مع وقف إصدار شهادات الـ 25% فى عدد من البنوك، وقرب استحقاق شهادات الـ 18%، يتوقع خبراء اقتصاد أن تتجه بعض أموال المدخرين إلى الأوعية الاستثمارية الأخرى، كالعقارات والذهب وأيضا البورصة، مع ما تشهده سوق المال من نشاط خلال الفترة الماضية، وذلك فى حالة عدم اتجاه البنوك لإصدار أوعية ادخارية أخرى بعائد مرتفع.
وأعلن بنكا الأهلى المصرى ومصر عن انتهاء إصدار شهادات الـ25% بنهاية الشهر الماضى، حيث قال محمد الأتربى رئيس مجلس إدارة بنك مصر، إن حصيلة بيع الشهادة الجديدة بفائدة سنوية 25% وبفائدة شهرية 22.5%، بلغت 460 مليار جنيه فى بنكى مصر والأهلى منوها بأن 30% من الحصيلة من خارج البنوك.
وقال يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلى المصرى إنه تم وقف طرح شهادة الادخار بعائد 25%، أمس الأول الثلاثاء، لاسيما أنها حققت المطلوب منها، وبلغت حصيلتها 500 مليار جنيه فى «الأهلى ومصر»، خلال شهر.
وتابع أبو الفتوح، فى تصريحات تليفزيونية، أن الـ 500 مليار جنيه، منها 315 مليارا بالبنك الأهلى فقط، 50% منها أموال سائلة من خارج القطاع المصرفى أو تحويلات للعملة، وسيتم انتظار اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى غدا الخميس، لبحث ما إذا كان سيتم طرح أوعية ادخارية جديدة أم لا، لكن الآن لا توجد شهادة أخرى سوى ذات العائد 17.25%.
قال يوسف البنا، محلل الاقتصاد الكلى بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية، إن شهادات الـ25% تعتبر وعاء ادخاريا قصير الأجل، مقارنة بالذهب والعقار، مضيفا أنه مع قرب استحقاق موعد شهادات الـ18% وانتهاء فترة إصدار شهادات الـ25% يتجه المستثمرون لأوعية ادخارية أخرى طويلة الأجل مثل العقار والذهب، وأيضا البورصة والتى تعد من أفضل الاستثمارات فى الوقت الحالى، كاستثمار قصير الأجل، حيث من الممكن أن يلجأ لها المستثمرون لما تشهده من زخم بعد التحركات الأخيرة فى سعر الصرف وصفقات الاستحواذ على بعض الشركات واستفادة أسهم شركات التصدير بشكل كبير من انخفاض قيمة الجنيه.
وأوضح محمد حسن، العضو المنتدب لشركة بلوم مصر لإدارة الأصول، أن قرب انتهاء مدة إصدار شهادات الـ25% ساهم فى التأثير بشكل إيجابى على حركة البورصة المصرية، مضيفا أن هذه الشهادات نجحت فى تحويل عدد من المستثمرين أموالهم من الدولار للجنيه، وادخارها فيها.
وتابع أن الذهب يعتبر من الأوعية الاستثمارية الآمنة خاصة مع اتجاهه الصاعد، لذلك من المتوقع أن نرى إقبالا على المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن شهادات الـ25% كان لها تأثير سلبى على القطاع العقارى، لذلك ستنشط حركة الاستثمار فى القطاع العقارى بمجرد وقف هذه الشهادات.
ويتوقع حسن مع قرب استحقاق شهادات الـ18% أن نشهد إصدار شهادات بعائد آخر مرتفع لكن أقل من 25% أو تجديدها لمدة عام آخر، خاصة أن حصيلة شهادات الـ 18% تتجاوز 750 مليار جنيه.
وبلغت حصيلة شهادات الـ18% التى تم طرحها فى مارس 2022 فى بنكى الأهلى ومصر 750 مليار جنيه، وجاء طرح الشهادة بعدما قرر البنك المركزى رفع أسعار الفائدة 1% فى اجتماع استثنائى فى مارس الماضى، كما تراجعت قيمة الجنيه أمام الدولار بنحو 16% فى الشهر نفسه.
من جانبه قال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة العربية أون لاين، إن إصدار الشهادات ذات العائد المرتفع كان لها تأثير محدود على الأوعية الادخارية الأخرى، مثل البورصة، خاصة مع نشاط سوق المال خلال الفترة الأخيرة بدعم من تراجع أسعار الدولار أمام الجنيه وإقبال المستثمرين والصناديق العربية للاستثمار فى البورصة، فيما يرى أن الذهب مازال وعاء ادخاريا جاذبا للعديد من المستثمرين ومن المتوقع أن يشهد إقبالا أكبر خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أحمد معطى، المدير التنفيذى لشركة فى آى للاستثمارات، أن شهادات الـ 25% لم يكن لها تأثير على البورصة خلال الفترة الماضية، بفضل تراجع أسعار الصرف، ما دعم صعود سوق المال، موضحا أن تأثيرها كان على الذهب بشكل أكبر، وساهم فى تراجع الإقبال على المعدن الأصفر، وأثر على الشراء بالقطاع العقارى بغرض الاستثمار.
وأضاف أنه مع قرب استحقاق شهادات الـ18% من المتوقع وفى حالة عدم إصدار أوعية ادخارية بنكية أخرى بعائد مرتفع، أن يتجه جزء من حصيلة تلك الشهادات إلى الأوعية الادخارية الأخرى مثل العقارات والذهب.