دعا الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) اليوم الإثنين، إلى ضرورة تعزيز الاستثمار في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وأهمية إذكاء الوعي الجماعي، وبناء قدرات الشباب والنساء والفتيات لتعزيز مشاركتهم في أنشطة علوم الفضاء المتنامية، من أجل دعم جهود تحقيق الأهداف المشتركة للتنمية المستدامة على كوكب الأرض.

جاء ذلك في اليوم الأول للمنتدى العالمي لعلوم الفضاء الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع مؤسسة الفضاء الأمريكية ، تحت شعار "معا من أجل استكشاف مستقبل علوم الفضاء".

وشهد اليوم الأول جولات علمية لاستكشاف آفاق المستقبل الواعد لعلوم الفضاء وتطبيقاته، قدمها نخبة من المسؤولين والخبراء وصناع السياسات في مجال الفضاء، لاستعراض الجديد في هذا المجال، مؤكدين أنه علم المستقبل، الذي يجب أن تستثمر فيه البشرية لتواجه التحديات الحالية والمستقبلية.

وقال المدير العام للإيسيسكو إن التقدم التكنولوجي الذي حققته الإنسانية في العقود الماضية، والذي أدى إلى طفرة في الاقتصاد العالمي، يتطلب مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، منوها بمحورية الدور الذي تعلبه تكنولوجيا علوم الفضاء في هذا المجال.

وجدد المالك التأكيد على التزام المنظمة بدعم الأنشطة العلمية والتعليمية والثقافية في دولها الأعضاء، عبر تبني الوسائل التكنولوجية الحديثة، وبناء القدرات، ودعم الاقتصاد القائم على التكنولوجيا، وإذكاء المعرفة الحديثة ونشرها، وهو ما يتيحه منتدى الإيسيسكو العالمي لعلوم الفضاء عبر تقديم توصيات للمساهمة في رسم سياسات وطنية تحقق استفادة دول العالم الإسلامي من تكنولوجيا علوم الفضاء.

وفي السياق ذاته، أشاد الدكتور عبداللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربي- في كلمته خلال المنتدى- ببرامج الإيسيسكو وأنشطتها الهادفة إلى تطوير البحث العلمي والابتكار في العالم الإسلامي، موضحا العناية الكبيرة والخاصة التي يوليها العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمجال علوم الفضاء، واهتمام المغرب ومبادراتها المتعددة في هذا المجال، والمتمثلة في احتضان المركز الإقليمي الإفريقي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وإنشاء مركز للاستشعار البعدي الفضائي.

وبدوره، أشار توماس زيليبر المدير التنفيذي لمؤسسة الفضاء الأمريكية إلى محورية علوم الفضاء لفهم التغيرات المناخية والمخاطر الطبيعية وتأثيراتها، مؤكدا الدور الأساسي لمبادرات جميع الفاعلين والشركاء والمؤسسات للمشاركة في الدفع بعجلة الابتكار والتكنولوجيا.

ومن جهتها، أوضحت الدكتورة سيمونيتا دي بيبو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، أهمية الاستثمار في علوم الفضاء للتغلب على التحديات، وتحسين مستوى الحياة البشرية، منوهة بمبادرات المجتمع الدولي في هذا المجال، وضرورة دعم جهود توظيف تكنولوجيا الفضاء من أجل ازدهار البشرية وتقدمها.

وأكدت الدكتورة باسكال إيهرينفروند، رئيسة الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية على الحاجة للاستفادة من علوم الفضاء في عالم يشهد تغيرات وتحولات متنامية، مشيرة إلى أهمية التعاون في هذا الخصوص عبر تشجيع الابتكار والتبادل الطلابي بين جامعات العالم من أجل مكافحة الفقر وتحقيق التطور.

ومن جانبه، أوضح المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء سالم القبيسى - خلال الجلسة الأولى للمنتدى - أن علوم الفضاء مجال واسع ودائم التطوير، ولابد من التعاون فيه، ولذلك أصبحت الشراكات الاستراتيجية الدولية منهج عمل لوكالة الفضاء الإماراتية.

وفي كلمته، أكد ماجد العنزي رئيس قطاع العمليات وبرامج الفضاء بالهيئة السعودية للفضاء أن منتدى الإيسيسكو من شأنه أن يفتح مجالا للتعاون بين دول العالم الإسلامي في مجال علوم الفضاء، مشيرا إلى أن السعودية تسعى إلى رفع الوعي بعلوم الفضاء والاستثمار في الصناعات المتعلقة به، وتطوير التطبيقات التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وتناولت الجلسة الثانية للمنتدى دور وكالات الفضاء في بناء المعارف القائمة على تطبيقات علوم الفضاء، وتلتها مائدة مستديرة حول أهمية علوم الفضاء في الحد من مخاطر الكوارث والأزمات الإنسانية والقضاء على الفقر، وقد تميزت النقاشات بفتح آفاق واسعة للتفكير في مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للبشرية، عبر تعاون حقيقي في مجال علوم الفضاء وتطبيقاته والصناعات المرتبطة به.