في اليوم العالمي للبريد.. منة تُعيد سحر الجوابات لمواجهة جفاف رسائل مواقع التواصل - بوابة الشروق
الأربعاء 3 سبتمبر 2025 10:11 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

في اليوم العالمي للبريد.. منة تُعيد سحر الجوابات لمواجهة جفاف رسائل مواقع التواصل

أدهم السيد
نشر في: الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 - 11:43 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 - 11:43 ص

في الأول من سبتمبر من كل عام، يحتفل العالم بـ"اليوم العالمي للجوابات"؛ مناسبة لإحياء الرسائل الورقية التي لطالما كانت وسيلة للتعبير عن المشاعر، والأفكار، والإبداع، قبل أن تتراجع أمام سطوة مواقع التواصل والمحادثات الإلكترونية.

لكن "منة"، شابة عشرينية، قررت أن تخوض معركتها الخاصة ضد هذا التراجع، عبر موهبتها في فن تزيين الجوابات، الذي أبدعت فيه لتخلق من خلاله عالمًا ساحرًا من الأوراق المعتقة، والطوابع البريدية، والأختام الشمعية. عالم يتيح للناس التعبير عن مشاعرهم بصدق، بعيدًا عن ضجيج الإنترنت ورسائله الباردة المختصرة.

اكتشاف الموهبة.. من قلب جائحة كورونا

تحكي منة مدحت، في حديثها لـ"الشروق"، أن بداية اكتشافها لهذه الموهبة جاءت خلال فترة جائحة كورونا، تقول: "وقتها كانت مواقع التواصل وTikTok هما وسيلة التسلية الوحيدة، لكني شعرت بالملل. قررت إغلاق الهاتف والبحث عن شيء أكثر هدوءًا... فاكتشفت حبي للجوابات والخط العربي، ربما لأني كنت بشوف كتير أفلام أبيض وأسود فيها مشاهد جوابات مؤثرة".

ومن هنا، صممت أول جواب لها: ظرف يحمل صورة أم كلثوم، مزيّن بعبارة من إحدى أغانيها، ومعه رسالة مكتوبة بخط يدها، ومنذ تلك اللحظة، أصبح تصميم وتزيين الجوابات هو هوايتها الرئيسية، ومتنفسها الفني والنفسي.

* فن ممزوج بعراقة الماضي

توضح منة أن تزيين الجواب يمر بعدة مراحل تبدأ بتعتيق ورقة الرسالة باستخدام القهوة والنار الهادئة لمنحها طابعًا قديمًا، ثم تُكتب الرسالة بخط اليد، وتوضع داخل ظرف مزخرف بعبارات من أغاني الزمن الجميل أو كلمات حب مكتوبة بخط عربي أنيق.

ثم تضيف منة لمستها المميزة: صور لممثلين أو مطربين قدامى، وزخارف من "القصاقيص"، وأخيرًا تغلق الظرف بـشمع ملون وأختام مقلدة لأختام البريد القديمة.

كل قطعة جوابات تخرج من يديها هي قطعة فنية فريدة، تعبّر عن ذوقها ومشاعر من أرسلها.

* الجواب أم الرسالة الإلكترونية؟

تؤمن منة أن الجوابات لا تُقارن برسائل الهاتف، تقول: "الجواب فيه روح. اللي بيكتبه بيقعد يختار كلماته بعناية، وده في حد ذاته بيقول إن اللي قدامك مهتم. أما الرسالة الإلكترونية، فبتتبعت بثواني ومافيهاش نفس الإحساس".

وترى منة أن الجواب يظل قطعة ملموسة، يمكن الاحتفاظ بها واستعادتها بعد سنوات، لتُعيد الذكريات، وتُحيي المشاعر التي حملتها بين سطورها.

* بين رسائل الحب والوداع

تقول منة إن أغلب الطلبات التي تتلقاها تدور حول رسائل الحب، لما تحمله من رومانسية وتعبير عن المشاعر، يليها رسائل التهنئة بأعياد الميلاد، وتهاني رمضان، والتي تُزيَّن برسومات الخيامية والمصاحف المصغرة.

لكنها تعترف أن رسائل الوداع هي الأصعب عليها: "كل مرة أكتب فيها رسالة وداع، بحس إني بعيش حزن اللي كتبها. بيكون فيها مشاعر موجعة، وعشان كده مش بفضل النوع ده".

* أقرب طريق إلى قلب المرأة

توضح منة أن الجوابات الورقية تؤثر في النساء أكثر من الرجال، لأن المرأة بطبيعتها تميل إلى التعبير الوجداني، وتقدّر المجهود المبذول في الكلمات والمظهر: "الورد جميل، لكن مش هيقول لها هو بيحبها قد إيه. إنما الجواب بيحكي كل حاجة".

وتتذكر منة موقفًا طريفًا، عندما صممت جوابًا لطلب الزواج، وبعد أيام قليلة علمت أن الفتاة وافقت، بسبب تأثرها برسالة مكتوبة من القلب.

* "صُنِع بكل الحب"

منة تختم كل جواب بعبارة "صُنِع بكل الحب"، وتؤكد أنها لا تعتبر ما تفعله مجرد مشروع ربحي، بل رسالة لتقريب الناس من بعضهم، وإعادة دفء المشاعر لعلاقات طغى عليها البرود الرقمي: "أنا مش بكتفي بكتابة الجمل اللي الناس تطلبها، بسألهم عن قصتهم، عن مشكلتهم، عشان أكتب الرسالة اللي تعبر عنهم وتوصل لقلب اللي هيقراها".


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك