قال الدكتور عبدالحكيم الواعر المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن مشروع SCALA يأتي ليكون بداية لإيجاد تحليل ونقطة انطلاق لرفع مستوى الطموح بشأن المُناخ في قطاعات الزراعة واستخدامات الأراضي، مستنداً إلى المساهمات الطوعية التي حددتها مصر وخطط التكيف الوطنية في هذا السياق.
جاء ذلك فى كلمة، خلال ورشة عمل "التغيرات المناخية فى مجال استخدام الأراضي والزراعة من خلال خطط العمل الوطنية" حيث تم إطلاق هذا المشروع بالشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومنظمة الفاو ومنظمة اليونسكو، وبالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.
وأضاف أن المشروع يأتي من خلال تقديم الأدلة العلمية التي تُعضد توجيه الموارد إلى أنشطة التكيف في الزراعة، وتحفيز القطاع الخاص للاندماج في العمل المناخي بما يضمن تكامل الشركاء من أجل تحقيق الأهداف، ويبقى دعم إدماج هذه الأنشطة في قطاعات التخطيط والموازنة هو الأهم لترجمة السياسات إلى عمل تدعمه كل الشركاء.
وأوضح أن هذا المشروع يأتي مكملاً لحزمة من المشروعات الجارية التي تسعى إلى إحداث تحول في أنظمة الزراعة، حيث تنفذ الفاو العديد من المشروعات منها مشروعات الإدارة المستدامة للنظم الايكولوجية الزراعية بمحافظة الوادي الجديد، والزراعة المستدامة والأمن الحيوي والإنتاجية، وتعزيز إنتاج وإنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية في الأراضي الجديدة من خلال اعتماد ممارسات وتقنيات زراعية مبتكرة قادرة على الصمود مع تغير المناخ.
وتابع: "إضافة إلى حزمة من مشروعات إدارة المياه، والري، والطاقة الشمسية، التي تندرج تحت أجندة مصر 2030 وغيرها من المشروعات التي تهدف إلى إحداث التكامل مع الأولويات الوطنية لتمكين قطاع الزراعة من التكيف مع كارثة تغير المناخ".
وأكد استمرار منظمة الأغذية والزراعة في دعم التحضيرات لمؤتمر تغير المناخ الذي تستضيف مصر، ووضع كل الإمكانات والخبرات لتتويج جهود مصر في التحضير لهذا الحدث بالنجاح.
كما أكد اليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن المشروع يهدف إلى اتخاذ إجراءات مناخية من أجل التكيف مع تغير المناخ حيث يقوم بتمويله الحكومة الألمانية لمدة 3 سنوات، ويختص تحديدا باستخدامات الأراضى الخاصة بالزراعة من أجل تخفيض انبعاثات غازات ثانى أكسيد الكربون وتعزيز الصمود والقدرة على المرونة البيئية والقدرة التكيفية فى قطاع الزراعة، مضيفا أن البرنامج يهدف إلى دعم 12 بلدا ومساعدة الحكومات على تكثيف خطط العمل الوطنية بها فى قطاع الزراعة من أجل التكيف المناخي.
وأضاف اليساندرو أن البرنامج يسعى إلى إعادة تقسيم وتخطيط الممارسات الزراعية لدعم الممارسات الزراعية المستدامة والتى من شأنها الاتجاه نحو الزراعة الخضراء وممارسات خضراء أكثر استدامة.
وأردف: "نعمل بالشراكة مع الحكومات والمنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي واليونسكو لضمان أكبر عدد من الناس مشمولين فى هذه الممارسات وهذا السلسلة التى من شانها تعزيز القطاع الزراعي وتعزيز التنمية الاقتصادية لمصر".
وأعرب عن سعادته بالتعاون مع الحكومة المصرية فى هذا المشروع لتاثيره الايجابى على حياة المواطنين، مؤكدا أن هدفنا حشد كل الممارسات التعاونية مع كل الجهات المعنية من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والمجتمع المدنى وكل الفئات المعنية والتى يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف من أجل تخطيط استخدام الأراضى.
وفي كلمته، قال الدكتور عبدالله زغلول، رئيس مركز بحوث الصحراء، التي ألقاها بالنيابة عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، إن التغيرات المناخية كان لها تأثير بالغ على العالم كله ما دعا المؤسسات البحثية العالمية والمنظمات الدولية وحكومات الدول إلى التكاتف واتخاذ إجراءات مشتركة لوضع حلول للمشاكل الناتجة عن التغيرات المناخية.
وأضاف أن مصر بدأت منذ وقت مبكر في العمل في هذال الإطار بالتعاون مع المؤسسات البحثية وكل الأطراف ذات الصلة، مشيراً إلى أن استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية COP27 في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ يؤكد على اهتمام القيادة السياسية بضرورة التصدي للمشاكل الناتجة عن التغيرات المناخية ووضع آليات التكيف والتخفيف من هذه الآثار في بؤرة اهتماماتها، ومشروع سكالا SCALA يساهم بشكل كبير في إعداد الكوادر اللازمة للتعامل مع هذه المشاكل.