بعد اتهامات الكونجرس.. هل فشلت منظمة الصحة العالمية في تحذير العالم من كورونا؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:37 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد اتهامات الكونجرس.. هل فشلت منظمة الصحة العالمية في تحذير العالم من كورونا؟

منال الوراقي
نشر في: الإثنين 1 يونيو 2020 - 1:27 م | آخر تحديث: الإثنين 1 يونيو 2020 - 1:27 م

في خطوة تصعيدية للاتهامات التي وجهها السياسيون الأمريكيون، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، لمنظمة الصحة العالمية، حول تعاملها مع وباء كورونا المستجد، اتهم عضو الكونجرس الجمهوري، براين فيتزباتريك، المنظمة الدولية بـ"الفشل في تحذير العالم من جائحة فيروس كورونا مبكرا".

وقال فيتزباتريك، النائب عن مقاطعة باكس الأمريكية، في تصريحات تلفزيونية: "بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، الكيان الدولي الذي تتمثل مسؤوليته الوحيدة في تنبيه العالم من الأوبئة، فيمثل فشلها في إدراك حجم وباء كورونا مشكلة خطيرة".

ولكن بعد التصريحات العديدة للسياسيين الأمريكيين والرئيس ترامب، هل فشلت منظمة الصحة العالمية في التعامل مع الوباء، والإبلاغ والتنبيه عن مستجدات كورونا أولا بأول في الأيام الأولى لانتشاره؟

عضو الكونجرس الأمريكي أشار في اتهاماته إلى تغريدة لمنظمة الصحة العالمية في 14 يناير الماضي، وفي الأيام الأولى لتفشي الفيروس، ذكرت أن "التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الصينية لم تعثر على دليل واضح يؤكد انتقال فيروس كورونا، الذي تم اكتشافه في مدينة ووهان الصينية"، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

• تصريحات منظمة الصحة العالمية

لكن، الجدول الزمني للأخبار التي تنشرها منظمة الصحة العالمية على موقعها بالإنترنت حول إجراءاتها مع فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، قدم سردًا مختلفًا في نفس اليوم (14 يناير الماضي)، إذ أشار مسؤول في منظمة الصحة العالمية -في إيجاز صحفي يومها- إلى أن الفيروس ربما ينتقل بين البشر أو بين أفراد الأسرة، وأن هناك "خطر من انتشار محتمل".

وبعد أسبوع تقريبًا، ووفقًا للجدول الزمني، زار محققو منظمة الصحة العالمية مدينة ووهان الصينية، التي اندلع منها الفيروس المستجد، ووجدوا أدلة على انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، وهو تطور كبير يتعارض مع ادعاءات الحكومة الصينية، التي صرحت بها وذكرتها المنظمة في تغريدتها السابقة المنشورة بتاريخ 14 يناير الماضي.

وبعد أسبوع آخر، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ مؤكدا أن تفشي فيروس كورونا المستجد يعد "حالة طارئة تواجه الصحة العامة وذات أهمية دولية"، وفي 11 مارس الماضي، أطلقت منظمة الصحة العالمية وصف "جائحة عالمية" على فيروس كورونا المستجد، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي إنكوايرر" الفلبينية.

• منظمة الصحة تباطئت ولم تفشل

لكن المتحدث باسم عضو الكونجرس، ويل كيلي، زعم أن منظمة الصحة العالمية تأخرت لمدة شهرين بين تغريدة 14 يناير وإعلان الفيروس كوباء في 11 مارس، الأمر الذي يبرر انتقادات عضو الكونجرس، خاصة بالنظر إلى الأدلة على أن الفيروس بدأ ينتشر خارج الصين في 20 يناير.

وبالرغم من أن تغريدة منظمة الصحة العالمية عكست بدقة ما قاله المسؤولون الصينيون في ذلك الوقت، إنه لا يوجد دليل على انتقال العدوى من شخص لآخر، إلا أن أميش أدالجا، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز الأمريكي، وعدد من خبراء الأمراض المعدية في البلاد، قالوا إن المنظمة كان عليها أن تشكك في دقة تصريحات الصين قبل نشر التغريدة، وفقا للصحيفة الفلبينية.

ديفيدسون هامر، الباحث بجامعة بوسطن الأمريكية، أوضح أنه بالرغم من تسجيل 200 حالة إصابة، و3 وفيات خارج الصين، بحلول 20 يناير الماضي، إلا أن منظمة الصحة العالمية لم تقر بانتقال العدوى من إنسان إلى آخر سوى في 22 يناير الماضي.

وأضاف الباحث الأمريكي، أن منظمة الصحة العالمية كانت بطيئة في إعلان الفيروس كحالة طارئة تهدد الصحة العامة وتثير قلقا دوليا، وبطيئة جدا في إعلانه كجائحة، ولكن اتهام المنظمة بالفشل في التعامل مع الوباء غير صحيح.

فيما أكد مايكل ليفاسور، عالم الأوبئة في جامعة دريكسيل الأمريكية، أنه لا يعتقد أن منظمة الصحة العالمية فشلت في التعامل مع الوباء، أو تأخرت في تحذير الدول من المرض المنتشر.

• ترامب يبحث عن كبش فداء

مع استمرار أزمة تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، والانتقادات الموجهة للحكومة بشأن التعامل مع الوباء، يسعى الرئيس ترامب وحلفاؤه إلى إلقاء اللوم على الصين ومنظمة الصحة العالمية بشكل متزايد في انتشار الفيروس، إذ أعلن ترامب، مؤخرا، أن الولايات المتحدة ستوقف دعمها المالي للمنظمة الدولية.

وبالرغم من رؤية الخبراء بأن منظمة الصحة العالمية كانت بطيئة في الإعلان عن انتقال العدوى من شخص لآخر، وإعلان الفيروس التاجي "كطارئة صحية عالمية تثير القلق الدولي"، وحتى في إعلانه كجائحة، لكن الصحيفة أكدت أن الوكالة كانت تعمل بنشاط لجمع ونشر المعلومات حول الفيروس في الأسابيع التي سبقت الإعلان الرسمي عنه كوباء، وأنه من الممكن تفسير البيانات العامة التي صدرت خلال هذه الفترة على أنها حذرة وليست متهورة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك