دعا وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إلى انخراط ألماني أكثر توسعا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشيرا إلى أهميته اقتصاديا وكذلك من حيث السياسة الأمنية.

وقال بيستوريوس في سنغافورة، التي وصلها اليوم الجمعة في بداية رحلة ستقوده أيضا إلى إندونيسيا والهند "أعتقد أنه من الأفضل لنا في أوروبا ألا نغفل عن هذه المنطقة، أو بعبارة أخرى، أن نركز عليها أكثر بصورة مطلقة".

وذكر بيستوريوس أن "المنطقة لها دور مركزي، وتقوم بدور مركزي فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية الدولية، وأمن الممرات البحرية الدولية، ولكن لها أيضا أهمية مركزية للسلام العالمي".

وقبيل انطلاق مؤتمر "حوار شانجريلا " الأمني، الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والذي يستمر حتى الأحد المقبل، حذر الوزير قائلا: "لا يمكننا أن نتحمل إهمال هذه المنطقة".

وردد تصريحات أدلى بها، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي قال إنه يجب أن تتعاون آسيا وأوروبا بشكل أكبر فيما يتعلق بالشؤون الأمنية.

وقال بوريل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الشركاء الآسيويين  والاتحاد الأوروبي، يتعين أن "يدافعوا بشكل مشترك عن مبادئ الأمن الرئيسية، في أي وقت وفي أي مكان، يتعرضون فيه لتهديدات من غزو أوكرانيا إلى التوترات في بحر الصين الجنوبي.

وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي شريك أمني موثوق به ونستثمر في الأمن المشترك مع شركائنا الآسيويين وهذا أمر ضروري جدا في أوقات انعدام الاستقرار الجيوسياسي".

وتابع أن التكتل "حطم بعض المحرمات" في الخطوات الأخيرة، من أجل مزيد من التعاون بشأن السياسة الدفاعية، مشيدا بالقرارات التي تم اتخاذها في هذا الصدد.

ومن المقرر أن يدور الاجتماع الدولي حول نفوذ الصين المتزايد ومساعيها لفرض هذا النفوذ، بالإضافة إلى عواقب الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وسيلقي وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن خطابا أمام المؤتمر غدا السبت، ويعتزم وزير الدفاع الوطني الصيني، لي شانج فو، عرض الخطوط العريضة لجدول الأعمال الأمني الجديد لبلاده بعد غد الأحد.

وقبيل المباحثات، قال لي إن الصين تحتفظ بالحق في استخدام القوة لدمج تايوان في أراضيها، بينما تواصل السعي لـ"إعادة توحيد سلمي".

وتايوان دولة مستقلة منذ عام 1949، لكن الصين تعتبرها إقليما صينيا ديمقراطيا يتمتع بالحكم الذاتي.

وأوضح وزير الدفاع الصيني لنظيره السنغافوري، نج إنج: "لن نتعهد أبدا بالامتناع عن استخدام القوة"، حسب وسائل إعلام صينية. وأضاف أن الصين لن تتسامح مع تايبيه، التي تسعى إلى الاستقلال.

وتابع لي، الذي تم تعيينه في مارس الماضي أن " الصين يجب أن تكون موحدة"، وأضاف أن زعماء الصين سيدافعون بقوة عن سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها.

ويُنظر إلى "حوار شانجريلا " على مستوى وزراء الدفاع، على أنه المنتدى الأمني الأكثر أهمية في المنطقة. وأرسلت 40 دولة ممثليها. وسيحضر رئيس وزراء استراليا، أنتوني البانيز أيضا إلى جانب وزير الدفاع الأسترالي.

وسيتوجه بيستوريوس الأحد المقبل إلى إندونيسيا تليها الهند.

ووضعت الحكومة الألمانية ما يسمى بالمبادئ التوجيهية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي تتعلق بتعزيز اهتمام ألمانيا بالمنطقة ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية.