الدحيح.. ما وراء الكواليس.. يخبرنا بسر النجاحات المتواصلة لأحمد الغندور - بوابة الشروق
السبت 27 يوليه 2024 4:17 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الدحيح.. ما وراء الكواليس.. يخبرنا بسر النجاحات المتواصلة لأحمد الغندور


نشر في: الجمعة 1 ديسمبر 2023 - 7:04 م | آخر تحديث: الجمعة 1 ديسمبر 2023 - 7:07 م

«فلسطين حكاية أرض».. الحلقة الأحدث فى سلسلة تطور التجربة التى يرصد كواليسها «طاهر المعتز بالله»

حالة من النجاح المبهر التى لا يزال يحافظ عليها برنامج «الدحيح» الذى يقدمه اليوتيوبر أحمد الغندور، والذى أضاف إلى رصيد نجاحاته الهائل، تألق كان بمثابة حديث العرب، عن حلقته «فلسطين ــ حكاية الأرض» التى حققت 15 مليون مشاهدة على يوتيوب خلال أيام قليلة منذ إصدارها عقب الأحداث الأخيرة التى شهدها قطاع غزة، ورصد خلالها ما وصفه بـ«القصة المزورة للسردية الصهيونية».


حافظ أحمد الغندور على مستوى متصاعد من النجاح والتألق المدروس والممنهج، الأمر الذى يذكرنا بالكيفية التى يعمل وفقا لها أحمد الغندور والطريقة التى نشأت بها تلك التجربة والتى وثقها وكتبها بإجادة تامة، الكاتب طاهر المعتز بالله، فى كتابه الصادر عن دار الشروق «الدحيح ــ ما وراء الكواليس».

النجاح المدوى الذى لا يزال يحققه أحمد الغندور فى برنامجه الذى تتوالى حلقاته المميزة، يعيد التذكير بكتاب «الدحيح.. ما وراء الكواليس» الصادر فى أواخر العام 2021 عن دار الشروق؛ حيث يصطحب القارئ فى جولة ساحرة عبر رحلة صعود أحمد الغندور، وتسليط الضوء على محطات فارقة ومراحل فى غاية الأهمية تتعلق بنشأة تلك التجربة وتحديد أهدافها وتخطى صعاب الفشل والتعثر من أجل تحقيقها على نحو مبهر.

«تذكر عزيزى»، أنا طاهر، ومش فريق الدحيح، ومش «غندور»، هكذا يصارح المؤلف قراءه منذ الوهلة الأولى، قبل أن يمضى فى سرد ما لديه فى هيئة أقرب ما تكون إلى سكريبت برنامج الدحيح فى الأساس، وهو ما أكد عليه بقوله: «نحن أمام مجموعة قصص صغيرة بيشكلوا قصة واحدة كبيرة، مكتوبة بنفس فورمات سكريبت الحلقات، لاستعادة أجواء غرفة الدحيح الصغيرة».

استهل طاهر المعتز بالله مقدمة كتابه يخبرنا الكاتب طاهر المعتز بالله، بأن أحمد الغندور امتلك أدوات البراعة والأسلوب الساخر الذى أحسن استغلالهم من أجل أن «يُشعبن» القضايا الكبرى العلمية والتاريخية والأدبية والفكرية والرياضية وغيرها، حيث استطاع «الدحيح» أن يكون واحدًا من أهم الأشخاص المؤثرين فى الوطن العربى. حلقات البرنامج الذى أطلقه عام 2014 على منصة «يوتيوب» سجلت أكثر من مليار مشاهدة على مستوى العالم.

«مباراة القرن، البطاطس، فلسطين حكاية الأرض، نهاية المماليك» مجموعة من أحدث فيديوهات برنامج الدحيح الذى لا يزال يحافظ على نجاحه، كمعادلة يخبرنا بها كتاب طاهر المعتز بالله، والذى يشير هو الآخر لمجموعة من العناوين المماثلة لفيديوهات حققت نجاحا مدويا حينها للدحيح، ومنها «ضوء ساطع وسط المدينة، كيف بدأ الدحيح، سور الصين العظيم، أشهر غرفة فى مصر، رضا عبدالعال، تشارلز دارون، الكنز فى المصادر».

العناوين سالفة الذكر تخبرنا جيدا بتطور تجربة الدحيح وتكشف لنا بوضوح عن الطريقة التى نجح بها أحمد الغندور فى أن يصبح أحد أكثر صُناع المحتوى العربى الرقمى، من خلال فصول تبدأ بقصة تعارف «وليد المحاسب المكافح على سمية مدرسة الرياضيات الشابة» لينجبوا أحمد الابن الأكبر لأسرة من أب وأم وخمسة أبناء، مرورا بدراسته فى الجامعة الأمريكية، وبداية صنع فيديوهات بسيطة، وصولا لكونه أحد أبرز الأسماء فى قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا فى العالم العربى.

