أعرب الدكتور زاهي حواس عالم المصريات، ووزير الآثار الأسبق، عن سعادته بردود الفعل الإيجابية على افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أنه لا يقارن بأي متحف على مستوى العالم من جميع النواحي.
وأضاف حواس، في لقاء خاص لبرنامج «ثروتنا»، المذاع عبر قناة «المحور»، مساء الأربعاء، أن المتحف المصري الكبير مميز عالميًا من حيث الحجم والتصميم، بالإضافة لقربه من الأثر العالمي هرم خوفو الأكبر، واحتوائه على مقتنيات الملك «توت عنخ آمون».
وأوضح أن جولة الطفل داخل المتحف، للتعرف على الآثار المصرية القديمة هي لقطته المفضلة من حفل الافتتاح، مضيفًا: «أي مصري بيحب بلده يبقى سعيد جدًا وهو بيسمع خطاب الرئيس وهو بيرحب بالناس بطريقة حضارية على أعلى مستوى».
وأشار إلى التحديات التي واجهت بناء المتحف المصري الكبير، ومنها؛ نقل تمثال رمسيس من محطة باب الحديد للمتحف، فضلًا عن نقل مراكب الشمس من موقعها السابق لمتحف صغير بجواره، وضخ تمويلات بقيمة 1.2 مليار دولار داخل المشروع، واقتراض القاهرة 800 مليون دولار من منظمة جايكا اليابانية.
ولفت إلى المكاسب المتوقعة بعد افتتاح المتحف، وأهمها التأكيد على قدرة مصر على حفظ حضارتها ومواجهة أزماتها الاقتصادية، موضحًا أن حضور 42 رئيسًا من قادة العالم بالإضافة لوفود الوزارات والمؤسسات الإعلامية يؤكد أن «مصر لسه بخير».
وتوقع ازدياد النشاط السياحي خلال الفترة المقبلة، وأن تعوض القاهرة ما أنفقته في بناء المتحف خلال عامين مما تحققه الحكومة والفنادق والشركات السياحية من عوائد، بالإضافة لدخل المتحف نفسه.
وذكر أنه لولا أحداث غزة التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023، لافتُتح المتحف في موعده الأصلي في يوليو.
وعلى صعيد آخر، قال إن الدكتور فاروق حسني وزير الثقافة السابق، هو صاحب فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير بعد دراسة أجراها في إيطاليا لمدة 4 سنوات، بتكلفة 5 ملايين دولار، ليقنع بعدها الرئيس الراحل حسني مبارك بوضع حجر الأساس في 2002.
وأضاف أن المرحلة التالية تمثلت في إجراء مسابقة معمارية عالمية، شاركت فيها 1400 شركة لاختيار مصمم المشروع، لتفوز شركة «هينيجان بنج» المعمارية الأيرلندية به، ثم تم إجراء مناقصات لتحديد شركات الإدارة والبناء.
وتابع أن بناء المتحف توقف لفترة من الوقت عقب أحداث الثورة، ليستكمل الرئيس عبد الفتاح السيسي، عملية البناء ويفتتح المتحف رسميًا في 1 نوفمبر 2025.
ويعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة.
ويمتد المتحف على مساحة إجمالية تبلغ نحو 500 ألف متر مربع، أي ما يُعادل مساحة 70 ملعب كرة قدم أو ضعف مساحة متحف اللوفر، ليصبح أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم.