأنها ستجرّ أوروبا كلها، وربما العالم كله، إلى حرب قد تكون عالمية، أو ما يشبهها، ولم تتردد موسكو على لسان مسئولين وازنين فيها، فى التهديد باستهداف أى دولة أوروبية، وفرنسا فى المقام الأول، فى حال تورطت ميدانيًا فى الحرب مع كييف.

يؤكد الكاتب أن الحديث عن ضعف أوروبا، وتراجع دورها، وفقدانها لاستراتيجية مستقلة خاصة بها، وتبعيتها العمياء للسياسة الأمريكية، ليس جديدًا، لكن رئيس فرنسا اليوم يحذّر ممّا هو أخطر بكثير: «موت أوروبا» المحتمل، وهو تحذير لا يمكن إلا أن يؤخذ على محمل الجد، بالنظر إلى أهمية الدولة التى نطق رئيسها به، مُطلقًا ما نريد أن نصفه «صفارة الإنذار».

ويضيف: ليست موسكو وحدها من يُقلق أوروبا، لكونها، أى موسكو، تقع فى أوروبا ولديها حدود مشتركة واسعة مع دول أوروبية باتت عضوًا فى «الناتو». أوروبا قلقة أيضًا من الصين البعيدة جدًا، والتى بات صعودها الاقتصادى، وتنامى دورها الكونى مصدر إزعاج للغرب بكل مكوّناته، هى التى رسخت لها أقدامًا لا يمكن تجاهلها فى بلدان الغرب نفسها. لذلك كان طبيعيًا أن يتوقف ماكرون فى تحذيره أمام تبعات ذلك، ولو من باب التلميح، حين طالب بإعادة النظر فى السياسة التجارية للدول الأوروبية «فى ضوء الإعانات الضخمة التى تقدّمها الصين والولايات المتحدة لصناعاتهما»، وطالب بمنح مزايا تفضيلية للمنتجات الأوروبية فى مجال التكنولوجيات الرئيسية فى الاتحاد الأوروبى.

هل لاحظتم أنه أتى على ذكر اسم الولايات المتحدة أيضًا بمجاورة اسم الصين؟ نعلم أن نفوذ الصين المتنامى بات يشكل «صداعًا» لأوروبا، لكن ماكرون هنا تحدث عن الحليف الأكبر لأوروبا الذى تعتمد على دعمه حدّ التبعية، أى أمريكا. لقد بات الحليف نفسه مصدر قلق للقارة الحائرة فى أمرها.

التعليقات