يضع الكتاب قارءه أمام حقائق مهمة ومؤكدة، تتعلق بمقتضيات العصر الجديد، وأن أحمد الغندور لم يعد مجرد طالب العلوم الذى تخرج فى الجامعة الأمريكية يقوم بـ«روشنة» النظريات العلمية، وإنما أصبح ظاهرة تستحق الدراسة والبحث فى أسباب نجاحها، لأنه فى سنوات قليلة أصبح أحدَ أكثر صُناع المحتوى العربى مُتابعةً، تم اختيارہ ضمن قائمة «روّاد الشباب العربى» التى تحتفى بإنجازات الشباب العربى ممن حققوا إنجازات إيجابية ومؤثرة فى مجتمعاتهم. وأُدرِج ضمن قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا فى العالم العربى.

ينطلق طاهر المعتز بالله من كونه أحد أبرز المشاركين فى كتابة برنامج الدحيح وخروج تلك التجربة إلى النور بالشكل الذى حققت من خلاله كل هذا النجاح المدوى، والذى برع فى صياغة الكتاب الصادر عن دار الشروق باللغة العامية البسيطة التى لم تخل من قيمة وبلاغة محققة على صعيد التناول والمعالجة والأفكار الملهمة التى باستطاعتها أن تشجع الكثيرين على أن يحذو حذو «الدحيح» وفريقه فى وضع الأهداف والتمكن من تحقيقها.

يطالعنا العنوان كـ«عتبة للنص» الذى سوف يدهشنا حينما نذهب «وراء الكواليس» الخاصة بأحمد الغندور، حيث رصد متتابع للمحطات التى مر بها فريق العمل من أجل تحقيق معادلة صعبة، وهى تقديم محتوى برامجى جيد على إحدى المنصات الرقمية، بشكل ممتع وجذاب للمشاهدين، ويحافظ على القيمة والجوهر الهادف فى الوقت ذاته.

نقاط القوة التى احتوى عليها الكتاب الصادر عن دار الشروق لطاهر المعتز بالله، أن الأخير على قدر كبير من الإلمام بتجربة الدحيح، ويأتى ضمن الأجدر فى الحديث بطلاقة عنها ورصدها والكتابة بشأنها، حيث يعرف طاهر المعتز بالله نفسه فى الكتاب، على أنه أحد كتاب برنامج «الدحيح»، وبرنامج «متحف الدحيح» على منصة شاهد، وأنه قد حصل فى العام 2014 على جائزة أحمد زويل للتفوق فى العلوم والإنسانيات، ويدرس حاليا ماجستير إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، قبل أن يتركنا مع بصمته المميزة بين سطور الكتاب عبر 27 قصة صغيرة، حملت عناوين جذابة لفصول «الدحيح.. ما وراء الكواليس».

حالة من الحرص الشديد على تقديم قراءة مستفيضة وحشد لكل ما هو متاح وموثق من معلومات حول تجربة مجموعة من الشباب وصناع المحتوى، يتقدمهم أحمد الغندور، بما يصل بنا إلى خلق إحساس قوى يساعد على تلمس بدايات شيقة لتجربة الدحيح منذ ظهورها كفكرة بدائية، والكشف عن تأثير مجموعة من العوامل كـ: المثابرة، الجهد، الحظ، التجربة، الخطأ، اهتمام الوالدين ووفاء الأصدقاء، فى تحقيق هذا التراكم الثرى لبرنامج الدحيح وتجربته، فهناك عبر صفحات الكتاب نجد حالة من الحرص الشديد على تقديم رؤية كاملة لكل ما هو موثق من معلومات حول تجربة مجموعة من الشباب وصناع المحتوى، يتقدمهم الغندور، بما يصل بنا إلى خلق إحساس قوى يساعد على تلمس بدايات شيقة للتجربة منذ ظهورها كفكرة بدائية، وصولا إلى ذروة نجاحها الذى لا يزال يتحقق حتى يومنا هذا.

إحدى أهم الزوايا التى ينطلق منها الكتاب، لا تتعلق فقط بمنظور طاهر المعتز بالله كأحد المشاركين الأساسيين فى صناعة نجاح تلك التجربة، ولا المنظور المتعلق بالغندور وموهبته ودأبه، وإنما من منظور الوالدين، الأهل والأقارب الذين بإمكانهم أن يخلقوا من مساحتهم الخاصة، أكبر حاضنة لتشجيع الإبداع والابتكار والمضى نحو التحقق والصعود الشخصى، وألا يقفوا كحجر عثرة أمام طموحات أبنائهم، الأمر الذى نعاينه جيدا فى طريقة تعامل أسرة الغندور مع طموحاته وآماله.

يترك الكاتب طاهر المعتز بالله وراء ظهره فى رصد تطور تجربة الدحيح، كل ما يتعلق بتقنيات السرد المعقدة، فلا وجود للأطروحات المعقدة أو التلاعب بالأزمنة والأمكنة، ولا تعمق فى استثمار طرق الاسترجاع والاستباق والعرض، وإنما تسير محطات الكتاب، واضحة، سلسة، أشبه ما تكون بعرض مقروء لمحتوى الدحيح المرئى، لتشجيع القارئ وذويه وأصدقائه على استلهام تلك التجربة الرقمية شديدة الثراء والخصوصية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك